يعد المرض والسفر من بين الضرورات التي تبيح الإفطار في شهر رمضان المبارك، ويستلزم على المفطر قضاء الأيام التي لم يصومها أو دفع كفارة تُجزأ عنها.
صيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام فيجب على كل مسلم صيامه كاملاً ما لم يملك عذراً يمنعه من ذلك، ومن أفطر في رمضان ممّن تنطبق عليه شروط الصيام وجبت عليه الكفارة أو الفدية. ويكون مقدار كفارة الإفطار وكيفية إخراجها حسب سبب الإفطار وإن كان بعذرٍ أم من غير عذر، حيث أن كفارة إفطار رمضان من لطف الله ورحمته بعباده ليكفِّروا عن تركهم للفريضة ولينجوا من الإثم والعقاب. وإليكِ الاعتكاف وقيام الليل من أهم وأحب أعمال العشر الأواخر من رمضان.
هل يجوز الإفطار في رمضان؟
حيث أن صوم رمضان أحد أركان الإسلام، وهو فريضة لا تسقط عن الفرد إلا بالقضاء أو الكفارة، فلا يجوز لأحد الصوم عن آخر حال حياته بالإجماع.
فقد أوضح الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم الحالات التي يجوز فيها الإفطار في رمضان، وذلك في قوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ».
وتبين من الآيات الكريمة أنه يمكن للمستطيع قضاء الأيام التي أفطر بها، سواء أكان مريضًا أو مسافرًا بعد انقضاء الشهر الفضيل.
فإن لم يكن مقتدرًا كالعاجز عجز لا يرجى برؤه، أم المريض بأمراض مزمنة أو بسبب كبر السن، يُرخص له بالإفطار، فالدين الإسلامي دين يسر وليس دين عسر.

ما هي كفارة إفطار رمضان؟
معنى الكفَّارة في اللغة العربية يرجع للفعل كَفَر أي غطّى الشيء أو ستره، وكفَّارة الإفطار في رمضان هي ما يجب أن يؤديه المسلم المكلّف بالصيام للتكفير عن الإفطار في رمضان، سواء كان المفطر متعمّداً بدون عذرٍ، أو كان إفطاره لأيام رمضان بعذرٍ وسبب مشروع وتسمى في هذه الحالة فديّة أو كفّارةً صغرى، ولكل حالة من حالات الإفطار في رمضان أحكامٌ خاصة بين الكفّارة والقضاء مجتمعين أو منفردين.
يقول الدكتور محمد حسن قنديل أن كفارة الصوم في رمضان من المواضيع الخلافية بين الفقهاء والعلماء، وفيها آراء وأقوال بالأسباب الموجبة لها، وقد أطلق بعض أهل العلم على الكفّارة وصف “عقوبةٍ تعبّدية” لأنها تدور بين العبادة والعقوبة على المعصية أو ترك ما هو مفروض ومأمورٌ به. وإليكِ دليلكِ الشامل لمعرفة أهم أعمال ليلة النصف من رمضان.

ما الفرق بين الكفارة والفدية لإفطار يوم رمضان؟
كفارة إفطار رمضان متعمداً مقترنةٌ بوقوع المعصية والامتناع عن الصوم بدون سبب أو غياب عذر الإفطار في رمضان، وتشمل إفطار رمضان بجماع الزوجين وكل إفطارٍ في يوم رمضان بدون عذر، ولذلك هي مغلّظة أو كبرى ويجب معها قضاء أيام الإفطار عند الجمهور، وأما الفدية فليست مقترنةً بوقوع معصيةٍ أو إثم، لأن المفطر في رمضان له سببٌ شرعي كعجزه عن الصيام لكبر السنّ أو إفطار المرضع والحامل، ولذلك الفدية مخفّفة وقد يجب معها قضاء أيام الإفطار أو لا يجب.
وأما القضاء بدون كفارة ولا فدية فهو لمن أفطر رمضان بعذرٍ شرعي كالمرض المانع عن الصيام في الشهر أو السفر، ويجب أن يكون القضاء قبل دخول رمضان الذي يليه وإلّا وجبت عليه الفدية أو الكفّارة الصغرى مع القضاء.
أنواع كفارة الإفطار في رمضان “الكفارة الكبرى والصغرى”
تنقسم كفارة الإفطار في رمضان إلى نوعين، لكل نوعٍ أحكامه وطريقة أداء الكفارة عنه:
الكفارة الكبرى أو العظمى أو كفارة الإفطار بدون عذر: كفارة إفطار رمضان الكبرى هي التي تجب على من أفطر في رمضان بغير عذرٍ شرعي، وهي كفارة الإفطار بالجماع في رمضان، وعند الأحناف والمالكية هي كفارة الإفطار متعمداً عمداً بغير عذرٍ شرعي سواء كان الإفطار بالجماع أو غيره، ويجب القضاء مع الكفارة، أي تعويض أيام الإفطار بالصيام في غير رمضان. وإليكِ أسئلة عن رمضان شهر الخير والبركة والإجابات الصحيحة لها.

ومقدار كفارة إفطار يوم رمضان عمداً أو بدون عذرٍ يكون بإحدى هذه الكفارات:
- صيام شهرين متتابعين أو 60 يوماً وقضاء يوم الإفطار في رمضان فوقها.
- أو إطعام ستين مسكيناً بمقدار مُدٍّ من طعام أغلب أهل البلد من أواسط ما يأكلون لكلٍّ منهم عن كل يومِ إفطار في رمضان، ومقدار المُدّ 750 جراماً تقريباً من القمح أو التمر أو ما شابه، ويجوز دفع ثمنه أو تقديمه طعاماً، وذلك مع قضاء صوم الأيام التي أفطرها.
- أو عتق رقبة مؤمنة سليمة من العيوب المخلة بالعمل والمكسب، مع قضاء صوم الأيام التي أفطرها في رمضان.
- في حال عجز المفطر في رمضان بدون عذرٍ عن الطرق الثلاث تبقى في ذمته لأنه السبب بها، وإن شاء الله تعالى يغفرها له.
الكفارة الصغرى أو فدية إفطار يوم رمضان بعذر: فدية إفطار يوم رمضان أو الكفارة الصغرى هي التي تجب على المسلم إذا أفطر يوم رمضان بعذرٍ شرعي كالعجز عن الصيام أو الحامل إذا خافت على ولدها أو من تأخر عن قضاء صومه حتى دخل عليه رمضان الذي يليه، وهناك أسبابٌ موجبة للفدية بدون القضاء أو للفدية مع القضاء حسب حالة المفطر في رمضان بعذرٍ وما ينطبق عليه من الأحكام.
ومقدار كفارة إفطار رمضان بعذرٍ أو الفدية هو إطعام مسكينٍ مدّاً من غالب قوت البلد لكل إفطار يوم في رمضان، ويمكن إخراج الكفارة لشخصٍ واحد إن كانت الفدية عن أيام إفطار متعددة بشرط أن يشملها جميعاً عذر الإفطار في رمضان.