الوجهة: بوتيك YSL Beauty في دبي مول
الساعة: العاشرة ونصف صباحاً
للقاء مع توم بيشو!
ليس هناك أجمل من تمضية صباحك مع إنسان يشكّل مرجعاً وتاريخاً في عالم الجمال، ولا يمكن إلا أن يعزف وتر الحماسة مع كل خطوة أخطوها لمقابلته، فمدير قسم التجميل العالمي لماكياج YSL Beauty توم بيشو هو أحد ألمع خبراء التجميل في العالم، وأحد أهم الشخصيات في القرن الواحد والعشرين الذي أدى دوراً ريادياً في عالم الجمال، ولقاءه خلال زيارته الأولى للشرق الأوسط هي فرصة من العمر!
لطافته، تواضعه دماثة خلقه، السحر المشّع من عينيه، الهدوء اللافت في حديثه، كلّها صفاتٌ جعلتني متلهفة أكثر لمعرفة المزيد عنه، حيث اكتشفت فيه أنّه ليس مبدعاً وحسب، بل هو حكيمٌ في آرائه، وعميق جداً في أفكاره، ومذهلٌ في علاقاته مع الناس. إليك تفاصيل اللقاء….
كيف تصف تعاونك مع YSL Beautyبثلاث كلمات؟
الأمر يصعب حصره بثلاث كلمات، ولكن يمكنني القول: أولاً الفخر، ثانياً لم يكن سهلاً في البداية، وثالثاً هو اليوم الجنّة بعينها!
هل الماكياج يحتاج إلى شغف، كما قال مرّة إيف سان لوران؟
طبعاً، أوافقه الأمر، وكل إمرأة لا تشعر بالسعادة حين تضع الماكياج، فهي تقضي على هذا الشغف، ولا تتمتع بيومها كما تستحق!
كيف تنظر إلى المصمم الراحل إيف سان لوران؟
لم يكن إيف سان لوران إنساناً عادياً، بل كان فريدا من نوعه، آمن أنّ الإبداع لا حدود له، مؤسساً ماركة فاخرة مستوحاة من جميع النساء ومن العالم أجمع.
ما هي النظرة في الجمال التي منحتك إيّاها خبرتك الطويلة في هذا العالم؟
الجمال لا يتعلّق بي، بل بالمرأة التي تجلس على الكرسي أمامي، الأشكال المختلفة من النساء تجعل كل منهنّ إمرأة فريدة من نوعها، لا تشبه إلا نفسها، ومهمتي هي تعزيز هذه الفرادة، وجعلها تشعر كم هي مميّزة عن الأخريات. أهتم كثيراً بشخصية المرأة وجمالها، ولكن الأهم من ذلك كلّه هو الفرديّة. ومن هنا حين أعمل على الصيحات والألوان والمستحضرات والتقنيات لا أفكّر بإمرأة واحدة، بل بجميع النساء، فأنا خبير ماكياج عالمي أعمل مع ماركة عالمية ويجب أن أصل إلى كل إمرأة في هذا العالم.
> أنا لا أخلق الجمال لأظهر الناس جميلة، بل أنا أبتكر مستحضرات الماكياج لأجعل المرأة تشعر كم هي جميلة!
هل تعتقد أنّ معايير الماكياج في العالم تبدّلت مع ثورة السوشيل ميديا في السنوات الأخيرة؟
نعم تبدّلت فعلاً، إيجابياً وسلبياً: من الناحية الإيجابية، سمحت مواقع التواصل الاجتماعي للمرأة الوصول إلى كل ما تريد، فصار كل شيء متاحاً لديها، وهذا سيفٌ ذو حدين. أما النقاط السلبية، فهي أنّ الناس اليوم بييعون نوعاً واحداً من النساء، وكل إمرأة تريد أن تكون من هؤلاء، مشجعينهم أن يشبهن بعضهن البعض، مما ينسف قيمة الفرديّة بشكل كامل.
المفارقة أنهنّ يسعين إلى إخفاء العيوب، غير مدركات أنّ العيوب ميزة في غالبية الأحيان، وهذا يظهر مع الكثير من الأيقونات اللواتي تميزن بمعايير لم تكن مثالية، مثل ماريا كالاس التي اشتهرت بصوتها، ولكنّها عرفت أكثر بأنفها الكبير، ومارلين مونرو التي اشتهرت بصدرها الكبير ومؤخرتها الكبيرة وشعرها الأشقر، لم تكن مثاليّة ولكنّنا نتذكّرها. النساء يسعين لماكياج عيون مثالي، في حين بريجيت باردو عرفت بماكياج عينيها السموكي الملطّخ غير الخاضع للقوانين، وليس لأنّ ماكياجها كان مثالياً وخالياً من الأخطاء.
> إذا كنت مثالية، قد تختفين، فالعيوب تخلّد المرأة وتجعلها فريدة، لذا لا تحمي هذه العيوب
المرأة العربية في عيون توم بيشو وهذا ما قاله عن ماكياجها
ما رأيك بالشغف الكبير التي تشعر به المرأة العربية للماكياج؟ وما هي أهم نصائحك لها؟
لهذا الشغف حسناته وسيّئاته. في الماضي حظيت بفرصة رؤية نساء عربيات من دون ماكياج، يمكنني القول أنهنّ جميلات جداً! شخصياً احب المرأة صاحبة الملامح القوية والظاهرة، والعيون السوداء، والبشرة السمراء صاحبة اللون الذي يتمنى الحصول عليه حين يذهب على الشاطئ، وهي كلّها مقاييس تحكي الكثير وتثير الإعجاب. ولكن فجأة أجد أنّ هؤلاء النساء يخفين هذه الملامح الحقيقية بالماكياج، وهنا أتساءل لماذا؟ ما هي الأسباب التي تجعلهنّ يطمسن الهوية بمستحضرات التجميل؟ أعتبر أننا لم نبتكر الماكياج لهذا الهدف، نحن لا نريد أن نغطي الوجه، بل نريد منحه اللون والإضاءة، وتعزيز الجمال الداخلي والشخصية.
أما الحسنات فتتلخص بكونهنّ زبونات مهمات جداً في قطاع التجميل، لأنّهنّ ينفقن الكثير على مستحضرات الماكياج.
أنصح المرأة العربية ألا تكثر من استعمال كريم الأساس كما تفعل، بل يمكنها الاستعانة بالكونسيلر الذي يخفي العيوب بطريقة طبيعية، وهذا ما أنصحها فيه بالنسبة لماكياج العيون والشفاه.
> الجمال الداخلي والجمال الخارجي يكملان بعضهما، تماماً كالرأس والجسد، فلا يعمل الواحد دون الآخر، بل عليهما السيرا معاً
ما هو أسوأ خطأ ترتكبه المرأة العربية في ماكياجها؟
أظن أنّ الخطأ الأسوأ ترتكبه بحق حاجبيها، ويكمن في اختيار التدرج الداكن، وليس لون الحاجبين الحقيقي، فيمنحها مظهراً حاداً قاسياً فيه بعض اللؤم مخالفاً تماماً لطبيعتها الدافئة والمحبّة والاجتماعية. لذا أنصحها دوماً باختيارها للتدرج المناسب، وهنا سأخبرها بحيلة في حال لاحظت أنّها علّمت حاجبيها بتدرج داكن، وهي تقضي بوضع القليل من كريم الأساس أو الهايلايتر عليهما، وبهذه الطريقة تخفف حدة اللون، وتضيئه.
من هي أيقونة الجمال بالنسبة إليك؟
هناك بعض النساء اللواتي تجمعني معهنّ علاقة صداقة قوية، الأمر لا علاقة له بالجمال، بل بعلاقتي المتينة مع المرأة. كيت موس مثلاً، كايا جربر التي التي أشعر أنها ابنتي. أتمنى العمل مع الممثلة الألمانية رومي شنايدر، ويبقى لجمال بريجيت باردو تميزه الكبير عندي. يمكن القول أنّ كل إمرأة هي مصدر إيحاء بالنسبة لي.
> أؤمن أن في داخل كل انسان جانب جيد وجانب سيء، وما على الناس إلا المسامحة، وأنا أسامح!
أسئلة شخصيّة لتوم بيشو
- هواياتك: الفن، وزيارة المتاحف والطاعم، وأكثر ما يزعجني أنّني لا أستطيع شراء المعروضات! أعشق أيضاً الطهو
- طعامك المفضّل: الطعام ذو المذاق الشهي، وأحب النوعية والكمية.
- الطبق الذي أحببته على مائدة الغداء في أبو ظبي يوم أمس: سلطة خس وأفوكادو وزيت زيتون.
- ماذا تريد أن تطهو لنا؟ أي شيء تحبونه