موضة التصاميم المريحة تتفوق على الأناقة: إلى أي حد تغيّرت معايير الموضة الحالية؟

صيحات موضة مريحة

صيحات موضة مريحة

مما لا شكّ فيه أنّ موضة التصاميم المريحة تفوّقت على الأناقة في الآونة الأخيرة، وعالم الموضة أصبح أكثر تطوراً بمراحل عن قبل، ومنذ اجتياح فايروس كورونا حتّى اليوم، تضاعف الإدراك بالعودة إلى الطبيعة، والاهتمام بالصحة، وبالتالي العيش بحرية أكبر، وتقدير الجمال، وتباعاً كان البحث عن الراحة هو الأولوية، والأمر طال كل شيء في الحياة، بما في عالم الموضة والأزياء.

ias

نلاحظ أنه أصبح هناك توجها عالميا واضحا ومباشرا في السعي نحو إحساس المرأة بالحرية والمرونة، وبالتالي أصبحنا نجد تصاميم مختلفة تتعلق بفكرة الستايل العملي والكاجوال المريح كي تشعر النساء بالأناقة والراحة في الوقت نفسه، وفي أوقات أخرى تخطى الأمر فكرة الأناقة ليعطي الأولوية كلها للشعور بالراحة.

الرغبة في الشعور بالراحة يفسّر عودة موضة التسعينيات بقوّة هذا العام

نعرف جميعاً كيف أصبحت موضة فترة التسعينيات رائجة بقوّة هذا العالم، والتي تعتمد في طبيعتها على البناطيل الواسعة مثل الـ Mom Jeans والـ Wide Leg والتيشرت الواسع مع الأكمام ثلاثة أرباع المنسدلة، والتنانير الطويلة مع الكشكش، وأحذية الـ Flip Flop، حيث تشترك جميع هذه القطع بأمر أساسي، وهو أنها “مريحة”. وقد سبق وأشرنا إلى أنّ موضة التسعينيات عادت في لوكات النجمات.

ولهذا أصبحت هذه الموديلات تناسب الفكر الحالي للفتيات بشكل عام، ناهيكِ عن فتيات جيل Z اللواتي يركزن على شعورهن بالثقة بالنفس، والتي يكون أحد منابعها هو الشعور بالراحة فيما يرتدينه من تصاميم، ولهذا سيكون من الصعب عليهن اعتماد موديل غير مريح فقط لأناقته، على عكس الأجيال السابقة. ومما لا شكّ فيه كما ذكرنا سابقا أنّ الجيل زد أو Gen Z غيّر مفهوم الموضة بالكامل وعن التأثيرات السلبية والإيجابية.

دور الأزياء العالمية تنتج المزيد من القطع المريحة من أجل إطلالة أكثر مرونة وإحساس المرأة بالحرية

أكبر دور الأزياء العالمية توضح اتجاهات الموضة للسنوات والتي برزت معها فكرة الراحة بشكل أولي، ونعرض لكِ ما يثبت صحة هذا الأمر من تصاميم بيوت الازياء العالمية في الفترة الماضية.

مجموعة CHANEL Cruise وأحذية الـ Flip Flop والموديلات الكتان والقطن

بالعودة لعدّة أشهر للوراء، تحديداً في شهر مايو، قدّمت دار الأزياء الفرنسية CHANEL عرضها الخاص بمجموعة أزياء كروز 2024، والتي ركزت في المقام الأول على شعور المرأة بالراحة والحرية، حيث اختارت تصاميم باللون الأبيض، مصنوعة من القطن والكتان، بقصّات واسعة ومنسدلة، وكانت أحذية Flip Flop هي الأكسسوار الأبرز للمجموعة، بجانب إكسسوارات اللؤلؤ الأبيض الذي تشتهر به الدار.

مجموعة هيرميس الرجالية لصيف 2025

الأمر لا يقتصر على التصاميم الخاصة بالمرأة، بل الرجال أيضا، ومختلف الفئات العمرية، مثلما نشاهد مجموعة هيرميس Hermès الجديدة لصيف 2025 شاهدناها فيها اختيار البناطيل القماشية الفضفاضة مع الكسرات، والقمصان الواسعة المنسدل، مع أحزمة الخصر من الجلد لستايل يذكرنا بفترة أوائل التسعينيات. وهنا نشير إلى حقيبة بيركن من Hermès وهوس النجمات بها.

وحتى جاءت القصّة الواسعة مع الموديلات الخاصة بالبدل، وتنسيقها مع قمصان واسعة كذلك، علاوة على اختيار الصنادل المفتوحة مع الشورت والقمصان الكات.

السعي نحو الاستدامة جنباً إلى جنب مع التصاميم المريحة بتصاميم غابريلا هيرست Gabriela Hearst

أصبح هناك وعي أكبر بتحقيق أسلوب الاستدامة في عالم الموضة، حيث تسعى دور الأزياء المختلفة إلى اعتماد تصاميم من خامات قابلة للتحلل، ومراعاة هدر المواد أثناء الصناعة.

وينعكس ذلك في اختيار موديلات مختلفة الكتان والكروشيه والقطن العضوي القابل للتحلل، وهي كلها أقمشة يمكن معها اعتماد تصاميم واسعة ومريحة. ونذكر هنا بالموضة المستدامة في الشرق الأوسط وكيف تفكر العلامات التجارية بطريقة إبداعيّة.

وقد تكون مصممة الأزياء غابريلا هيرست Gabriela Hearst من أبرز المصممات اللواتي يعرفن جيداً تحقيق هذه المعادلة، حيث تتميز تصاميمها عادة بالراحة والمرونة، وتسعى إلى تحقيق مبدأ الاستدامة في صناعاتها.

على سبيل المثال مجموعة ربيع وصيف 2024، التي شاهدنا فيها تركيزها على الفساتين العبايات، ربما نأخذ منهم هذا التصميم المُلون المُستوحى من رسومات غابريللا، اعتمدت فيه على خامات مثل الكتان والكروشيه، بينما اختارت تصاميم لصنادل مفتوحة مريحة وعملية، ومصنوعة كذلك من نعل قابل لتحلل، مغطى باللون الكريمي الأبيض، مع حزام مزدوج من قماش نابا.

التركيز على الحقائب والأحذية المريحة بالمقام الأول

أصبح هناك موديلات مختلفة لم تكن موجودة على الساحة منذ فترة، لتعود لتصبح هي الأكثر رواجاً، إذ تحاول دور الازياء تلبية احتياجات الفتيات التي تركز على الراحة بالمقام الأول، ولهذا وجدنا حقائب Miu Miu المصنوعة من الكروشيه مثلا، أو حقائب الخوص الصيفية كبيرة الحجم من علامة LOEWE، أو حقائب الكروشيه الكبيرة من سان لوران.

وبخصوص الأحذية فقد ظهرت لنا موضة أحذية الباليرينا كمثال، والتي ربما آخر مرة شاهدناها فيها كانت في أوائل الألفية، وكذلك السنيكرز العملي حتى مع الأزياء الرسمية، إذ أصبحنا نشاهد حتى الملكات والأميرات يعتمدن بدل كلاسيكية مع سنيكرز كاجوال عملي من أجل مبدأ الراحة.

الإطلالات الكاجوال حتى في المناسبات الكبيرة واللقاءات المُصوّرة

لم يعد يتطلب الأمر الظهور بتصاميم وفساتين سواريه فاخرة في المناسبات الكبيرة، بل أصبح بإمكان النجمات والمشاهير حضور مناسبات السجادة وهن يعتمدن تصاميم كاجوال مريحة، والأمر كذلك فيما يخص الظهور في البرامج الحوارية، من أجل الشعور بالراحة والإحساس بالحرية.

ونختم مع صيحة تعد أيضا مريحة، وهي البلايزر الصيفي القطعة الأساسية في خزانتك لهذا الموسم.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية