ببصمة مميزة في عالم الحلويات برعت الشيف السعودية سميرة جان samira_jan@ في شق طريقها في عالم الشوكولاتة والجيلاتو، لتجمع أناملها خبرات متنوعة من مختلف بلدان العالم، وتستحق بجدارة أن تكون ضمن أشهر وأمهر الطاهيات السعوديات.
لم يكن الطريق معبداً أمام الشيف سميرة، ولكن ثمرة النجاح دائما تكون أكثر لذّة وحلاوة بعد تخطي العقبات والصعوبات، فتعرفي على محطات الشيف سميرة وعلى مشروعها الجديد دراجيه من خلال هذا الحوار الخاص الذي أجرته ياسمينة معها.
حبك لعالم الحلويات والمخبوزات لم يكن وليد اللحظة، حدثينا عن بداية احساسك بالموهبة وكيف كانت نظرة المحيطين لك؟
حبي لعالم الحلويات الممتع كبر معي ولازمني منذ نعومة أظافري، وأتذكر محاولاتي لعمل قالب حلوى مكون من عدة طبقات في عمر الست أو السبع سنوات، وكان هذا الشغف طبيعياً كوني نشأت في بيئة محبة للطهي، ولكني تميزت بشكل خاص بحبي للمعجنات والحلويات الصغيرة وابتكار الحشوات المميزة، فلطالما كانت حلوياتي مصدر حماس للضيوف في أي مناسبة.
> أتعامل مع كيمياء المكونات كأنني في غرفة عمليات
تميزت في مجال صعب وغير مألوف محلياً، ما الذي دفعك لتخصص في مجال الجيلاتو والشكولاتة والحلويات؟
تتجه ميولي إلى العلم الدقيق بشكل عام، وكنت أحلم في صغري أن أصبح طبيبة لكن لم تشأ الأقدار أن أحقق هذا الحلم، فوجدت في مجال الحلويات والجيلاتو والشوكولاتة والمخبوزات كل ما عشقته من دقة، ووجدت نفسي أتعامل مع كيمياء المكونات، كأني تماماً في غرفة عمليات خاصة بابتكار الأطباق والنكهات، فوجدت ببساطة نشوة العمل في هذا المجال المتطور والدقيق.
وبالحديث عن الطاهيات السعوديات المتميزات تعرفي أيضاً علىالشيف السعودية لولوة العزة التي حكت وصفة نجاحها لياسمينة .
> كلمة الفشل غير موجودة في قاموسي
بدأ مشوارك الفعلي من عمر 27 عاماً، ما هي أكبر مخاوفك في البداية؟
كنت متخوفة جداً من مرور الزمن، ففي هذا المجال الاحترافي يتخصص الطهاة حول العالم من عمر 18 عام، ليصبحوا في عمر 25 عاماً متمكنين وماهرين جداً، وهذا ما تتطلب مني أن أتعب وأكد بجد لتحدي الزمن وأثبت قدرتي على التميز بمهارة في عمر صغير دون أن تظهر عليّ علامات تقدم السن.
هل يعتبر الفشل في وصفة معينة محبط أم محفز لك؟
كلمة الفشل غير موجودة في قاموسي، فلدي عزيمة وإصرار قوي لتحدي أي وصفة صعبة، فلا خيار لدي سوى النجاح فيها، حتى لو قمت بإعدادها 20 مرة حتى تنجح.
أنت من الطاهيات السعوديات اللواتي عملنّ على أنفسهن بجد، وجُلت دول العالم للحصول على دورات وخبرات، عددي لنا أبرزها؟
قمت بعدد من الدورات في كثير من دول العالم، وعلى أيدي أشهر وأمهر الطهاة العالميين، فحصلت على دورة في صناعة الشوكولاتة مع شيف فرنسي في تركيا، كما حصلت على تدريب في مجال المخبوزات مع خباز تركي، و تعلمت فن المخبوزات الفرنسية أيضاً في فرنسا، والتحقت بكورس متخصص في صنع حلوى الاكلير، وحصلت على دبلوم مكثف في الجيلاتو في إيطاليا، إضافة إلى الكثير من الدورات والكورسات المكثفة في مجال الحلويات والمخبوزات في كل من الإمارات وجدة مع طهاة فرنسين وعالميين معروفين، كما عملت لمرتين كمساعد شيف لشيف كريم برجي في كورسات احترافية في جدة، ولا أزال أتوق للمزيد حيث كنت أود الحصول على عدد من الدورات هذا العام، ولكن جائحة كورونا عطلت ذلك.
وعن الابتكار في المطبخ السعودي اطلعي على حوارنا مع الشيف السعودية جهينة الحميدان التي تحمل راية الأكل الصحي.
قبل أعوام لم يكن الاحتراف في الطهي أمراً سهلا، فلا أكاديميات، ولا دورات عن بُعد، فما الفرص الموجودة الان والتي تمنيت لو حظيت بها في بداياتك؟
أعتقد أن أكبر صعوبة واجهتني في بداياتي كانت اللغة، كما أنني تمنيت لو حظيت بفرصة العمل في الفنادق التي أصبحت متاحة الان أمام الفتيات، لكون تلك الفرصة كانت ستنمي وتُغذي بعض الجوانب في بداياتي، أما الان فأنا لا أفضل العمل في الفنادق.
بلا شك لا يمكن أن ننسى جهود هيئة فنون الطهي التي ترأسها ميادة بدر في تطوير وصقل مواهب الشباب والفتيات السعوديات.
حدثينا أكثر عن مشروع دراجيه، كيف ومتى تأسس، وما سبب التسمية، وكيف عملت على جوانب منتجاتك شكلاً ومضموناً؟
دراجيه هو طفلي الذي ولد حصيلة أفكار وجهد كبير، حيث فكرت أنا وشركائي بجلب ماركة عالمية للشوكولاتة إلى المملكة، ولكن الشيف البلجيكي صاحب العلامة طلب مبلغا طائلا، من هنا جاءت الفكرة بكوننا نستطيع كسعوديين إنشاء ماركة على مستوى عالمي، وأن نقوم بإدارة هذا المشروع والعمل عليه بأنفسنا، وتم اختيار اسم دراجيه بعد التشاور في عدة أسماء للمشروع، وهي تعني المكسرات المغلفة بالشوكولاتة، ومن خلال هذا المشروع حاولنا ابتكار نكهات مدروسة وموجهة بشكل خاص للزبون العربي وذوقه، وفي ذات الوقت صنعنا بعض النكهات غير المألوفة لنكتشف مدى تقبل الزبائن لها، أما من ناحية الشكل اعتمدنا على الشكل الفرنسي الذي يركز على الحشوات، والابتعاد كلياً عن استخدام الحشوات الجاهزة، والألوان الصناعية والزيوت المهدرجة والمواد الحافظة.
من خلال حسابك على انستغرام نجد أنك تطورين الكثير من أشكال ونكهات الشوكولاته فمن أين تستوحينها؟
استوحي النكهات من حضارتنا وثقافتنا، وعن كان ذلك يُعد صعباً بعض الشيء لكوني تعلمت على الذوق الأوروبي، ولذلك أحاول دائما الدمج بين الطابع الأوروبي والعربي بحيث لا يطغى طابع عن الآخر، ومن ناحية الشكل فأنا أستوحي من السيدات والنباتات والتاريخ والمدن، فببساطة لكل "بونبون" شخصية وذوق مختلفين.
من خلال إثراء قدمت دورات في صناعة الشوكولاتة والآيس كريم، حدثينا عن دعمك للمبتدئات في هذا المجال؟
دعمي للمبتدئات أو الأطفال ينبع من داخلي، لكوني أبتهج برؤية سعادتهم بعد انتهاء الدورات ورؤيتهم لما تصنعه أيديهم، وأحاول بقدر الإمكان تقليل التكاليف عليهم، لكوني أرغب في أن يحصلوا على ما لم أحصل عليه في صغري وفي مراحلي الأولى كمبتدئه.
لا بد أنك لازلت تطمحين للمزيد، فهل عطلت أزمة كورونا مخططاتك؟
بعون الله أنوي تأسيس مشاريع أخرى مختلفة عن دراجيه، فهو يعتبر بالنسبة لي البداية، وكنت أتمنى أن تكون ظروف ولادة مشروع دراجيه مختلفة، لتأثر قرارات جذرية كثيرة للمشروع بسبب أزمة كورونا، ولكن_ بإذن الله_ القادم أفضل، وسيكبر مشروع دراجيه وسنذكر هذه الأيام ونتعلم منها في المستقبل.
أخيراً، أطلعي على الاستعداد لإنشاء أول مدرسة فرنسية لفنون الطهي في السعودية.
