من المبادرات الرائعة التي أهتمت بلغتنا العربية وبتعليمها لغير الناطقين بها، جاءت مبادرة I can talk Arabic، والتي كان من الضروري في يوم اللغة العربية تسليط الضوء على صاحبة هذه المبادرة الملهمة السيدة هديل عباسي @HadeelAlabbai، التي قدمت العديد من الأفكار لتعليم اللغة العربية، وزيادة ترابط أبناء الجيل الجديد بها، فتابعي هذا الحوار لتتعرفي على التفاصيل…
سيدة واحدة بمجالات عطاء متعددة
تخصصتِ في مجال الاقتصاد ولكن حبك لعائلتك ولمجتمعك جعل من بذرة عطائك تنمو وتتفرع لمجالات أخرى. حدثينا عن نزعة العطاء التي تمتلكينها؟
حبي لعائلتي جعلني أقدم على تثقيف نفسي وزيادة تحصيلي العلمي لأستطيع أن أساعد عائلتي والمجتمع في الوقت ذاته، فحصلت على شهادات متعددة في مجال الإرشاد الأسري، وحصلت أيضاً على شهادات في مجال القيادة والتدريب الحياتي، وأصبحت أُقيم العديد من المحاضرات والندوات في مجالات القيادة والتربية، وساعدت الكثير من الناس بتوجهيهم لطريقة تحديد أهدافهم في الحياة، وامتد اهتمامي لأتوسع في مجال كتابة قصص الأطفال المرتبطة بالمعاير التربوية الدينية مثل كتابي: الله يحبني، وربي، هل تسمعني؟ … وغيرها.
وبخصوص كتب الأطفال العربية تعرفي معنا على الكاتبة السعودية أروى خميس التي لها الكثير من المؤلفات والقصص
.
ما مدى صعوبة البداية بمشروعين في ذات التوقيت، مشروع العناية بمرضى السكري، ومشروع I can talk Arabic، وماذا يعني لك كل واحد منهم؟
دافعي لإطلاق مبادرتي بالتوعية بمرض السكري جاء بعد إصابة ابنتي بهذا المرض، وذلك منذ 18 عاماً، وكأم كانت لدي في تلك المرحلة الكثير من التساؤلات، والتي لم أجد لها أجوبة بسبب قلة الوعي في ذلك الوقت بهذا المرض عند الأطفال بالمملكة، وعند سفري إلى الولايات المتحدة الأمريكية فوجئت بالعناية النفسية والطبية وبالاهتمام بجوانب التوعية لأهالي أطفال مرضى السكر، وأحببت أن نحظى ببلدنا بالعناية نفسها، ومن هنا انبثقت فكرة مبادرتي في العناية بمرضى السكري، وتمكنت بمساعدة ثلاثة من الصديقات أطلاق هذه المبادرة لدعم مرضى السكري بالمملكة.
أما بالنسبة لمبادرتي بمشروع @ICanTalkArabic، فجاءت بعد مشاركتي في قمة قيادية في قطر، حيث قابلت العديد من المسلمين والأجانب الذين لا يجيدون التحدث بالعربية، وكانت لديهم رغبة قوية في تعلم اللغة العربية، ومنذ ذلك الوقت قررت أن أمضي بطريقي وأعمل كل جهدي لإنجاح هذه المبادرة.
حدثينا عن بداية مبادرة I can talk arabic، ومن قدم لك الدعم وقتها؟
وجدت الدعم من العائلة ومن الصديقات المتطوعات، حيث كان لدينا أربع مستويات وأربع معلمات في البداية، وكانت منهجيتنا في التعليم عبارة عن تجارب، ومن ثم تطورنا وأصبح لدينا 6 مستويات مختلفة تعتمد على تقوية المحادثة والقواعد النحوية اللغة العربية، وتوسعنا لنشمل صفوف للسيدات في الفترة الصباحية والرجال بالفترة المسائية وكذلك الأطفال في كل يوم سبت، ذلك بالإضافة لإنشائنا للموقع الإلكتروني لنتمكن من الوصول لأكبر شريحة ممكنة.
من هم الفئات الأكثر أقبالاً على تعلم اللغة العربية؟
مما لا شك فيه هناك الكثير من المسلمين من مختلف دول العالم الذين يرغبون بتعلم لغة القرآن، ذلك بالإضافة للأجنبيات المتزوجات من سعوديين، وأطفال أبناء المبتعثين، والمقيمين في المملكة للعمل وغيرهم من الفئات بمختلف الجنسيات من شرق آسيا، وأروبا وكندا وأمريكا.
نصيحة بمناسبة يوم اللغة العربية
قدمت العديد من الأفكار الداعمة لمشروع I Can talk arbic، ما هي الأبرز والأكثر أقبالاً من قبل الناس؟
في البداية واجهتنا مشكلة بعدم تمكن هؤلاء الملتحقين بنا من التحدث باللغة العربية، وذلك لعدم وجود فرصة للممارسة والتحدث معهم بالعربية، ومن هنا جاءت فكرة تصميم دبابيس خاصة كُتب عليها كلّمني عربي، ووجدنا من خلال هذه الحملة حماسة الكثيرين من العرب لتحدث معهم ومساعدتهم على تعلم اللغة والتمرن عليها، وأصبحنا في كل عام ننوع في المواضيع بحملاتنا، فمرة عن الشعر والشعراء، ومرة عن الأمثال والحكم العربية، وأيضاً عن أنواع الخطوط، وأصول الكلمات الأجنبية المنحدرة من اللغة العربية، كما أطلقنا مسابقات تفاعلية في المولات مثل جاوب صح، والبحث عن الكنز، ذلك بالإضافة للمسابقات على موقعنا الإلكتروني، التي وجهت للعرب من الجيل الجديد والأجانب في ذات الوقت لتقوية الترابط بلغتنا والتعرف عليها أكثر.
في يوم اللغة العربية ما هي النصيحة التي تقدمينها للأهالي الذين يهتمون بشكل مفرط بتعليم أبناءهم اللغات الأجنبية دون الاهتمام باللغة العربية؟
أبناؤنا مسؤوليتنا ولا بد من الحرص على تعليمهم لغتنا، حتى لا تضيع هويتنا، فلا مانع من تعليم أبنائنا اللغات الأخرى، لكن على الأقل لا بد من الحفاظ على التحدث معهم باللغة العربية بالبيت دون ادخال الكلمات الإنجليزية، ذلك بالإضافة لأهمية تقوية حس القراءة للكتب العربية لزيادة حصيلة المفردات اللغوية لهذا الجيل.
حدثينا عما في جعبتك من مخططات وأماني وطموحات؟
أتمنى أن يكبر المركز الخاص بنا وتزداد فروعه حول العالم، كما نحاول في الوقت الحالي تطوير موقعنا لتمكن من اعطاء دروس اللغة العربية إلكترونيا عبر الموقع، لنستطيع الوصول لأكبر شريحة من الراغبين بتعلم اللغة العربية.
وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية تعرفي على عجائب وغرائب اللغة العربية.