ليس بجديد أن نذكر أمامك عن العلاقة الجدليّة بين الحماة والكنّة، فهي قديمة قدم العلاقات الإنسانيّة، ولكن الغريب أن نواجه في أيّامنا هذه قصص تحكي عن أم زوج متسلّطة وزوجة مظلومة وزوج ضعيف، خنوع ولا رأي له! السيناريو ليس جديداً، ولكن الرسالة التي وصلت إلى مكاتب ياسمينة، جعلتنا نشعر بالحزن الكبير، وبالسعي لنشر محتوى مؤلمٍ ومزعج بحق إمرأة واجهت ما لا تستطيع أي إمرأة على مواجهته. فماذا قرأنا في مضمون الرسالة؟
" كنا زملاء في الجامعة، جمعتنا مقاعد الدراسة والحب لمدة أربع سنوات، بعد التخرّج تقدّم لخطبتي، ولا أبالغ إذا ما اعتبرت نفسيحينها أسعد النساء، فهو الشاب الذي اختاره قلبي، والذي كنت أتمنى منذ اللحظة الأولى أن أكون زوجةً له. خلال تحضيرات الزفاف، فاجأني بقوله أنّه لن يستطيع ترك والدته في المنزل بمفردها، نظراً لأنّ والده متوفّى، وأشقائه خارج البلاد. طلب مني أن نعيش معها في منزل واحد. رفضت في البداية وشعرت أنني بحاجة إلى مكان لا عزول فيه. ولكن بعدما فكرّت أننا ما نزال في بداية الطريق، وأنني بقبولي سأوفّر عليه تكاليف منزل جديد، قبلت! وليتني لم أفعل!
منذ اللحظة الأولى لدخولي منزل الزوجيّة شعرت أنني خادمة…نعم خادمة! لا بل شعرت أنّني سندريللا مع زوجة أب ظالمة، ولكن هذه المرّة البطلة هي حماتي، التي من المفترض أن تكون أماً لي، كما لابنها. حاولت في البداية أن أتقبّل شخصيّتها، ولكنني كنت أغرق نفسي أكثر في حياة لم أتمناها لأعدائي في يوم. صارت تشعر أنّها صاحبة الأمر الأوّل والأخير في منزلها، وأنا مجرّد ضيفة فيه لا أكثر. وكنت كلّما أعود من عملي، أجد معتزلة العمل المنزلي تماماً، ليقع كلّه على عاتقي.
جرّبت أكثر من مرّة أن ألفت نظر زوجي إلى الموضوع، إلا أنّ خيبة أملي كانت كبيرة، واكتشفت مع الأيّام أن استبداد الأم يسيطر تماماً على شخصيّة رجل ارتبطت به، ظهر أمامي ضعيفاً، خنوعاً، عاجزاً عن الدفاع عني. شعرت بأني خدعت، وأنّ سنوات الحب لم تكن سوى مهزلة، فأنا لم أتخيّل نفسي في يوم زوجة لهذا النوع من الرجال. بعد سبعة أشهر من الزواج والسكوت والتعب، عرفت أني حامل، واوّل كلمة تفوّهت بها أمام زوجي:" عليك بترك وظيفتك"، ليوافقها الأخير الرأي على الفور. لم أستطع الكلام أو الرد أو إبداء الري.
استمرا كلاهما في الحديث عن تركي للوظيفة، واستمر تفكيري بأنني غير قادرة على المضي معهما، أو تخيّل نفسي جليسة هذا المنزل مع طفل وحماة مستبدّة لا تترك مناسبة لأذيّتي وإزعاجي. ذهبت إلى منزل أهلي، وأخبرت والدي بالأمر، وبكل ما حصل معي في الأشهر السابقة، وكلّ ما عانيته، فترك الأمر لي، وأكّد لي أنّه داعمٌ لأأي قرار أنوي إتخاذه! شعرت حينها أنّ لا بدّ من الطلاق!
عدت إمرأة مطلّقة إلى منزل أهلي، وأنا في أشهر حملي الأولى، عدت حزينة من تجربة مرّة، ولكنني حرّة وسعيدة بأنني تخلّصت من طغيان إمرأة ظالمة، لست واثقة مما سأواجه لاحقاً، ولكنني واثقة من أنني لن أندم في يوم!!! "
هل تجدين أنّ صديقتنا محقّة في الطلاق؟ أم أنّها تسرّعت في هذا القرار؟!
إقرئي المزيد: الرجال أنواع! في ليلة زفافهما الأولى…هذا ما فعله معها!