أمس وتحديداً ليل أمس، انطلقت عروض أزياء الكروز لعام 2018-2019 والبداية طبعاً مع CHANEL التي تفتتح شهر مايو وموسم الكروز بمجموعتها الموقّعة من كارل لاغرفلد.
إلى باريس هذه المرّة، أخذنا كارل لاغرفلد واستقطب عشّاق العلامة والموضة فلم تكن أيّ مدينة أخرى عالمياً، مصدر وحيه في هذه المجموعة ووجهته لمجموعة الكروز هذه كما تعوّدنا في السنوات السابقة لا بل كان القصر الكبير Grand Palais، المكان الذي يقدّم فيه عروض أزياء CHANEL جميعها وعلى مرّ المواسم، هو خياره هذا العام أما الديكور فموضوع آخر لا بدّ من الغوص في الحديث عنه في ما يلي.
سفينة ضخمة مكتوب عليها اسم La Pausa عنوان المجموعة إذا صحّ التعبير واسم منزل غابرييل شانيل الصيفيّ في الساحل الفرنسيّ، هكذا كان الديكور. سفينة كحليّة اللون مع القليل من الأبيض والأحمر طبعاً، ألوان البحارة Navy واستعداد لرحلة إبحار مع طاقم من أهمّ وأجمل عارضات الأزياء أبرزهنّ بيلا وجيجي وحديد أما قائد طاقم السفينة فطبعاً كارل لاغرفلد الذي اختار العودة إلى بداياته مع العلامة، إلى الثمانينيات تحديداً.
إلى عام 1919 عدنا لنتكّر نقطة أساسيّة أيضاً ألا وهي أنّ غابرييل شانيل كانت الأولى التي قدّمت وصمّمت ملابس خاصّة بالسفر أو ما يعرف بالكروز وذلك من مدينة دوفيل الفرنسيّة حيث كانت الأولى أيضاً التي عرضت تصاميمها الكروز هذه في متجرها في شارع كامبون الفرنسيّ عام 1920 لتحقّق هذه التصاميم شهرة واسعة وإقبالاً ملفتاً وتصبح مجموعات الكروز من الأمور المحتّمة مع دار CHANEL ومن ثمّ في عالم الموضة وتاريخ دور الأزياء العالميّة الأخرى.
باختصار، أتت مجموعة كروز 2019 هذه لتعكس أسلوب الكروز بامتياز فكلّ ما يمكن لأيّ امرأة أن تحلم وتحبّ ارتدائه خلال سفرها وتحديداً إلى وجهات السفر الصيفيّة والتي يكون فيها البحر هو النشاط الأساسيّ، موجود في هذه المجموعة ما يجعلنا نعتقد بأنّها ستلاقي ترحيباً كبيراً من قبل عاشقات الموضة والزبائن.
الأقمشة المقلّمة برزت بقوّة، كذلك اللون الكحلي والأحمر والأبيض والأسود طبعاً كما أنّ القماش المطبّع حضر بدوره والقصّات المنسدلة والمتطايرة للفساتين والأكمام المزيّنة بالكشاكش أحياناً شكّلت حضوراً ملفتاً، عناصر اجتمعت جميعها لتؤكّد لنا أنّنا فعلاً نتابع مجموعة كروز وليس أيّ مجموعة أخرى ففي النهاية هذه هي ميزات تصاميم الكروز.
ولكن مهلاً، ماذا بالنسبة إلى التفاصيل الأخرى كالتطريز والخرز الملوّن الذي برز؟ وماذا بالنسبة إلى الأكسسوارات التي زيّنت بها الإطلالات؟ باختصار، يمكن القول أنّ كارل لاغرفلد يدرك جيّداً كيف يقدّم مجموعة رائعة من التصاميم تعكس DNA الدار والحرفية العالية الموجودة فيها ولكن وفي الوقت ذاته يعلم بذكاء كيف وماذا يقدّم كيف تحقّق هذه المجموعة نسبة مبيعات مرتفعة وهذا ما أوضحته تحديداً الأكسسوارات كقبّعات البيريه التويديّة والصوفية والمجوهرات التي عكست رمز العلامة بشكلٍ كبير والأساور الملوّنة التي يمكن وضعها في جميع المناسبات وفي أيّ وقتٍ من النهار.
ولكن، ماذا بالنسبة إلى الجوارب البيضاء؟ لا شكّ أنّها ستحدث جدلاً لا سيّما أنّ الآراء ستنقسم بين مؤيّدة لهذا الموضة وآراء أخرى متردّدة ولكن ما يمكن قوله فعلاً هو أنّ لاغرفلد يجعل من كلّ مجموعة لـ CHANEL مجموعة رائدة تطلق وتعيد إطلاق صيحات برزت سابقاً وهذه الجوارب من الثمانينيات نتوقّع أن تبرز مجدداً الموسم القادم.
أيضاً وفي الأكسسوارات نبقى ولكن مع الحقائب وحقيبة البوي التي رأيناها بالشكل المستطيل ولا يمكن ألا نسلّط الضوء على حقائب الـ PVC أيضاً والتي أتت بأسلوب الـ Shopping Bag ومطبّعة بشعار العلامة. أخيراً بالنسبة إلى الأكسسوارات، لا بدّ من لفت النظر حول أحذية ماري جاين المسطّحة مع البكلة الأماميّة على الكاحل، هذا الحذاء الذي يبدو أنّه عائد بقوّة إلى عالم الموضة.
بالعودة إلى الأزياء، فما يمكن تسليط الضوء عليه هو الدنيم المستخدم بقوّة في هذه المجموعة والذي لا نراه كثيراً في مجموعات CHANEL والذي تفاجأينا برؤيته ممزّقاً فهل هذه بشرى بأنّ موضة الجينز الممزّق عائدة؟ وهل ستكون سترة الدنيم بديل سترة التويد مع CHANEL؟ لهذا السؤال الأخير جواباً حاضراً وهو النفي طبعاً فلا يمكن أن نتكلّم عن CHANEL من دون ذكر سترات التويد ولكن ما نقوله هو أنّ الدنيم أثبت أنّه قماش أنيق أو إذا صحّ التعبير يمكن أن يكون أنيقاً.
أخيراً، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ القماش البلاستيكيّ الشفاف PVC حضر وهذه المرّة مقلّماً بألوانٍ، حاله حال القماش المنقّط الذي رأيناه على قماش التول الشفاف أما قصّة الأكمام المنفوخة فكانت هي المسيطرة على القمصان الكلاسيكيّة وحتى التوبات.
إقرأي المزيد: كارل لاغرفلد يستحضر الحضارة اليونانية في مجموعة CHANEL كروز 2018 الباريسيّة!