فاطمة عبد الله سعودية القلب يابانية الهوى

فاطمة عبد الله

فاطمة عبد الله

بين عالمين مختلفين تفصلهما مسافات شاسعة مكانياً وزمانياً، وجدت الشابة السعودية فاطمة عبد الله tokyotofy@ نفسها تتوغل في قلب الثقافة اليابانية التي أسرتها بفضول للخوض في تجارب جديدة وفريدة. وبين اليابان وجدة والرياض تتنقل فاطمة التي تعمل في مجال الوسائط الرقمية والتصوير الفوتوغرافي، لتخوض تجارب ومغامرات ملهمة وفريدة، وتمثل بذلك صورة مشرفة للمرأةالسعودية في اليابان.

ias

الدراما اليابانية جذبتني لثقافتهم

في البداية ما الذي جذبك نحو اليابان بالذات؟ كنت من محبي الدراما اليابانية، وهذا ما جعلني أحب اللغة وأرغب في تعلمها، إضافة لإعجابي بثقافتهم التي تُبنى على الاحترام أولاً، فالاحترام بالنسبة لهم مقياس مهم لمستوى الشخص المهني.

كيف تعلمت اللغة اليابانية وهل كان اتقانها سهلاً؟

بدأت في تعلم اللغة عن طريق الإنترنت في البداية وحاولت التعرف عليها من خلال المسلسلات، ومن ثم انتقلت لليابان في عام 2012 والتحقت بمدرسة لتعلم اللغة اليابانية لمدة عام ونصف، وتعد اللغة اليابانية من أكثر اللغات التي تحتاج إلى ممارسة بشكل مكثف لإتقانها والتحدث بها بطلاقة.

كيف تمضين يومك في اليابان؟

يومي في اليابان يبدأ من ساعات الصباح الباكر، وبعد شرب زجاجة المياه الخاصة بي أقوم بتمارين التمدد ثم أمارس رياضة المشي، وعند العودة الى المنزل أتناول كوباً من القهوة وأعد فطوري الصباحي المعتمد على الجرانولا، ومن ثم أذهب إلى محطة القطار ليبدأ يومي بالعمل من الساعة العاشرة صباحا ًوحتى السادسة مساءً، لينتهي يومي بتناول العشاء مع أصدقائي أو احتساء كوب من القهوة مع قطعة من الشوكولاتة.

من تصوير فاطمة عبد الله
من تصوير فاطمة عبد الله

كيف تجدين الإقبال السعودي على الدراسة والعيش في اليابان، وهل زاد أخيراً؟ من بعد انتقالي لليابان زاد عدد الطلاب لأضعاف ما كان عليه سابقاً، وما زال الإقبال في ازدياد.

ما الجامع بين تخصصك الجامعي وشغفك بالتصوير وعملك في الوسائط الرقمية؟ كنت شغوفة جداً بمجال العلوم والطب، ولكن في داخلي عشق للفن والإعلام بشكل خاص، فوالدتي محبة للرسم، وأختي مهندسة معمارية وفنانة تهوى رسم شخصيات الإنمي، ومن وجهة نظري أجد أن الحياة قصيرة ولا بد لنا من تجربة ما استطعنا من الأشياء وألا نضع أنفسنا في إطار أو نطاق واحد.

ماذا أضافت لك سنين العيش في اليابان وهل هناك قواسم مشتركة بين السعودية واليابان؟ سنين مكوثي في اليابان جعلتني أعتمد بعض عاداتهم وثقافتهم، كما أن تجربة العيش في الغربة جعلتني أكثر صبراً وتحملاً. تعلمت هناك كيفية فهم الناس من خلال سلوكهم، وكيفية انتقاء كلماتي المناسبة قبل أي فعل، ووجدت نفسي انخرط في هذه الثقافة واللغة واحترم الوقت، وفي الأشهر الأولى في طوكيو وجدت أن ثقافتهم تحتم وجود خطوط فاصلة بين الجنسين وهذا ما جعلني أشعر بالراحة والأمان أكثر لقرب ذلك من عادات وطني.

نجد في الآونة الأخيرة تزايد كبير في أعداد السعوديين الذين انخرطوا في الثقافة الآسيوية بشكل عام سواء كانت كورية أو صينية أو غيرها، ما رأيك بذلك؟ محاولة الجيل الجديد التعرف على ثقافة مختلفة هو توجه رائع حقاً، وأجد أنه من المهم أن يقوم المهتمين بذلك بالعيش لفترة من الوقت مع اشخاص من هذه الثقافات، والانفتاح بدون خجل، فلا مانع من ارتكاب الأخطاء والتعلم من خلال سماع قصصهم والدخول إلى عالمهم.

ما الممتع بالعيش في اليابان وهل تتنقلين فيها كثيراً؟ أحب السفر كثيراً إلى المناطق الريفية في اليابان، فهناك يمكنني التواصل مع اليابانيين الذين يعيشون حياة بسيطة في وسط مزارعهم، والذين يشكلون بالنسبة لي تحدي للتعرف على لهجتهم الصعبة والغريبة فأحاول جاهدة فهم مفرداتها، وتغمرني الراحة والسعادة بتذوق الطعام الياباني الحقيقي ولقاء كبار السن هناك، الذين لم يسبق لهم أن التقوا بمسافرين أجانب، ولا حتى أي شخص من المملكة العربية السعودية، ودائما ما كنت أسمع أنني أول شخص سعودي يقابلونه في حياتهم، وتواجدي في هذه الأماكن التي تبعد مئات الكيلو مترات عن المدن والتحدث مع هؤلاء الأشخاص يغمرني بالسعادة.

ما التحديات والخبرات العملية المكتسبة من عيشك في اليابان؟ أكبر التحديات كان تحديد الأولويات، فاليابان بلد جميل يدفعك دوماً لاكتشاف جديده، ولكنه في الوقت ذاته بلد عليك العمل فيه بجد ، أي قد يتطلب منك العمل لمدة 12 ساعة.

صورة من أحياء جدة التاريخية
صورة من أحياء جدة التاريخية

ما هي خططك المستقبلية على المستوى الشخصي والمهني؟ على المستوى الشخصي أتطلع لزيارة واكتشاف المزيد من القرى اليابانية وتبادل تجربتي مع العالم، أما على المستوى المهني فأنا أعمل حاليا على توسيع شركائي في اليابان ليصبح متجر هيكاري hikari.kawaii.store@ أول متجر ياباني يضم أكبر مجموعة في الشرق الأوسط، والهدف من ذلك المساعدة على اكتشاف اليابان على المستوى الثقافي، كما أهدف من خلال منصات التواصل الإجتماعي مشاركة تجاربي الشخصية لتكون محفزة للفتيات اللواتي من نفس عمري وجيلي لإكتشاف أنفسهن ورؤية الحياة من منظور مختلف.

رجوعاً إلى مسقط رأسك في المملكة ما هي ذكرياتك المفضلة هنا وأي الأماكن تفضلين؟  عدت إلى مدينة جدة بعد مرور عامين ونصف في شهر مارس 2018، وفي داخلي حنين لأرجاء جدة التاريخية التي التقطت بها بعض الصور الجميلة، والتي ذكرتني بمراحل طفولتي التي اعتدت فيها على ركوب دراجتي بعد عودتي من المدرسة، كما أعشق بحر جدةوالكورنيش.

ما هي أطباقك السعودية المفضلة؟ أطباقي المفضلة فهي: المحاشي، والمقلوبة، والمسقعة.

ما التقليد المهم الذي حملته معك من جدة وما زلت ملتزمة به؟ أكثر الأوقات التي أتمنى فيها وجودي وسط عائلتي هي في شهر رمضان وأيام العيد، ولعل ارتباطي بهذه المناسبات يجعلني التزم بعادة الاحتفال بالعيد وارتداء الملابس الجديدة والجميلة في أيام العيد وإن كنت خارج وطني.

بعد سنوات الغربة والتنقل كيف وجدت المرأة السعودية اليوم وما الرسالة التي تودين إيصالها لكل سيدة سعودية؟ أشعر بالفخر لوجود السيدات السعوديات في كل مكان يمارسن مهنهن ويتعلمن ويحققن الإنجازات، وبهذه المناسبة أقول لهن:" ".لا تتوقفن عن اتباع أحلامكن، وأبنوا المستقبل باختيارتكن الخاصة" وبعد هذا اللقاء المميّز، نذكرك بخطوات العناية بالبشرة من اليابان تظهرك أصغر بـ 5 أعوام على الأقل!

إقرئي أيضاً

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية