حين نبحث في عرض عمل تلقّيناه نميل بمعظمنا الى الاهتمام فقط بالرقم الموجود في آخر العقد ونعتبر مل ما تبقّى تفاصيل. ولكن هذه هي التفاصيل المهمة التي يجب أن تعنينا، ففيها تكمن استمراريتنا أو قرارنا بالرحيل. فبماذا عليك أن تهتمي حين تتلقين عرض عمل؟ وفي السياق نفسه، هل تعرفين المفاوضة على عقد العمل؟
ماذا سيقدّم هذا العمل لسيرتي الذاتية؟
يجب أن تكون سيرتك الذاتية أولويتك المطلقة حين يتعلّق الأمر بالعمل. كلّ خطوة تقومين بها يجب أن تكون محسوبة ومخطط لها، ايّاك أن تغرقي بوظيفة لا تلائم الشخصية المهنية التي ترسمينها لنفسك، فخبرتك هي الأهمّ، ومهاراتك هي التي يجب أن تتحكّم بمسيرتك المهنية.
مع من أعمل؟
فريق العمل، كشخصيات ومهارات من النقاط المهمة التي يجب أن تسترعي اهتمامك حين يتعلّق الأمر بقبول الوظيفة أو رفضها. فمعهم ستمضين ساعات من وقتك، ومنهم من سيتحكّم بقراراتك المهنية ويعطيك الملاحظات. فهل ستتعلمين منهم؟ هل ستكتسبين من خبراتهم؟ هل هم في المواقع الصحيحة؟ هذا أمر بغاية الأهمية.
هل ساعات عملي، حقوقي وواجباتي واضحة؟
تخيّلي لو أنّ ساعات دوامك غير واضحة، وأنّ حقوقك وواجباتك غير واضحة أيضًا؟! لا تعرفين متى يجب أن تحضري الى المكتب ومتى يمكنك الرحيل. هل يمكنك العمل من المنزل أم لا ولا تعرفين ما هي حدود صلاحياتك ولا ما هي المهمات الموكلة اليك! فوضى عارمة، وأنت موضع للمساءلة الدائمة واللوم… هل هذا فعلاً ما تريدينه؟!
هل قيمنا الأخلاقية مشتركة؟
من المتوقّع أن تتعارض بعض القيم التي تربينا عليها في المنزل مع سوق العمل الواسع، ولكن هذا لا يعني أبداً القبول بمهنة تتنافى كليًا مع تربيتك، مضطرة لتويم ضميرك مغنيطيسيًا فيها! اهتمّي لحدّ أدنى من القيم المشتركة.
هل سأستطيع التوفيق بينه وبين حياتي الخاصة؟
سأقولها لك بكلّ صراحة، إنّ التوازن الكامل بين الحياة المهنية والحياة الشخصية أمر شبه مستحيل. ولكن ابحثي دائمًا عن الحب الأدنى. لا تقبلي بمهنة تسيطر على مفاصل حياتك الأخرى تبعدك عن عائلتك وتمنع عنك روتينك الرياضي اليومي وتخلفك مع أقرب الصديقات، مهما كان المعاش مغرياً! فلو امتلكت السلطة والمال ميف ستتصرفين مع الناس؟
