بصوت ملائكي رنان أذهلت سوسن البهيتي أول أوبرالية سعودية ومدربة الصوت المعتمدة sawsanalbahiti@ الحاضرين في حفل لاسكالا بالرياض بأدائها للنشيد الوطني السعودي، في خطوة سباقة للمرأة السعودية في هذا الفن العريق، وحظيت ياسمينة بفرصة لقاء سوسن البهيتي فكان هذا الحوار الشيق…
الشهرة بدأت من افتتاح حفل لاسكالا
أين كنت قبل أن يشتهر أسمك كأول مغنية أوبرا سعودية، وماذا كنت تفعلين؟
قبل اتخاذ القرار بنقل مسيرتي العملية إلى غناء الأوبرا وتدريب الصوت، كنت أعمل في مجال دراستي الجامعية وهي الإعلام والتسويق، حيث كانت في تلك الفترة نشاطاتي الأوبرالية بسيطة، ولكن بعد أدائي السلام الملكي بطريقة أوبرالية في افتتاح حفل لاسكالا، وبعد الأصداء الإيجابية التي تلقيتها، قررت تقديم شيء متأصل في ثقافتنا بطريقة جديدة وفنية جميلة.
كيف كانت توجهاتك وطموحاتك الموسيقية قبل توجيه البروفيسور جون بيركنز لك لدخول مجال الغناء الأوبرالي؟
الصراحة كان الغناء وعزف الجيتار هواية أمارسها للترفيه عن نفسي والاستمتاع بوقتي، ولكن بعد أن قام بروفيسور الكورال جون بيركنز باكتشاف صوتي الأوبرالي، وجهني بكثير من التشجيع لخوض هذه التجربة، والتعلم والتدرب على يد الدكتورة إيميلي جود بيركنز فنانة الأوبرا ومدربة الصوت، التي كان لها الفضل أيضاً في تدريب صوتي وتعليمي أساسيات الأوبرا، ومنذ ذلك الوقت لمعت ببالي أفكار وطموحات كبيرة للاحتراف، وإن كان وقتها الطريق غير واضح مثل الان.
التدريبات الدقيقة
عند سماعنا لكلمة أوبرا يخطر ببالنا فوراً إيطاليا، ما أهمية اتقانك للغات مختلفة على أدائك الغنائي، وهل بالضرورة أن يرتبط الغناء باللغة؟
من الضروري عند غناء الأوبرا اتقان اللغة من ناحية اللفظ واللهجة بشكل سليم، ولكن ليس بالضروري اتقان التحدث بهذه اللغة، وكمغنية أوبرا لا بد لي أن أدرك معنى كلمات الأغنية التي أؤديها لأتمكن من إيصال إحساس ومشاعر الأغنية، ولهذا أستعين بوسائل الترجمة.
قبل خروجك على الملأ خضعت لتدريبات صوتيه كثيرة، ما مدى دقة وصعوبة هذه التدريبات؟
تدريبات غناء الأوبرا دقيقة جداً، يتم فيها كسر جميع العادات السابقة في الغناء العادي، أو الغير الأوبرالي، واستبدالها بطرق وأساليب الغناء الخاصة بالأوبرا، وذلك مثل حجم النفس وطريقة أخذه والتحكم به، وصوت مخارج الحروف المضخمة، واستخدام الرنين الأنفي بشكل كبير، والابتعاد عن المعتقدات الخاطئة عن أساليب غناء الأوبرا.
نعي تماماً أن الصوت الجميل هبة من الله لا يملكها الجميع وإن حصل على التدريب، ما السمات الأصلية بصوتك التي ميزتك لغناء الأوبرا؟
لله الحمد، بعد أن رشحني قائد الكورال لغناء الأوبرا شرح لي ميزات صوتي، وقال لي إن صوتي أثناء الحديث العادي عميق وسميك ويختلف عن صوتي أثناء غنائي لكونه يتسم بالحدة والسلاسة العالية والثبات، بالإضافة لامتلاكي لبنية عظم الوجه المتمثلة بعظام الخدين العريضين، التي تعمل كمكبر صوت وتمكنني من الغناء بصوت صداح ومميز كأوبرالية.
أنت حاصلة على درجة البكالوريوس في مجال الإعلام، هل عملت في مجال دراستك أم أن الفن والموسيقى سرقت وقتك وجذبت اهتماماتك؟
عملت في مجال الإعلام والتسويق لمدة 7 سنوات، ولم أجد فيها أي طعم أو سعادة، ولذلك اتخذت القرار بتغيير مسيرة عملي والتوجه نحو شغفي الأكبر بالموسيقى، فقدمت استقالتي من آخر شركة كنت أعمل لديها وبقيت بلا عمل لبضعة أشهر، حتى التحقت ببرنامج تأهيل مدربي الصوت، لأبدأ باستقبال المغنيين والهواة وتدريبهم، ومن ناحية أخرى كمغنية أوبرا بدأت بالبحث عن مدرب أو مدربة صوت متخصصة في الأوبرا من خارج المملكة، وقابلت العديد من المدربين عبر الاتصال المرئي، وتمكنت أخيراً من اختيار مدربتي وباشرنا بالتمارين فوراً، والان أنا متفرغة تماما كمدربة صوت وفنانة أوبرا.
عملها في مجال تدريب الأصوات
حقدم دورات تدريب صوت جماعية في استديوهات روائع في جدة @RawaeeStudios ستبدأ الدورة في اول فبراير، سارعوا بالتسجيل المقاعد محدودة. للاستفسار التواصل مع @RawaeeStudios pic.twitter.com/JhtykroopH
— Sawsan AlBahiti سوسن البهيتي (@SawsanAlbahiti) January 25, 2020
من خلال اطلاعنا وجدنا أنك مشرفة على دورات خاصة بالصوت بالتعاون مع أستوديوهات روائع بجدة، حدثينا عن هذه التجربة وعن اقبال الناس على تدريبات الصوت؟
كانت تجربة رائعة بالفعل وسعدت جداً بالإقبال الرائع من قبل السيدات والرجال الذين كانوا من داخل ومن خارج مدينة جدة، وكانت التدريبات جماعية تم تقسيمها لمجموعتين مكونة من 10 أشخاص تقريباً، وذلك لضمانة جودة التدريب، والتركيز على التدريبات المناسبة لاحتياجات كل متدرب في كل مجموعة، ونحن نعمل على دورات مستقبلية ستكون بمستوى أفضل وفائدة أكبر بعون الله.
من خلال ممارستك للتدريب ما المستقبل الذي تتوقعينه لشباب وفتيات المملكة في مجال الموسيقى والغناء؟
نشهد في واقعنا دعم رائع في المملكة، من خلال تخصيص هيئة للموسيقى، والإعلان عن تأسيس أكاديمية للموسيقى ودار أوبرا، وكذلك فتح باب البعثات الثقافية المعنية بمجالات الفنون والموسيقى، ولذلك هناك الكثير من الفرص الذهبية أمام كل الشغوفين والهواة بمجال الغناء والموسيقى لتحقيق نجاحات فنية داخل وخارج المملكة، وأعتقد أن المملكة ثرية بالمواهب الموسيقية، وبالشباب المبدع، وأنا متشوقة لليوم التي ستظهر فيه كل هذه الابداعات على الملأ.
ما هي طموحاتك وخططك الشخصية على المستوى القريب؟
أعمل حالياً على أغاني جديدة تجمع بين الأوبرا واللغة العربية، كما أعمل على عمل فني أوبرالي مسرحي كبير سيحيي فن الأوبرا رسمياً في المملكة، وأخيراً وحول الحديث عن مستقبل الموسيقى شاهدي لقائنا الحصري مع رئيسة هيئة الموسيقى جهاد الخالدي.
