عام دراسي جديد سيقبل محملاً بالطموحات والآمال، التي سترافق طالبات السنة الأولى من المرحلة الجامعية، ووسط تطلعات ومخاوف من هذه المرحلة الجديدة تتخبط الكثير من الفتيات في اختيار القسم المناسب لتطلعاتها وإمكانياتها، وقد تقع الكثيرات في فخ التذبذب والتحويل من قسم إلى آخر، ليضيع الوقت والجهد للوصول للتخصص الأنسب، ومن هذا المنطلق ستساعدك ياسمينة لتختاري قسمك الأفضل تبعاً لنصائح سيدات سعوديات مميزات بأقسام سباقة وغير مألوفة، لتستوحي من خبرتهن مجال تخصصك الجامعي…
حلقي بطموحك إن كنت ترغبين بالتخصص بمجال الطيران
من التخصصات الغير مألوفة محلياً والتي شهدنا أخيراً امتهان السيدات السعوديات بها هي مجالات الطيران، التي تعد واحدة من طموحات الفتيات اللواتي يعشقن السفر والترحال والمغامرة، وستفيدنا حول هذه التخصصات سهاد ابراهيم منقل الهندي @SuhadIbrahim الحاصلة على بكالوريوس في السلامة المهنية والفضاء وسلامة الطيران من جامعة امبري ريدل لعلوم الطيران أقوى جامعات الطيران في العالم، والواقعة في ولاية فلوريدا الأمريكية، أضافة لحصولها على رخصتين معتمدتين من OSHA منظمة السلامة والصحة المهنية في أمريكا، كانت الأولى منها في مجال General Industry Safety and Health، ،أما الثانية فكانت في Construction Safety and Health، وتعلمت سهاد في هذا المجال الكثير عن مواجهة مخاطر العمل وتنفيذ برامج الأمن والسلامة، والحماية من مخاطر الكهرباء والسقوط ومكافحة الحرائق… وغيرها الكثير من أمور السلامة.
كانت بداية التحاق سهاد في الجامعة عام 2013، حيث تخصصت في مجال إدارة الأعمال الذي لم تكن مقتنعة به، إلى أن جذبها تخصصها الحالي الذي وجدت في مواده متعة وشغف، لذلك وبحلول السنة الثانية قامت بالتحويل لقسم السلامة المهنية والفضاء وسلامة الطيران، وحصلت سهاد على تشجيع من قبل أهلها وأصدقائها، لتحقق بهذه الخطوة حلم طفولتها بأن تكون كابتن، وتؤكد سهاد أن مرحلة اتخاذ القرار ودراسته كانت صعبة لكونها كانت قد تواصلت مع الكثير من شركات الطيران في ذلك الوقت والذين أجمعوا على استحالة دخول المرأة في هذا المجال بالمملكة وأنه مقتصر على الرجال فقط، وعلى الرغم من إحباطهم لها وحثها على تغيير تخصصها إلا أن سهاد تابعت في مجالها وهي مؤمنة ومتأكدة أن هناك فرصة في انتظارها في ظل دعم المملكة وتمكينها للمرأة، لنشهد الآن وجود السيدات السعوديات في مجالات الطيران، وهذا ما يجعلها متفائلة بالحصول على وظيفة بعد تخرجها من الجامعة في نهاية عام 2018، لذلك تنصح كل الفتيات بأن يتبعن أحلامهن ويدرسن المجالات التي تلائم ميولهن وإن كانت خارجة عن المألوف أو غير موجودة.
لطالبة القانون تميزي بما يلائم ميولك ولا تترددي
من التخصصات التي لم تكن موجودة بالجامعات السعودية منذ عشر سنوات كان تخصص القانون أو المحاماة الذي كان حكراً على الرجال في ذلك الوقت، وبعد نضال طويل لدخول هذا المجال كانت المحامية والمستشارة القانونية بيان زهران@bayanzahran1 في طليعة السيدات السعوديات اللواتي مارسن هذه المهنة وأسسن مكاتب محاماة مصرحة، وتشير المحامية بيان أن القانون يعد من التخصصات المهمة والتي ترتقي بالطالبات للوصول لفهم القوانين وتفسيرها ، كما أن هذا المجال يكسب صاحبه فكر وأسلوب مختلف في طريقة سرد الأحداث وتحليلها، وتؤكد المحامية بيان لكل الراغبات بالالتحاق بكلية الحقوق أن دراسة القانون متفرعة المجالات وتناسب مختلف الميول والطموحات، فعلى سبيل المثال من الممكن أن تتجه الطالبة التي تحب مجال التعليم لتوجه لتكون معيدة أو أكاديمية في الجامعات، أما إن كانت غير تقليدية وتحب حل القضايا والمشكلات فبإمكانها التخصص بمجال المحاماة بعد التخرج، في حين أن كانت الفتاة لها نظرة تجارية فمن الممكن أن تتخصص وتتوظف في إحدى الشركات وتدير أعمالها القانونية، فبشكل عام تعد مجالات المحاماة مختلفة ولا يمكن حصرها ولكن من الضروري أن تتسم الطالبة الراغبة بدارسة هذا المجال بسمات أساسية أهمها الجرأة وعمق التفكير وربط الأحداث بالمنطق والقدرة على الاستنباط والبحث والتحليل، كما يجب أن تتحلى بالصبر والقدرة على التعامل مع الآخرين بمختلف شخصياتهم بلباقة، ولك أن تتعرفي على قصة المحامية السعودية التي قهرت المستحيل.
الطريقة المثلى لاختيار تخصصك مهما كانت اهتماماتك
أما إن وقع اختيارك على أحد الأقسام الطبية فلك أن تستعيني برأي الدكتورة سمر السقاف@samarsaggaf التي هي من ضمن قائمة السيدات السعوديات اللواتي تميزن بالأسبقية في مجالات طبية معقدة، حيث تعد السقاف أول طبيبة سعودية متخصصة في علم التشريح، والتي عملت سابقاً كمديرة قسم البرامج الطبية بالملحقية الثقافية السعودية في واشنطن ولقبت وقتها بأم المبتعثين، كما كانت وكيلة سابقة في جامعة الأميرة نورة، وتشغل حاليا منصب مستشارة في هيئة تقويم التعليم والتدريب، إضافة لكونها أستاذ متعاون بجامعة جورج واشنطن، ووفقا لباعها الطويل وخبرتها وتمرسها في سلك التعليم والطب، ترى الدكتورة سمر بشكل عام أن هناك مفاتيح لطالب أو الطالبة لاختيار التخصص المناسب، والتي من أهمها الإكثار من القراءة حول التخصص، والبحث المستمر عنه، وسماع وقراءة التوصيات والنصائح من قبل المتخصصين، وإعادة تكرار ذلك للوصول لنظرة كاملة حول التخصصات المرغوبة أو المتاحة، يأتي بعد ذلك عمل جدول خاص لكل تخصص على حدة ووضع خانات تحدد ميزات وعيوب كل قسم، مع ذكر النواحي الملائمة لكل طالب أو طالبة في التخصص، والتوقعات التي سيحصدها من تخصصه في كل مجال، ومعرفة إن كان التخصص محدود الأفق أم أنه سيفتح له أبواب مختلفة ومتنوعة في المستقبل، كل ذلك ضروري ليستطيع الطالب أو الطالبة رسم صورة متكاملة عن القسم أو التخصص ليحدد فيما بعد مستقبله الأكاديمي والوظيفي.
لطالبات التخصصات الطبية تلك هي السمات التي يجب أن تتحلي بها
ترى الدكتورة سمر بشكل خاص أن طلاب الكليات الصحية يجب أن تتوفر بهم سمات خاصة ومختلفة عن باقي الاقسام، حيث لابد أن يتوفر في الطالبة حب وشغف البحث، والعطاء والإحسان بالعمل لتستطيع مستقبلاً كطبيبة مراعاة حالات المرضى، كما يجب أن تتحلى طالبة التخصصات الطبية بحس مسؤولية عالي بكل ما تتخذه من قرارات، مع الجدية لتحمل أعباء وضغط العمل الذي يتطلب ساعات عمل طويلة وشاقة، ومراعاة احترام رأي الأكثر منها خبرة والتآلف بالعمل مع الفريق بشكل متكامل لينصب في مصلحة المريض
لطالبات الهندسة شغفك هو محرك إبداعك
ولا يمكننا أن نغفل عن أقسام الهندسة التي تعد من أهم الأقسام وأكثرها تفرعاً، والتي ستفيدنا حولها خريجة قسم الهندسة الميكانيكية ومتسابقة سيارات الكارتينج وصاحبة المركز الأول في أول بطولة نسائية لسباقات الكارتينج أمجاد العمري@theGlory_A ، والتي واجهت في بدايتها صعوبة تقبل والدتها لتخصصها لخوفها على مستقبلها الوظيفي، كون مهن الهندسة الميكانيكية مقتصرة على الرجال، ولكن إصرار أمجاد وشغفها جعلها تتابع وتجد نفسها بشغف في هذا المجال لتفتح الباب أمام الفتيات السعوديات للحاق بها، وتؤكد أمجاد أن مجالها لا يقتصر على العباقرة ولا على اصحاب التحصيلات الدراسية العالية، بل أن المحرك الأساسي ينبع من الشغف وحب مواد هذا المجال، الذي تعتبر أن فيه فرص كثيرة للإبداع.