كم من مرّة وددت لو استطعت تغيير بعض التفاصيل في شكلك أو شخصيتك؟ وكم من مرّة شعرت أنّ هذا التفصيل بالذات لو تحقق لبلغت السعادة أو الكمال؟! قد تمضي السنوات من حياتك وأنت تجرين خلف المثالية والصورة مكتملة الأجزاء، وخلف الأحلام المعلّقة بالهواء والنتيجة أنّ اللحظة تهرب منك والأحلام معها. فما هي الأسباب المقنعة التي تجعلك لا تجرين خلف الكمال؟ اليك الاجابة مع ياسمينة.
– ليس الكمال الاّ عند الله: هل وجدت يوماً شخصاً كاملاً كما تتمنين؟ بالشكل والظروف والحياة العاطفية والاجتماعية والمادية؟! كما تعلمين فإنّ المثاليات وعلى رغم خطوطها العريضة إلاّ أنها تبقى نسبية تحتمل الشكّ والتأويل، فما ترينه كاملاً قد يراه سواك مليء بالعيوب… طبعاً نشجّعك على المثابرة في طموحك وعلى المضي في كلّ ما تحلمين ولكن يجدر بك أن تكوني ممتنّة لكلّ ما تنعمين به بدلا من البحث الدائم عن الكمال الذي لا يتحقق الاّ في الله عزّ وجلّ.
– مضيعة الوقت: تخيّلي كم تضيعين من اللحظات السعيدة والفرص التي قد تقدّمها لك الحياة وأنت لا تركّزين الاّ على الجسم المثالي أو الابتسامة الهوليودية أو الشخصية الساحرة التي تأسر الجميع. عيشي اللحظة لأنّها هي المادة الأساسية للسعادة والذكريات، استغلّي اليوم فهو ملككي ومن يدري إن كنت ستملكين يوم غد.
– الرزوح تحت الضغوط النفسية: لو كنت تفكرين دائماً وتتمنين الحصول على منزل أكبر أو شعر أطول، وحياة تشبه بظروفها حياة صديقتك أو قريبتك، ستدفعين الثمن غالياً من جهة الضغوطات النفسية التي سترزحين تحتها، والخوف والتمنّي والخيبات إضافةً الى التفكير المضني في شكل متواصل، كلّها مشاكل ستنعكس على بشرتك وشعرك وتصرفاتك وصحتك وطريقة مقاربتك للأمور وتعاملك وتعايشك مع الآخرين.
– التعاسة: لأنّ المثالية حلم لا يتحقق، ونتيجة لن تحصدي نتائجها وكلّ مرة تصلين الى ما تتمنينه ستطمحين الى الأكبر، لن يكون شعورك السعادة كما تحلمين ولن يخلو الأمر من المشاعر أيضاً بل ستتسلل اليك التعاسة وتشعرين أنّك شخص لم يصل يوماً الى ما يطمح اليه وأنّ حياتك تذهب هباءً يوم بعد يوم.