يحلّ يوم المرأة العالمي هذا العام بنكهة خاصة ومميزة لاسيما عند المرأة السعودية، مع سلسة من القرارات الاخيرة التي منحتها عدداً كبيراً من حقوقها، أهمها الحق في القيادة وفتح عملها الخاص من دون الحاجة الى ولي أمرها.
واحتفالاً بهذه المناسبة المميزة، كان لـ"ياسمينة" مقابلة خاصة مع سيدة الأعمال وخبيرة الموضة السعوديةمريم موصلي التي تمكنت من ترك بصمتها الخاص في المجتمعين العربي والسعودي فلعبت دور النموذج المثالي للمرأة القوية والناجحة والفاعلة على كل المستويات.
وفي ما يلي نصّ المقابلة:
– في يوم المرأة العالمي، ما هي الأمور التي لا تزال تنقص المرأة السعودية لناحية حقوقها؟
أعتقد أن السعودية تقاتل في المعركة العالمية حول المساواة بين الجنسين. مع حركة #MeToo الأميركية وموقف هوليوود #TimesUp الاخير لمكافحة عمليات التحرض، أعتقد أن النساء في جميع أنحاء العالم لا يزلن يكافحن لفرض أنفسهن وتحقيق المساواة.
أؤمن في تكافؤ الفرص والمساواة في الأجر. وأرى أن ما يجري في المملكة العربية السعودية ودخول النساء مجال القوى العاملة، فإنه سيكون هناك مجال لمزيد من النقاشات حيال المواضيع ذات الصلة.
– كيف انعكست القرارات الايجابية التي اتخذت مؤخرا في المملكة العربية السعودية على المرأة السعودية وحياتها على مختلف المستويات؟
أؤمن بأن كل هذه المبادرات والقرارات ساعدت على تشجيع مزيد من النساء في دخول مجال القوى العاملة، سواء لناحية قرار السماح بالقيادة أو الاستقلال لبدء الأعمال التجارية من دون الحاجة الى ولي أمر أو راعي ما من شأنه أن يؤثر علينا مباشرة.
إن الأمر لا يتعلق بالعناوين العريضة لهذه القرارات، بل في تطبيق هذه التغييرات، التي نشهدها يومياً في أشكال مختلفة، خصوصاً مع تسجيل زيادة كبيرة في المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تديرها النساء.
أو حتى مع كتابي "تحت العبايات: نمط الشارع من السعودية"، إذ لم أتمكن، قبل عامين من الآن، من القيام بذلك لأن المرأة السعودية كان ترفض إظهار وجهها، إلا اننا اليوم تمكنت من الحصول على أكثر من ألف طلب في 7 أيام فقط مع رغبة في إظهار الوجه بشكل علني.
– أين ترين المرأة العربية في 2018؟ ومن هي المرأة المثال لديك؟
أراها تقوم بكل الأمور التي قامت بها العام الماضي مع اضافة بسيطة تمكن في قيامها بمختلف النشاطات لوحدها، بدءاً من القيادة والذهاب بنفسها الى اي مكان تريده.
والجدير ذكره، أنه لطالما كانت المرأة السعودية مستقلة وصاحبة إنجازات عديدة. وهذا التغيير لم يحصل بين ليلة وضحاها مع إعلان رؤية السعودية 2030، فقد كنا في طور التثقيف والتعليم والعمل خلال الفترات السابقة إلا أن الإعلام قرر الان اعتبار هذا الامر "رائجاً". الفرق الوحيد الآن هو أنه لدينا حكومة تطالبنا وتشجعنا على الخروج علناً والعمل على خلف فرق في المجتمع.
بمعنى آخر، إن الفرق الوحيد الذي أراه في عام 2018 هو حصول المرأة السعودية على دعم إضافي من الأمة، ولم تعد تخشى البقاء عزباء بل باتت ترحب بالموضوع وتتقبله.
أما بالنسبة لمثالي الأعلى، فهي صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر آل سعود. واعتبر نفسي محظوظة جداً لكونها صديقتي ومصدر إلهام لي، خصوصاً أنها بطلة أصيلة مدافعة عن حقوق المرأة السعودية وصاحبة شخصية متواضعة بما فيه الكفاية لإلهام الجيل المقبل من الفتيات السعوديات.
ولا يمكنني إخفاء شدة فخري بها كونها امرأة سعودية عندم رأيتها تتحدث في دافوس أمام كل قادة العالم.
– ما هي حسنات وسيئات أن تكوني امرأة مؤثرة الى هذا الحدّ؟ وما الأمر الذي تغييرنه لو أتتك الفرصة لتغيير الماضي؟
أعتقد أن كل سعودية على إنستغرام أو سناب شات هي مؤثرة (وأنا متأكدة من أنهن يعتقدن ذلك أيضا)، خصوصاً أنها تؤثر الى حد كبير في اظهار صورة المجتمع السعودي للخارج والاخرين ويجعلها قادرة على توثيق حياتها كلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
إن أسفي يكمن في بعض الخيارات التي قمت بها سابقاً لناحية عالم الازياء والموضة، كتلك المتعلقة برسمة الحواجب التي كانت سائدة في مرحلة التسعينيات من القرن الماضي.
ولكن جدياً، لا أعتقد أنك تكبرين وترين نفسك على أنك ستكونين شخصاً مؤثراً، بل يحصل ذلك كنتيجة ثانوية لأهدافك وتطلعاتك الفعلية.
بالتأكيد، هناك أشياء قمت بها أو أمور تفوهت بها أتمنى تصحيحها أو تعديلها، خصوصاً أنني اصبحت أكثر وعيا ونضجا ووضوحا، علماً أنه على الصعيد المهني، لا أندم على أي شيء، خصوصاً أنني تعلمت الكثير.
– ما هي رسالتك الى الرجل العربي؟ وما عو عنصر نجاح أي علاقة عاطفية في عصرنا الحالي؟
(ممازحة) لا أعلم. عندما تعرفين الجواب، الرجاء إطلاعي عليه!
– ما هو موقفك تجاه ما يقال إن المرأة الناجحة في عملها لا يمكنها أن تكون ناجحة في الحب، والعكس صحيح؟!
لعل الأمر الوحيد الذي تمكنت النساء من إثباته هو قدرتهن على القيام بأي شيء والتفوق في كل المجالات.
في الواقع، إذا كان لديك عائلة، كل ما عليك فعله هو تصوير أفرادها ونشر الصور عبر "إنستغرام"، حيث ستحصلين على مزيد من المتابعين، تماما مثل المؤثرة كارن وازن.
> **وتذكري أن قوتنا هي باتحادنا**
– كلمة أخيرة لكل امرأة عربية في يوم المرأة العالمي
احتفلي بنفسك وبكل النساء من حولك وكأن كل يوم هو يوم المرأة العالمي. ولا تنسي أن تدعمي كل امرأة من دون التفكير أو مقابل، لأن النساء بحاجة الى دعم بعضهن البعض. وتذكري أن قوتنا هي باتحادنا.
اقرئي المزيد:مقابلة ياسمينة مع سيدة الأعمال وخبيرة الموضة مريم موصلي