بـ١٥ ثانية فقط من مقاطع الفيديو استطاع تطبيق تيك توك، أن ينتقل من الصين إلى العالم كلّه مع أكثر من ٥٠٠ مليون مشترك شهريًا حتّى الآن، متربعًا في المرتبة الرابعة لمواقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشاراً بعد فايسبوك، انستغرام وتويتر! فما هو هذا التطبيق؟ وهل تفوتين على نفسك الكثير إن لم تنشطي عليه؟ دعينا نكتشف معًا!
سهولة الاستخدام والابداع بتصوير الحياة اليومية
أبرز مقوّمات نجاح هذا التطبيق المسلّي، هي سهولة الاستخدام فما عليك الا أن تصوّري مقطع فيديو من هاتفك المحمول مدته القصوى ١٥ ثانية أو اختيار الفيديوهات بمدة ٦٠، وتقديمه مع خلفية موسيقية، والابداع بتقديم المشاهد التي تصورينها إن كان بمجهود فكري شخصي أو بالاعتماد على التأثيرات والملصقات وقاعدة البيانات الواسعة الموجودة على التطبيق والتي يمكنك الاستعانة بها لتقديم المحتوى الذي تريدين. وتشبه صفحة البروفايل الخاصة بك، بروفايل انستغرام حيث تتجمّع الفيديوهات الخاصة بك الى جانب بعضها البعض، ويمكنك مرابقة عدد متابعينك ومتابعة من تريدين!
التواصل عبر تيك توك
استطاع تطبيق تيك توك أن يبني مجتمعات في داخله تتمحور اهتماماتها حول موضوعات معينة واضحة أكانت الكوميديا مثلًا أو الألعاب، عبر هاشتاقات تتزاحم بين بعضها البعض من حيث الأكثر استخدامًا، فيتشارك المستخدمون فيديوهاتهم مع بعضهم البعض حيث يمكن الإعجاب بالمحتوى، ابداء عدم الاعجاب أو حتى اعادة استخدام الفيديو عبر الإضافة اليه، اضافةً الى التعليق عليه! كما تنشط التحديات أيضًا عبر تطبيق تيك توك، اذ ينشئ العديد من مستخدمي التطبيق مقاطع فيديو وهم يحاولون فعل الشيء نفسه، غالباً ما يتم إنشاء هذه التحديات من قِبل مجتمع تيك توك، لذا تعتبر التحديات طريقة سهلة لمستخدمي التطبيق كي يشعروا بأنهم جزء من المجتمع.
قوّة تيك توك في بعض الأرقام والسطور
حين نتحدّث عن اجتياح هذا التطبيق، لا نبالغ فتطبيق تيك توك هو التطبيق الثالث الأكثر تحميلًا في العالم، واستطاع جذب ١٨٨ مليون مستخدم جديد في الأشهر الثلاثة الأولى من سنة ٢٠١٩، وبحسب الاحصاءات الأخيرة يمضي كل مستخدم حوالي ساعة ونصف من وقته فقط على تيك توك وهو انجاز بحد ذاته للمنصّة الصاعدة نسبيًا والتي استقرّت في ١٥٥ دولة واستقطبت مستخدمين يتحدثون أكثر من ٧٥ لغة! من جهة أخرى ٥٥٪ من مستخدمي تطبيق تيك توك من الذكور مقابل ٤٥٪ من الاناث، وتبقى الفئة العمرية الأكثر نشاطًا عليه هي من بين ١٦ و٢٤ سنة بنسبة ٤٠٪، وهذا إن عنى شيء فيعني أن هذا التطبيق يستجيب لتطلعات الشباب ولا يزعج أو يستبعد الفئات العمرية الأخرى، وهنا يكمن سرّ نجاحه.
مشاهير عرب من كل الفئات على تيك توك
واستطاع تطبيق تيك توك الذي جذب فئة المراهقين في بدايته أن يوسّع دائرة جمهوره فطالت فئات عمرية عديدة أرادت تبادل الفيديوهات المسلية والمعبّرة والتي تنطوي على الابداع مع بعضها البعض، فانسحب الأمر على النجوم العرب من كل الفئات والخطوط الفنية ليلخّصوا توجه جماهير تيك توك التي تنطوي على التنوّع!
وكان الثنائي أحمد خميس ومشاعل الشحي من أول الوجوه العربية التي تشاركت الفيديوهات المسلية عبر تطبيق تيك توك حيث تسنّى للجمهور العربي اكتشاف جوانب أخرى من شخصيتهما لا يمكن لهما ابرازها علي التطبيقات الأخرى كانستغرام مثلًا!
وحين نتحدّث عن بساطة الابداع التي يتيحها هذا التطبيق الذي انطلق من الصين في العام ٢٠١٤، نعني تمامًا هذا المقطع المسلّي مثلًا الذي يظهر الفنانة ماريتا الحلاني وشقيقتها دانا تتحايلان على الموسيقى في المطبخ! أليست فكرة بسيطة ولكن ملفتة وغير مستهلكة؟! نعم هذا هو جوهر التطبيق!
وحين قلنا إنّ المشاهير العرب بكلّ الأعمار، وجدوا لأنفسهم مكانًا على هذا التطبيق الذي ينطلق من البساطة الى التعبير عن الذات بايجابية، قصدنا أيضًا مقدمة البرامج العالمية ريا أبي راشد التي أصبحت ناشطة جدًا في الفترة الأخيرة على تيك توك!
نافذة على الشهرة من تيك توك
استطاع تطبيق تيك توك لفت أنظار المحللين والمراقبين في العالم، اذ أسماه البعض "تطبيق الباحثين عن الشهرة"، ورغم بعض الانتقادات التي طالته، شهد محتواه نقلة نوعية فأصبح يركّز على الايجابية والمرح والغناء و القدرات التمثيلية وموهبة المونتاج وتقطيع الفيديوهات، فأصبح لهذا التطبيق مشاهيره وجماهيرهم. هل تريدين أن ترفعي أسهمك على تيك توك؟ هكذا ترفعين عدد متابعينك!
ما هو مستقبل تيك توك؟
رغم اعتراف عمالقة عالم التكنولوجيا بنجاح تطبيق تيك توك، واعتبارهم أنّه استطاع تعويض نقص معيّن خلفه تطبيق "فاين" للفيديوهات القصيرة، الا أنّ أسئلة كثيرة تدور حول الاستمرارية، خصوصًا وأن معركة اليوم، لم تعد الخرق انّما المحافظة على المكاسب. ففي دراسة نشرت في مجلّة فوربس العالمية في شهر أكتوبر الفائت، اعتبر مراقبون أن تيك توك يجدر به الاستفادة من مسيرة التطبيقات الأخرى ويتعلّم منهم كيف يمكنه المحافظة على نجاحه الباهر عبر تقديم خدمات أخرى وفتح المجال أمام العلامات التجارية كي تجد نفسها فيه، والاّ سقط في فخين كبيرين، الملل وانتفاء وجود عامل الربح المادي للمستخدمين. فهل يجتاز هذا الامتحان ويصمد؟! ما علينا الّا أن ننتظر ونرى!