"لو خسرت الدنيا حافظي على اثنين : كرامتك ومصادقيتك"، وصية لطالما أعاد والدي تكرارها على مسمعي منذ نعومة أظافري، إيماناً منه أنّه وبزرعها في خاطري وتجذيرها في لا وعيي يساعدني على حماية صورتي في مرآة نفسي أولاً ومرآة المجتمع من الناحية الأخرى. ولأنّ الثقة التي يضعها فينا من حولنا أساسية في تطوّر علاقاتنا معهم، اليك مني ومن ياسمينة أفضل النصائح التي تضمن حفاظك على مصداقية كلمتك في أذن من يسمعها.
– الوعود: تبدأ رحلة المصداقية من الكلمة التي تخرج من فمك، ولا تستطيعي بطبيعة الحال إرجاعها. لذا، فإنّ أهمّ العوامل التي تزيد من رصيد صدقيتك عند الآخرين هو التزامك الكامل بأن تفي بالوعود التي تقطعينها، من الزيارة، الى المساعدة وصولاً الى الوعود الكبيرة كالوعود العاطفية أو الوعد في دعم شخص معيّن في قضية يدافع عنها. حين يصبح كسر الوعود من أبرز صفاتك التي تنتفي قيمة كلماتك وبالتالي تخسر مصداقيتك من أسهمها.
3 مواقف تضطرين خلالها الى الكذب!
– الدقّة في السرد: لا تنسي عزيزتي أنّ كل كلمة تخرج من فمك تُحسب عليك. إنتبهي جداً الى الأخبار التي تقصّينها على مسمع الآخرين لأنّ أي تغيّر في مجراها أو في تفاصيلها بين مرّة وأخرى، وأي اضافات غير حقيقية قد تضيفينها عليها تضرب مصداقيتك في صميمها وتشي بأنّك شخصية لا تستحقّ الثقة لما تقول لأن قد لا يكون حصل فعلاً بل ربما ضرب من الخيال. وفي هذا السياق، أخبرك عزيزتي عن صديقة لي، كانت تفاجئني دائماً بالتغيّرات الجذرية التي تطرأ لديها عند التكلّم عن حدث كنت شخصياً حاضرة معها فيه!
– المبالغة في المجاملة: تسقط عنك صفة المصداقية كلياً حين يلاحظ من حولك أنّ الشخص الذي تتكلّمين عن صفاته العاطلة في الخفاء ومن تتحدثين صراحةً عن انقطاع خيط المودّة بينكما يصبح فجأة من أصدقائك المقرّبين أو تتصرفين معه بكلّ اندفاع وتودد ومحبّة. لا نعني أبداً أن تحملي السيف في وجه من لا تشعرين بالانسجام معهم ولكن لا نعني أيضاً أن تُظهري لهم العاطفة الجياشة فيما عليهم في قلبك ألف مأخذ.