بطموح هدافة جمعت لجين كشغري kashthewinger@ لاعبة ومؤسسة فريق المملكة السعودي لكرة القدم النسائية، بين ميولها الرياضية ومهنتها كموظفة في شركة أرامكو، والتي شاركت ضمن الفريق الأخضر في كوبنهاغن تحت شعار نحن مملكة.
فتعرفي على أهم محطات حياتها، وعلى طموحاتها ومخططتها للنهوض بالرياضة النسائية في المملكة…
> لا أكترث لمن يصفون رياضتي بالصبيانية
يعتقد كثرا أن ممارسة الفتيات للعبة كرة القدم هو ناتج عن نشأتها بين صبيان، فهل فعلا كنت تواجهين تعليقات تصفك بالصبيانية؟
صحيح، كانت تُعد رياضة كرة القدم في المملكة ومعظم الدول العربية رياضة خاصة بالذكور، وعلى الرغم من عدم وجود أخوة ذكور لي، إلا أنني كنت أمارس هذه الرياضة مع أفراد عائلتي أسبوعياً، ولم أكن أهتم إن كانت هذه اللعبة صبيانية أو لا، فالمهم بالنسبة لي هو ممارسة شيء يجعلني أشعر بأنني أفضل، فتقبلي لذاتي جعلني مستعدة للتعامل مع هذه التعليقات المزعجة بطريقة راقية.
متى كانت أول مرة شاركت فيها ضمن فريق، وكيف تجدين الوقت والمكان الملائمين لتطوير مهاراتك في لعبة كرة القدم؟
بعد توظفي في شركة ارامكو السعودية عام 2015، اقترحت علي بعض الصديقات بالالتحاق بفريق كرة قدم نسائي، وذلك تبعاً لحديثي المستمر عن شغفي بهذه اللعبة، وفعلاً انضممت لفريق شعلة الشرقية، وكانت هذه أول تجربة لي في فريق له تدريبات بشكل دوري ومنتظم، وشاركت مع فريقي بعديد من البطولات في البحرين، وحصلت على الكثير من الميداليات، والإطراء من قبل المدربين، وهذا ما دفعني لأخذ حبي لكرة القدم بشكل جدي، فبدأت بالاطلاع على المقالات والكتب الرياضية، وتابعت العديد من الرياضيين الملهمين، الذين كان لهم أثر ايجابي على قراراتي، وتغلغلت على روتيني العادات الصحية من ممارسة الرياضة والأكل الصحي والنوم الكافي، وشرب المياه بكمية كبيرة، ولاحظت نتائج ملحوظة على أدائي بعدها.
وحديثاً عن كرة القدم تعرفي علىأضواء العريفي اول سعودية تفوز بعضوية اتحاد كرة القدم السعودي.
الدعم والعمل
كيف هو دعم العائلة لك؟
دعم عائلتي كبير ومصحوب بخوف كبير علي، خصوصاً لكوني ألعب في لعبة بها الكثير من التلاحم مع الخصم، إضافة لكوني شخصية متحدية ومندفعة، واتذكر دائماً أصابتني الأولى في كاحلي التي خضعت فيها لجلسات علاج طبيعي امتدت لثلاثة أشهر، خلالها وجدت الكثير من الرعاية والدعم من والدتي التي قدمت لمدينة الخُبر من أجلي.
حدثينا عن جانبك الأكاديمي والمهني، وهل عملك كان له أثر في تخفيف ارتباطك بكرة القدم؟
حصلت على بكالوريوس في هندسة نظم الكمبيوتر في جامعة بيرمنغهام البريطانية، ودخولي في هذا المجال ناجم عن شغفي الكبير بمجال التكنولوجيا والبيانات، وهذا ما جعلني التزم بعملي في مكتب إدارة المشاريع PMO في شركة أرامكو السعودية، وأعتقد أن وظيفتي كان لها الأثر في جعلي أكثر نظاماً وحرصاً على الوقت، من خلال اكتسابي لمهارات تنظيم الوقت وترتيب الأولويات لكل يوم، فبعد العمل والتمرين أخصص وقت لعائلتي وللفعاليات الاجتماعية والأسرية.
وحديثاً عن ترتيب الأوليات أطلعي على حوارنا مع هيا صوان التي ستلهمك لتكوني امرأة ناجحة متعددة المهام.
فريق المملكة لكرة القدم
كيف تأسس فريق المملكة النسائي وما هي إنجازاته حتى الان؟
تشاركت أنا وأربع لاعبات ذات الطموح والرؤية، وأسسنا فريق المملكة عام 2018، واهتممنا جميعاً بتطوير أنفسنا من نواحي التدريب واللياقة والإدارة، لنحصل ولله الحمد على ترخيص تدريب من الفيفا الآسيوية، وعلى الرغم من صعوبة البداية إلا أننا رسمنا أهدافنا الواضحة ووضعنا آلية عمل للنجاح كفريق، وبفضل جهودنا وعملنا الجاد تمكنا من تخطي العديد من الصعوبات، وحالياً يضم فريقنا 26 لاعبة، نتدرب بشكل منتظم 3 مرات في الأسبوع مع مدرب قدير ذو كفاءة عالية.
أما عن انجازات الفريق فقد حققنا ولله الحمد من خلال مشاركاتنا على:
- المركز الأول في بطولة بلاك كاسل البحرينية عام 2020.
- المركز الثالث في أول بطولة كرة قدم خليجية نسائية بالمملكة عام 2019.
- مشاركة لاعبات الفريق في مسابقة اليو إن العالمية للأهداف المستدامة في حملتها التوعوية الحياة على الأرض، والتي حصد فيها الفريق الأخضر على المركز الثاني عام 2019.
كيف كان وقع الفوز بالمركز الأول على فريق المملكة؟
فخورة جداً بجهود الفريق من لاعبات وطاقم إداري وتدريبي، وبفرحة كبيرة تم تكريم اللاعبات المميزات مثل عائشة الضويلع وحياة الأنصاري، لدورهن البارز والإيجابي.
ما هو دورك في الفريق، وكيف تقومين بتطوير ذاتك؟
عملت في الفريق كمدير عام إضافة لكوني شريك مؤسس له، وحالياً أدرس الماجستير على نفقتي الخاصة في تخصص إدارة رياضة في أمريكا، حتى أكتسب علم وخبرة أكثر لأنفع بها فريقي، ولأكون مؤهلة لاستلام مشاريع رياضية على الصعيد الداخلي والخارجي في السعودية.
> لا يمكننا القفز للوصول للعالمية
ما هو رأيك في النهضة الرياضية النسائية بالمملكة، وكم نحتاج لننافس عالمياً؟
بذلت المملكة جهود رائعة في دعم الرياضة النسائية بشكل خاص، وذلك نابع من إيمان المسؤولين بقدراتنا وطموحنا لتحقيق الانجازات والوصول للعالمية، فكل التقدير لأكبر الداعمين الأميرة ريما بنت بندر والأمير خالد بن الوليد رئيس اتحاد الرياضة المجتمعية، وأعتقد أنه لا زلنا في مراحل التأسيس ونحتاج إلى البدء ببرامج رعاية رياضية وبطولات لصغار السن، وعلى الرغم من ايماني بقدرات شبابنا في السعودية إلا أنه يستحيل القفز من مراحل الهواة أو المبتدئين إلى العالمية، فالعالمية تحتاج إلى رحلة من التعلم والتمرين والمحاولات.
كمتخصصة في مجال رياضة كرة القدم ومتدربة لدى stanford Athletics، ما الذي ينقصنا في المملكة للوصول للعالمية؟
من خلال عملي مع جامعة ستانفورد، أعجبتني فكرة الرعاية الرياضية للطلاب الصغار بالسن الذي يتم اكتشاف مواهبهم وتقديم بيئة دراسية متكاملة داعمة لموهبتهم لتمكينهم للوصول للاحترافية ، وهذه الفكرة الممتازة نتج عنها الكثير من الرياضيين العالمين في أمريكا، وأن كنت أرى أنه ليس بالضرورة أن نحذو حذوهم، ولكننا نحتاج بشكل أساسي لتطوير مناهج التربية البدنية في المدارس والجامعات، والعمل على برامج رياضية للأطفال بعد المدرسة، والأهم من ذلك وجود توعية الأهل والمجتمع بالاهتمام بالجانب الرياضي للأبناء وتشجيعهم على ذلك.
ما النقاط التي يجب البدء بها لتشجيع أكبر شريحة من السيدات والفتيات على ممارسة الرياضات بشكل محترف؟
يمكنني أن اللخص ذلك في ثلاثة محاور أساسية: أولهما وعي المجتمع والأهالي بأهمية الرياضة للبنات وتقدير مواهبهن ودفعهن على التدرب المستمر، أما الثاني فيكمن في التحفيز المدرسي وتوفير البيئة المناسبة واكتشاف المواهب والميول الرياضية، وثالثا تعويد الفتيات على إدارة الفعاليات الرياضية وغرس روح القيادية التي ستساهم في تكوين الهيكل الرياضي مستقبلاً.
أخيراً، حدثينا عن مخططاتك الحالية على صعيدك الشخصي وعلى صعيد الفريق؟
حالياً نعمل على تحويل الفريق إلى نادِ رسمي ومنافس أول على مستوى المملكة ومن ثم الخليج والعالم العربي، ونستقبل حالياً عروض تعاون ودعم من الشركات السعودية لتحقيق أهدافنا.
أما على الصعيد الشخصي فأطمح لأن أمثل المملكة محلياً ودولياً كقائد رياضي، كما أطمح للعمل على تخطيط وتنظيم الأحداث الرياضية المهمة التي تستضيفها المملكة كوسيلة لتوطيد العلاقات ونشر ثقافتها للعالم.
وفي النهاية اطلعي على أول دوري نسائي لكرة القدم في مدينة جدة.
