تجلى هذا العام تفاني المرأة السعودية في الاستعداد لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وهذا ما عهدناه منذ سنوات عديدة ماضية، إلا أن هذا العام بالذات شهدنا دخولها لمعترك مناصب لم نعهدها في الاعوام السابقة لتتجاوز مهماتها الترجمة والطواف واستقبال الحجاج، ويبرز دورها في الجمارك وفي الإدارة الطبية بالمشاعر المقدسة، إضافة إلى تواجدها في فرق الكشافة التطوعية، ومن موسم الحج لهذا العام تنقل لك ياسمينة أبرز ما ستقدمه المرأة السعودية لخدمه حجاج بيت الله الحرام…
موظفات جمارك المطار عبد العزيز في خدمه الحجاج بمختلف اللغات
من نقطة البداية وتحديداً من مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، أسهمت أكثر من 46 سيدة سعودية من منسوبات جمارك المطار بخدمة الحجاج عبر كاونترات التفتيش ومراقبة سير حقائب المسافرين والقادمين لأداء فريضة الحج، وأثبتن جدارتهن في سرعة الإنجاز ودقة المراقبة وخدمة النساء القادمات إلى المملكة وحماية خصوصيتهن، إضافة إلى أنهن برعن في مخاطبة الحجاج بلغات مختلفة مثل: الإندونيسية، واليابانية، والأوردو، والتركية، مع إلمامهن باللغة الإنجليزية والفرنسية.
وحرصت الهيئة العامة للجمارك هذا العام على إمداد وتمكين موظفاتها بتدريب مكثف، ودورات تمهيدية متقدمة ضمن مهام عملهن، ليصبحن أكثر دراية بمسائل تفتيش الركاب عبر أجهزة الأشعة المختصة وتحليل صورها وكتابة المحاضر وضبط الوقائع في حال الشبهات، بالإضافة إلى توعيتهن بطرق التهريب الحديثة وطرق مكافحتها وكيفية اتباع الإجراءات الجمركية.
وأوضح مدير عام جمارك مطار الملك عبد العزيز الدولي بندر الرحيلي أن الموظفة السعودية أصبحت تشكل حيزاً هاما إلى جانب الموظف الجمركي، مشيراً إلى تحقيق موظفات الجمارك نجاحاً باهراً في رصد ما يدخل إلى المملكة، وتمكن من ضبط ممنوعات إضافة إلى تعاملهن الجيد مع القادمين من ضيوف الرحمن، ومن هذا المنطلق تعرفي على قرار السماح للمرأة بالسفر بدون موافقة الولي.
ممرضات سعوديات يعلن جاهزيتهن في مراكز المشاعر المقدسة
وانتقالا إلى المشاعر المقدسة فلا شك أنه ليس بجديد التعريف بالمرأة المكّية وحبها وتفانيها في خدمة حجاج بيت الله الحرام، فمنذ الأزل وهي تمارس بشكل تطوعي خدمة الحجاج من خلال متابعة أحوالهم وإعداد الطعام لهم إضافة إلى الجانب التوعوي في كل ما يتعلق بمناسك الحج، فهن مجندات بالمئات في كل مكان داخل المشاعر المقدسة لخدمة الحجاج وتوعيتهم والاهتمام بأحوالهم، وحديثا عن الجانب الطبي أكدت الممرضات السعوديات المنتدبات من مختلف مناطق المملكة جاهزيتهن لاستقبال كل الحالات في مستشفيات وزارة الصحة في المشاعر المقدسة، حيث تهافتت طلبات الممرضات والأخصائيات السعوديات من مختلف المجالات والمؤهلات لنيل شرف الخدمة في هذا المكان المبارك، فمنهن من تخوض التجربة للمرة الأولى وأخريات كن قد شاركن على مدى أعوام سابقة في الحج، ويبرز حب الشباب والفتيات السعوديين لنشاطات التطوعية والتي منها حملات توزيع الإفطار برمضان.
أول سعودية تتولى مهمة الإشراف على الإدارة الطبية بالمشاعر المقدسة
كلفت هذا العام الدكتورة إيمان أشقر بمهمة الإشراف على الإدارة الطبية بالمشاعر المقدسة في فترة الحج، حيث تعد بذلك أول امرأة سعودية تشغل هذا المنصب، وتمتلك الدكتورة إيمان استشارية أمراض القلب الحاصلة على زمالة أمراض الباطنة والبورد السعودي لأمراض الباطنة، العديد من المؤهلات العلمية والاكاديمية، ذلك إضافة لمشاركاتها الاجتماعية والتطوعية الكثيرة، كما أنها تحظى بثقة المسؤولين منذ 20 عاماً من خلال تواجدها ضمن الوفد الطبي لوزارة الصحة بمكة المكرمة خلال موسم الحج، وشكل هذا التعيين سعادة بالغة للدكتورة ايمان التي أعربت عن فخرها واعتزازها بالعمل في هذا المنصب.
أول فريق كشافة نسائي لخدمة الحجاج بالمدينة المنورة
وانتقالاً إلى المدينة المنورة شاركت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني للمرة الأولى بفريق كشافة نسائي لخدمة ضيوف الرحمن في كل من مركز صافية وجبريل الصحيين في المدينة المنورة خلال موسم الحج الجاري، وحرصت المؤسسة على تطوير وتنويع خدماتها المقدمة للحجاج من خلال الاستعداد المبكر بخطط تدريب وتأهيل الفرق لأداء مهام متعددة من أبرزها الإسعافات الأولية والدفاع المدني وإرشاد الحجاج، يأتي ذلك بالإضافة لمشاركة 19 فرقة تطوعية لإصلاح مركبات الحجاج من خلال فريق متخصص من مدربي ومتدربي الكليات والمعاهد التقنية وذلك في سبيل تيسير أداء الحجاج لمناسكهم.