عندما كانت صيحات التجميل في العالم العربي مختبئة خلف ستار التقليدية، واقفة في الظل بخجل، وأسيرة معطيات إجتماعيّة قديمة، كان هو يطلق الصيحات وينشئها، ويعمل على تجديد الإطلالات، كانت السيّدة معه مختلفة، متألقّة، عصرية، عاشقة للتميّز، كان ذلك الجندي الذي يقف خلف كل إطلالة جميلة نراها على الشاشة، أو على خشبة المسارح. طوني مندلق ليس إسماً عادياً في عالم تصفيف الشعر، هو تاريخ إبداع، حكاية نجاح، أسطورة إستمراريّة. فتابعي معنا هذا اللقاء المميّز والغني:
أكثر العلاقات متانة بين النجمات وخبراء التجميل والشعر
" الخوف كامنٌ لا محالة، موجودٌ بقوّة، ويتضاعف مع كل نجاح، فالمرء يخشى دائماً من الرجوع إلى الخلف، من الخطأ الذي قد يهدّد المسيرة، من الإسم الكبير الذي لا يقبل الهفوات" هكذا أجابنا مندلق عند سؤالنا الأوّل عن موقع الخوف في حياته، وعن علاقته الجدلية بالنجاح، لافتاً إلى أنّ عدم الخوف قد يهدّد النجاح، والثقة بالنفس أساسيّة شرط ألا تصبح مفرطة وتتحوّل غروراً وعدم السعي إلى التقدّم. وعن أسرار نجاح مصفّف ظلّ في الساحة ملكاً على رغم المنافسة، أكّد أهميّة الحوار مع الزبونة، والنقاش معها، وإسدائها نصائح لما يليق بها، فالجمال هو مرادف للمرأة، وكل الصيحات إبتكرت لخدمتها.
فالمصفّف الذي يعدّ أوّل من أطلق مصطلح الـ Relooking في عالمنا العربي، يقول: " إطلالة المرأة جزءٌ من شخصيّتها وداعمة لها، بل صانعة لشخصيّتها، واللوك الجديد يمنحها الكثير من المزايا أولّها الراحة والثقة بالنفس والجمال"، ويكمل :" الشعر ليس أناقة فحسب، بل هو عنوان هويّة لصاحبته، وكأن التسريحة تصنع إمرأته، وعن قصّة الشعر الناجحة يقول، هي تلك التي تليق بوجه المرأة، والتي ما إن تغسل المرأة شعرها، وتمشطه سريعاً، فتخرج من المنزل أنيقة، من دون الحاجة إلى تسريحها أو إلى اداة تصفيف لتعديلها وترتيبها". وعن أحدث القصّات الرائجة يشير إلى الكاريه الذي يصل إلى الأكتاف او أطول قليلاُ، إلى جانب قصّة الطول الواحد، أما الـ Ombre فما زال حاضراً بقوّة في صبغات الشعر، شرط تدرجّه في شكل طبيعي، من جذور الشعر حتّى أطرافه.
وعن إرتباط إسمه بالفنانة نوال الزغبي والنجاحات المتتالية التي حققها معها يقول:" نوال حصانٌ رابحٌ لا يهدأ، ملكة الصيحات في كل المواسم، نجمة تعشقها الموضة، سيّدة التألّق منذ لحظة تسليط الضوء عليها، نحن سوياً أوّل من أطلق مفاهيم عدّة في صيحات التجميل في العالم العربي، ومستمران في هذه الرحلة". لافتا إلى أنّ" لكل فنانة شخصيّتها على المسرح، وتسريحة شعرها هي التي تعزّز هذه الشخصيّة"، وهو الذي رافقت أنامله إطلالات أجمل النجمات والإعلاميّات مثل شيرين عبد الوهاب، نانسي عجرم، يارا، وغيرهنّ.
** نوال الزغبي تقصّ شعرها دعماً لحملة سرطان الثدي**
ويختم طوني مندلق لقاءه مع ياسمينة بتوجيهه رسالة إلى كل إمرأة تهمل شكلها وتتجاهل أهميّة إطلالتها، لافتاً نظرها إلى أنّها تضيّع على نفسها فرصة التقدّم، فترجع إلى الخلف، وتفقد أنوثتها مهمّتها، فتغيّب دورها وسحرها وجاذبيّتها الطبيعيّة والتلقائية.