ألغت كلمة المستحيل من قاموسها، وجمعت بين كونها أول عداءة سعودية وبين كونها محاضرة في مجال الهندسة المعمارية، لتمثل بذلك كاريمان أبو الجدايل thekariman@ صورة متكاملة يتحد فيها الجسم والعقل لتحقيق الأسبقية والتميز، ولتتعرفي على تركيبة هذه المعادلة تابعي هذا الحوار الحصري لياسمينة…
الإرادة والعزيمة وإدارة الوقت هي مفتاح النجاح
بين العقل ودقتهِ والجسم وقدرةِ تحمله، كيف جمعت بين مجالك الأكاديمي وشغفك الرياضي؟
البداية تكمن في بناء العقلية الناجحة والنظرة الإيجابية إلى الحياة، فاستصعاب المرء الجمع بين مجالات صعبة يعني الشعور بالانهزامية والتردد، ويستحيل البداية بتلك النظرة الضعيفة، ولذلك ألغيت كلمة المستحيل من قاموسي، لكون الإرادة والعزيمة والقدرة على إدارة الوقت بذكاء وبدون تسويف هي مفتاح الصعود للقمة.
أي اللقبين يمثلك أكثر: المهندسة أم الرياضية والعداءة السعودية؟
كل واحدٍ من هذه الألقاب يمثل تاريخ ومجهود وتعب، لذلك سأقول إن الهندسة تمثل عقلي وتفكيري العملي، في حين أن لقبي كرياضية يترجم طموحي في التطور وبلوغ الهدف المنشود.
كانت بدايتك في عالم الرياضة عام 2016 في سباق ال 100 متر بالبرازيل، كيف كانت البداية وما المخاوف والتوقعات التي انتابتك حينها؟
بدايتي كانت بتشجيع من عائلتي بعد أن عرضت عليهم آمالي، وكبداية لم تكن توقعاتي للنتيجة تشغل بالي، بقدر انحسار اهتمامي على تقديم أفضل ما بوسعي، ومما لا شك فيه كان لدي مخاوف بسيطة من التعرض للإصابات أثناء مراحل التدريب والاستعداد، والتي قد تُعيق مشاركتي بحلم الأولمبياد، وعلى الرغم من نيلي المركز الأخير إلا أنه كان يكفيني وقتها توثيق اسمي كرياضية ضمن أوائل السعوديات في تاريخ الأولمبياد، وكلي فخر بأن اسمي سيخلد للمستقبل.
وعن الرياضيات السعوديات اللواتي حققن إنجازات بأسم الوطن تعرفي علىأبرار بخاري التي حصدت الميدالية البرونزية في لعبة التايكوندو
> الحصول على الشيء لأول مره له طعم مختلف
ما هي أهم إنجازاتك خلال الأعوام الأربع الماضية؟
بعد حصولي على درجتي البكالوريوس والماجستير في تخصص الهندسة المعمارية من جامعة نورث إستيرن بمدينة بوسطن الأمريكية، عدت للوطن والتحقت بالتدريس في جامعة الفيصل بالرياض لمدة عام، والتي تُعد من أجمل وأمتع التجارب التي خضتها في حياتي، ولكن اتجاهي نحو الرياضة جعلني أُؤجل بعض طموحاتي الأكاديمية، وأركز أكثر على التدريب والتمرين المستمر على رياضة التجديف المائي، التي نلتُ فيها الميدالية الذهبية في بطولة دول مجلس التعاون الخليجي المقامة بالكويت مؤخراً، وبذلك تمكنت من حصد لقب أول سعودية تنال المركز الأول في رياضة التجديف.
ما هو وقع حصولك على الجائزة الذهبية للتجذيف؟
دائماً ما يكون طعم الحصول على الشيء لأول مرة مميزاً، وذو نكهة مختلفة عن المرات المقبلة، لذلك لا يمكنني وصف مشاعر السعادة والاعتداد بهذه الذهبية التي حصدتها كأول امرأة تنال الميدالية الذهبية في رياضة التجديف، وبعون الله ستكون هذه بداية لي لحصد المزيد من الجوائز، والتمهيد لغيري من اللاعبات السعوديات للالتحاق بهذه الرياضة.
يتضح لنا من خلال حسابك على الانستجرام أنك متعددة الهوايات الرياضية، فأي الرياضات أقرب لك؟
منذ صغري ووالدتي الكاتبة ثريا الشهري تُعنى بتشجيعنا أنا وأخواتي على ممارسة الرياضات المختلفة وتثقيفنا بها، وكُنت أنوع بين الرياضات حسب الموسم فمارست رياضة التزلج بالشتاء، وكذلك الرياضات المائية بالصيف، إلا أن رياضة الجري كانت هي الأقرب لميولي وبدأت بها بشكل جدي عام 2012، وتوجتها بالمشاركة بالأولمبياد عام 2016.
وحديثا عن الهوايات والرياضات تعرفي على سعوديات في رياضات غير مسبوقة .
السعوديات قادمات !
خلال السنوات الأخيرة أثبتت المرأة السعودية نفسها في مجالات رياضية لا حصر لها، من خلال اطلاعك على الساحة ما الرياضات التي لم تقتحمها المرأة السعودية بعد؟
أعتقد أن المرأة السعودية لم توفر جهدها ولا حتى وقتها للمشاركة بشتى المجالات سواء الرياضية أو غيرها، فهي امرأة طموحة وشجاعة وقوية، ولكن بعض الظروف والقوانين الخاصة ببعض الألعاب الرياضية والتي تُحتم لباس معين للاعبات، قد تُغيب اسم الفتاة السعودية عنها، لكون لدينا اعتبارات دينية واجتماعية تمنعنا من الاشتراك بهذه الرياضات.
ما هي توقعاتك المستقبلية للمرأة السعودية في المجالات الرياضية وغيرها؟
المرأة السعودية في عهد إثبات دورها ومشاركتها الفعالة والمؤثرة في صنع تاريخ دولتها وأسرتها وكيانها، وإن كان الماضي يحمل في طياته قوانين قيدت حرية المرأة أو حرمتها من بعض حقوقها، فاليوم أصبحت تلك القوانين طي النسيان، ولكن لا بد لنا أن نعي أن هذه الحرية مغلفة بمسؤولية كبيرة على عاتق بنات الوطن، وأعتقد أن المستقبل يحمل الكثير للمرأة السعودية التي ستقتنص كل الفرص بذكاء، لذلك باختصار السعوديات قادمات!
ما الذي تخفينه في جعبتك من أحلام ومخططات للمستقبل؟
حالياً ينصب جُل تركيزي على إكمال دراستي للدكتوراه في مجال الهندسة المعمارية، ومواصلة تدريبي الرياضي للتجديف، وحصد المزيد من التقدم به، والحصول على جوائز مُشرفة للوطن، ومما لا شك فيه لا زالت الأحلام والطموحات تتبدل وتتطور كل يوم حسب تغير نظرتي للأمور.
وفي الختام تعد كاريمان أبو الجدايل واحدة من أهم السعوديات اللواتي برزت أسمائهن مؤخراً على الساحة الرياضية مثل المتسابقة ريما الجفالي .