وسط زخارف نجدية وأصالة البناء الطيني فاحت من جدران بيت الحسين التاريخي رائحة الماضي العريق، الذي يعود بناءه لقرن من الزمان، ليبيت هذا المنزل متحفاً يتوافد إليه عشاق التراث لما يحمله من معالم تنقل التاريخ، وهذا المنزل الواقع في منطقة عودة سدير وسط السعودية بقي شامخا لأكثر من 93 عاما، وسكن فيه معلم القرآن وعلوم الدين الشيخ سعد بن محمد بن حسين، والذي كان خطيبا لجامع البلدة وأميراً لها، وهو خير شاهد على اهتمام المملكة البارز بكل النواحي الحضارية والتراثية من خلال إحياءها لمتاحف وقصور أثرية مثل القصر الأحمر.
قطع أثرية تحكي قصة قرن من الزمان
أُعيد ترميم بيت الحسين التاريخي على يد الدكتور محمد بن سعد بن حسين قبل عشر سنوات، فيما يقوم زيد الحسين بالعناية به وتأهيله بشكل دوري، وهذا المتحف التاريخي يضم آلاف القطع الأثرية النادرة التي تحكي قصصا من الحياة في نجد خلال تلك الحقبة، ليجد عشاق التاريخ في هذا المتحف العديد من المقتنيات والأدوات والأواني ويعيشوا بذلك تجربة الأجداد من قبل قرن من الزمان.
يضم المتحف ورشة متكاملة لصيانة الأبواب، وقسم خاص للسيارات القديمة، ذلك إضافة للسجاد القديم والمفروشات الشعبية ، والأدوات القديمة الخاصة بالزراعة، كما يوجد فيه أيضا ركن خاص للأسلحة القديمة والجرائد والمخطوطات، وهذا البيت الأثري يسمى أيضا ببيت الضيافة أو الديوانية التي اعتاد فيها أهالي المنطقة استقبال الوفود وضيوف القرية التاريخية وإقامة الأمسيات واللقاءات التلفزيونية، ليغدو هذا المكان رافداً أساسياً بمقومات السياحة ومرجعاً تاريخياً لبلدة عودة سدير، وللموروث ثقافي والتاريخي المهم بالمملكة وبالحديث عن المتاحف تعتزم مدينة جدة إنشاء متحف جديد من خلال المزاد الفني الذي أقيم منذ أشهر .
