بزوايا مبتكرة وبلقطات تحبس الأنفاس، برعت المصورة ومحررة الفيديو إيلاف ساب elafsaab@ ذات 26 ربيعاَ بتوثيق لحظات السعادة بالصوت والصورة، لتحكي من خلف عدستها قصة تسرد أحداثها بلمسة من الابتكار والتميز، وخلطت بين حبها للكتابة وبين رؤيتها كمصورة محترفة في تصوير المناسبات المختلفة على مدى 6 سنوات، لتخلق لنفسها بصمة وأسم وسط زخم هذا المجال، فتعرفي على قصة إيلاف الملهمة خلال هذا الحوار…
إيلاف: "التصوير ليس مجرد موهبة بل انعكاس لشخصيتي وأفكاري"
ما هو تخصصك الدراسي وما علاقته بهواياتك المتعددة؟
أنا متخصصة في مجال الكيمياء الحيوية، وهو مجال بعيد كل البعد عن هواياتي وميولي، فلطالما أحببت الفن والرسم في مرحلتي الثانوية، ذلك بالإضافة لحبي للكتابة والتعبير بشتى الأنواع والأشكال، وعلى الرغم من كوني شخصية تحب الإبداع والفن، إلا أنني أبرع في مجال تنظيم وقتي وحياتي وعملي، فاهتمامي بأدق التفاصيل وتنظيمي لكل جوانب عملي كمصورة بشكل مُجدول ومرتب جعلني محل ثقة في نظر عملائي.
في مجال دراسة مختلف وبهوايات ومهارات متشعبة كيف شققت طريقك باتجاه مجال التصوير؟
البداية تتلخص في كوني أنتمي لعائلة ذات أفكار إبداعية، شكلت فيها أنا و25 موهبة شابة من عائلتي فريق مجموعة الإبداع، وكان التوجه وقتها تنسيق المناسبات من الألف إلى الياء، واستطعنا أن نخطو أول خطواتنا معاً باجتهاد كل شخص منا، إلى أن تمكن كل واحد منا تكوين أسمه الخاص في المجال الذي يحبه، ولازال دعمنا لبعضنا مستمر حتى الآن.
كيف تطورت مهاراتك بالتصوير وهل طغى الشغف أم الحرفية على عملك؟
عندما يطور الانسان نفسه ومهاراته، تتسع الرؤيا أمامه ويصبح يرى الأمور بعيون الأشخاص الآخرين، فالتصوير بالنسبة لي ليس مجرد موهبة احترفتها واتقنت فنها فقط، بل هي انعكاس لشخصيتي وأفكاري في ايصال رسالة للناس.
لطالما أقتصر نشاط المصورات في المملكة على مجال تصوير حفلات الزفاف فكيف خرجن عن هذا النطاق؟
الانفتاح والتطور في السنوات الأخيرة أعطى الكثيرات الثقة والدافع ليتميزن في تقديم أنفسهن، وأثبات مكانتهن في مجالات مختلفة، ذلك إضافة لزيادة الفرص، وسهولة التواصل التي وفرتها مواقع التواصل الاجتماعي، التي فتحت الأفق أمام العديد لاستيحاء الأفكار وخلق الإلهام من نماذج مختلفة حول العالم.
وعن مجال التصوير اطلعي على حوارنا مع فاطمة عبد الله سعودية القلب ويابانية الهوى .
تصوير وتحرير الفيديو أقرب لهدفي في صناعة الأفلام
لماذا وقع اختيارك على مجال تصوير الفيديو بالذات، أكثر من التصوير الفوتوغرافي؟
التصوير بنوعيه الثابت والفيديو مكملان لبعضهما البعض، فالفيديو هو عبارة عن مجموعة من الصور المتتالية لذلك بالنسبة لي قد يكون أشمل نوعا ما، وبرغم من كون الصورة أسرع في ثباتها بالعقل، إلا أن التصوير الحي يجعلنا نعيش اللحظة، لكونه يجسد قصة مترابطة ذات هدف وسيناريو وتسلسل ينقل الأحاسيس، وإضافة لكل تلك الميزات فهذا المجال يقربني أكثر من هدفي في صناعة الأفلام.
ما الذي يميز نظرتك من خلف العدسة وكيف تجاوزت المنافسة القوية في هذا المجال؟
الاختلاف والتميز هو ما يولد النجاح، فاختلاف نظرات المصورين هي من خلقت الابتكار وزادت التحدي والتنافس، فالعمل المبدع والمتقن هو الذي يتحدث عن نفسه أمام الآخرين في هذا المجال الواسع، وفي النهاية كل شخص يأخذ حظه ونصيبه من الرزق، فالمنافس الأول بنسبة لي هو نفسي والتغلب على التحديات والصعوبات التي تقابلني، فالنجاح لا يرتبط بنجاح أو فشل الآخرين، بل يعد نجاحهم تحفيز لي لتقديم الأفضل، ولذلك يمر عملي بالتصوير بكثير من المراحل للوصول لنتيجة غير تقليدية وخارجة عن المألوف وتناسب ذوق وأفكار العميل بلمستي الخاصة، ذلك لجانب اهتمامي بالتفاصيل الصغيرة، وإلمامي بأساليب التعامل مع العملاء بشكل يجعلني أكسب ثقتهم.
حدثينا عن مجال تحرير الفيديو وأهميته في عصر السوشال ميديا؟
تحرير الفيديو بشكل مختصر هو فن التقديم وإبراز الشكل النهائي لمقاطع فيديو كثيرة ومتعددة تم تعديلها وترتيبها بلمسة إبداعية لتعكس مضمون جيد وشكل يجذب المشاهد، وهذا الإخراج النهائي ما هو إلا ناتج مجهود كبير ومراحل طويلة من الكتابة والإعداد يقوم بها محرر الفيديو، وأصبح الآن تحرير الصور والمقاطع جزء لا يتجزأ من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فحتى المستخدمين العادين يمكنهم تحرير الصور ومقاطع الفيديو من خلال إضافة كتابات أو أصوات أو استخدام فلاتر.
خضت تجارب كثيرة في تصوير الإعلانات وحفلات الزفاف وخطوات المكياج وصولاُ للمنتجات أي التجارب كانت أقرب اليك؟
كل تجربة لها ميزة بنسبة لي، فكل هذه التجارب الجديدة تجعلني أبني علاقات جيدة وأكتسب خبرات متنوعة أتعلم فيها من أخطائي، فالأحب دائما لقلبي هو تجسيد روح الناس بشكل حي.
.وحديثا عن صدى الصورة تعرفي على المصورة السعودية منال الضويان التي صُنفت من ضمن 100 امرأة مؤثرة بالعالم
مبادرة MBC لصناعة الأفلام
كيف تحدثين نفسك وتواكبين التطور في مجالك؟
أعمل على تطوير امكانيتي ومهاراتي من خلال متابعة مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب تحديداً، أضافة لعامل التغذية البصرية، والتعلم من أصحاب الخبرة الأكثر مني، فكل شخص مبدع هو مصدر إلهام ودافع لي للإبحار بأفكاري.
ماهي أبرز إنجازاتك المهنية حتى الآن؟
إنجازي الأعظم هو بناء أسم وسمعة ذات صدى بين أوساط الناس، من خلال تعاملي مع مختلف أنواع الناس، ومختلف مجلات التصوير، ومشاركتي بعدد من المعارض الناجحة، فاهتممت جداً بأثبات وجودي أولاً قبل الكماليات الأخرى، وإنجازي الأخير هو مشاركتي في مبادرة MBC، وعلى الرغم من فرحتي بإنجازاتي إلا أنني دائما أدفع نفسي للوصول لدرجة أعلى من الاحترافية، للبعد عن النمطية والوقوف لمرحلة معينة.
حدثينا بشكل مبسط عن مبادرة mbc؟
مبادرة mbc تهدف إلى تأهيل وصقل المواهب السعودية الشابة في مجالات الاخراج، والإنتاج، والتمثيل، وكتابة السيناريو، واُتيحت لي الفرصة لتأهل ضمن 120 متدرب تم اختيارهم من بين أكثر من 2000 مشترك، ليتم تدريبنا على أيدي خبراء من هوليود والعالم، واندمجت من خلال هذه التجربة بمتدربين متفاوتين الخبرات ساعدنا بعضنا لتقديم المطلوب منا في وقت قليل وطاقة عالية، لتفتح لنا هذه التجربة المجال لرؤية الأفلام بنظرة الفنانين وصُنّاع الأفلام.
إلى أين يأخذك طموحك؟ وماهي مخططاتك الحالية والمستقبلية؟
طموحي عالٍ جداً، وسأصل إليه بالأمل والإصرار وبدعم الناس المحيطين بي، ومخططاتي تتركز على بناء الأفكار وتعديل انطباع الناس عني بمواقع التواصل الاجتماعي، فأنا لست مجرد مصورة ومحررة فيديو فقط، بل لدي الكثير من التوجهات التي تحمل أهداف أكبر في زرع القيم الإنسانية للأجيال القادمة، ولذلك أسعى لأكون مؤثرة ذات بصمة وصاحبة إضافة ايجابية في حياة الناس.
.وعن المبادرات السعودية أطلعي علىمبادرة كيف التي تهدف لصقل مهارات الشباب في مجالات الثمثيل والكتابة