في مثال حي أثبتت الدكتورة والباحثة الكيميائية السعودية بدور الصبان أن المرأة قادرة على تجاوز كافة العقبات أمام الطموح، وبالمثابرة والصبر استطاعت هذه الأم الوصول أكاديمياً لدرجة علمية مرموقة، لتشغل منصب باحث أعلى في قسم المحفزات الكيميائية في شركة سابك السعودية، ولتنال شرف أن تكون الأولى في هذا المجال ، وتؤهل للحصول على منحة لمتابعة الدكتوراه بعد اكتشافها لمحفز كيميائي يقسم الماء باستخدام الضوء، لتنضم الدكتورة بدور بذلك الى قائمة العالمات السعوديات اللواتي دخلن التاريخ بإنجازاتهن، تعرفي عليها من خلال هذا الحوار…
ماذا عن طفولتك ومتى بدأ حبك لمادة الكيمياء وكيف نما؟
ولدت في مدينة الرياض، ولظروف دراسة والدي في مجال طب الأطفال انتقلنا إلى كندا لبضع سنوات، لأعود مجددا الى مسقط رأسي الرياض وأتم فيها جميع مراحلي الدراسية، وفي المرحلة الثانوية تحديدا اكتشفت ميولي تجاه مادة الكيمياء وحبي لها، لذلك قررت أن أتخصص في قسم العلوم الكيميائية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، ومع مشاغل حياة الأمومة وانتقالي مع زوجي إلى أمريكيا لإكمال دراساته العليا تنازلت نوعا ما عن أهدافي وشغفي لمدة خمس سنوات، لأقرر بعدها العودة لمتابعة طريقي والتحق بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست" واحصل على درجة الماجستير، وذلك تحت اشراف نخبة من الاساتذة والبروفسورات. وقتها بدأت أحقق شغفي وأتعمق أكثر في المجال البحثي الذي كانت الجامعة تشجع عليه وتوفر كافة الإمكانيات والمختبرات المجهزة بأحدث الأجهزة التي تدعمنا كباحثين سعوديين.
حدثينا عن اكتشافك الكيميائي المهم الذي كان سبب تطورك أكاديمياً ومهنياً؟
عملت أثناء دراستي للماجستير تحت اشراف البروفيسور كازوهيرو تاكانابي، لنكتشف محفز كيميائي لتقسيم الماء باستخدام الضوء. وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في الحاجة الملحة لطرق مستدامة وفعالة لإنتاج الطاقة، وتكون أكثر صداقة مع البيئة، وكان لهذا الاكتشاف فرصة حصولي على منحة لمتابعة الدكتوراة في الجامعة نفسها، وكنت في الوقت عينه أعمل في شركة سابك في قسم المحفزات الكيميائية، وحصلت على درجة الدكتورة في عام 2016 في المحفزات الكيميائية غير المتجانسة لتحويل الغازات الهيدروكربونية لإنتاج غاز التخليق الذي يستخدم في الصناعات البتروكيميائية. على الرغم من وجود العديد من السعوديات في هذا التخصص ويعملن في شركات مختلفة إلا أنني أعد الباحثة السعودية الأولى في شركة سابك بقسم المحفزات الكيميائية.
> نصيحتي لكل سيدة سعودية أن تستمر في السعي للوصول إلى أحلامها، وعدم الاستسلام أمام مشاغل الحياة وعقباتها
تحدثت عن العمل والدراسة في ذات الوقت كيف استطعت التوفيق بين كل ذلك مع وجود أبنائك؟
على الرغم من صعوبة ذلك إلا أن دعم زوجي وتركه لوظيفته في سبيل تفرغي لدراسة الدكتوراة كان داعمي القوي لمواصلة طريق نجاحي، وكذلك دعم والديّ أطال الله في عمرهما وتفههم أولادي، فبفضلهم جميعا وصلت إلى ما أنا عليه الآن.
ما هي أهم الجوائز التي حصلت عليها خلال مسيرتك المهنية؟
حققت المركز الثاني لجائزة المرأة في التميز القيادي LEWAS، وذلك من خلال مشاركتي في مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط الثالث لهندسة العمليات ميبيك، والذي يقام سنويا في مملكة البحرين، وتقدم هذه الجائزة لأبرز الإنجازات والابتكارت التي تحققها المرأة في قطاعي النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط.
بماذا تنصحين المرأة السعودية لتحقيق طموحها في ظل التغيرات الحالية؟
نعيش اليوم زمناً مختلفاً تحت راية دولة وحكومة سعت جاهدة لتمكين المرأة، وقدمت الدعم المادي والمعنوي لشباب وشابات الوطن ليصلوا لأعلى الدرجات، فنصيحتي لكل سيدة سعودية أن تستمر في السعي للوصول الى أحلامها، وعدم الاستسلام أمام مشاغل الحياة وعقباتها واغتنام الفرص لخوض تجربتها بكل ما فيها من سلبيات وايجابيات فبالصبر والمثابرة تستطيع الوصول الى الهدف.
تلك هي النصيحة التي قدمتها الاعلامية منال فيصل الشريف للمرأة السعودية فتعرفي عليها.
