القصّة الكاملة للمايوه: كان ثوب السباحة يشبه العباءة، وهذه هي مصممة الأزياء التي غيّرت كل المفاهيم!

القصة الكاملة للمايوه

القصة الكاملة للمايوه

في تفاصيل تعرفينها حتما للمرة الأولى، نكشف لك الستار عن القصّة الكاملة للمايوه أو أزياء السباحة التي اجتازت رحلة طويلة كي تصل إلينا بهذا الشكل أو المفهوم الحالي!

ias

تصميم اليوم لم يكن كذلك على الإطلاق، وياسمينة تغوص اليوم في تاريخ زي السباحة، وتأتي إليك بأخبار ومعلومات لم تكن على البال.

عالم ما قبل ملابس السباحة

لم تكن فكرة ملابس السباحة حتى نهاية القرن الثامن عشر، حيث كان الناس يستحمون بملابسهم الداخلية أو عراة، فلم يكن لديهم فكرة عن وجود حاجة لقطعة ملابس مخصصة للسباحة. وكانت هناك بعض الأماكن التي تضع قوانين خاصة لها، على سبيل المثال شركة باث Bathing Corporation Of Southampton في نيويورك التي نصت على ملابس استحمام رسمية للرجال تشمل زوج من السراويل وصدرية، وللنساء ضرورة ارتداء زي محتشم لائق على أجسادهن.

صورة مايوهات قديمة والاحتشام سيد الموقف
صورة مايوهات قديمة والاحتشام سيد الموقف

تطور تدريجي لملابس السباحة في القرن التاسع عشر

تم حظر الممارسة الإنجليزية المتمثلة في سباحة الرجال عراة في المملكة المتحدة في عام 1860، وقد بدأ استخدام السراويل القصيرة، أو الكاليسون كما كانت تسمى، وفي ستينيات القرن التاسع عشر، وكأي ممارسة أو قانون جديد احتج البعض وأرادوا البقاء عراة، ووصف فرانسيس كيلفرت أحد الكتاب الإنجليز بدلات السباحة الرجالية التي دخلت حيز الاستخدام في سبعينيات القرن التاسع عشر بأنها “زوج من السراويل القصيرة جدًا المخططة باللونين الأحمر والأبيض”.

في النصف الأول من القرن التاسع عشر، أصبح الجزء العلوي بطول الركبة، بينما تم إضافة قطعة بطول الكاحل لتكون بمثابة الجزء السفلي، وبحلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر، في فرنسا، بدأت الأكمام تختفي، وأصبح الجزء السفلي أقصر ليصل إلى الركبتين فقط، وأصبح الجزء العلوي بطول الورك وأصبح كلاهما أكثر ملاءمة للشكل.

وأوضحت الكاتبة والمؤرخة عن الملابس بينيلوب بيرد إلى أن وصف كيلفرت قد لا يكون دقيقاً لأنه يصف زياً مكونًا من قطعتين، وليس قطعة واحدة أو ثوبًا كما يصفه معظم الناس ويتم تصويره في المطبوعات المعاصرة.

ثوب سباحة يشبه العباءات الفضفاضة بطول الكاحل!

وبالنسبة للنساء، فقد اعتمدن على ثوب سباحة يشبه العباءات الفضفاضة بطول الكاحل، وأكمام طويلة مصنوعة من الصوف، بحيث لا تهدد التواضع والحشمة، ولا تصبح شفافة عند البلل، مع أوزان مخيطة عند الأطراف حتى لا ترتفع في الماء.

السياحة تساعد في تطور ملابس السباحة في القرن العشرين وحضور آلات الاستحمام!

تطورت وسيلة مواصلات السكك الحديدية في هذا الوقت، مما جعل الإقبال على السفر أكثر سهولة، ولهذا كان هناك حاجة لوجود ملابس خاصة بالسباحة آنذاك، خاصة مع الطبقة العليا التي يستحيل عليها الاستحمام بدون ملابس أمام العامة، ولهذا ارتدت النساء فساتين صوفية على الشاطئ مصنوعة من قماش يصل طوله إلى 9 ياردات (8.2 م).

ومن الأمور المثيرة للاهتمام، هي وجود آلالات خاصة للاستحمام، فهي بمثابة غرفة يمكن للناس فيها تغيير ملابسهم العادية وارتداء ملابس السباحة الخاصة بهم، ويدخل الناس إلى آلة الاستحمام، ويغيروا ملابسهم هناك، ثم يذهبوا للمحيط، وكان يتم نقل الآلات على طول القضبان بمساعدة الخيول.

الألعاب الأولمبية تساهم في ظهور شكل أكثر عصرية لملابس السباحة

مازلنا في القرن العشرين، تحديداً عند إطلاق الألعاب الأولمبية، حيث أصبحت السباحة رياضة رسمية، إذ يبدو وكأن ملابس السباحة الكبيرة مع أقمشة الصوف الثقيلة كانت عائقاً أمام الدخول في المسابقات. وفي عام 1912 فاجأت السباحات الجمهور بملابس سباحة كاشفة يظهر فيها أذرعهن وأرجلهن، حيث تم السماح للنساء لأول مرة بالمشاركة.

العصرية في المايوه مع مرور الوقت
العصرية في المايوه مع مرور الوقت

أول سبّاحة ترتدي ملابس سباحة نسائية

يمكن أن يُنسب الفضل إلى السباحة الإسترالية أنيت كيليرمان في تغيير المواقف الاجتماعية نحو قبول مشاركة المرأة في السباحة والبدء في تحديث ملابس السباحة النسائية، وأُطلق عليها لقب “حورية البحر الأسترالية” بسبب قدراتها في السباحة.

في عام 1905، تمت دعوة آنيت كيليرمان لأداء عرض أمام العائلة المالكة البريطانية، ولكن تم حظر ملابس السباحة التي ترتديها لأنها كانت ضيقة وتكشف النصف السفلي من ساقيها، ورفضت كيليرمان التنافس بملابس غير مريحة وغير مناسبة تلبي معايير احتشامها، لذا قامت بدلاً من ذلك بخياطة جوارب سوداء على ملابس السباحة الخاصة بها، وواجهت كيليرمان مشكلة مرة أخرى عندما تنافست في بوسطن، إذ تم اعتبار ملابس السباحة الخاصة بها غير لائقة، ومع ذلك، تم نقض هذا لصالحها حيث وافق القاضي على أن ملابس السباحة الثقيلة وغير المناسبة كانت ملابس غير عملية للسباحة.

وتم نشر هذه الحادثة على نطاق واسع في وسائل الإعلام، وبينما كان من الممكن أن يكون لتصرف كيلرمان تأثير تحريري على ملابس السباحة النسائية، إلا أنه أدى لسوء الحظ إلى حملة ضد الاحتشام الأنثوي في بعض أنحاء العالم، حيث تعمل الشرطة على فرض سياسات صارمة بشأن سلوك الملابس.

الاعتراف بوجود قطعة تُسمى “ملابس سباحة”

في العقد الأول من القرن العشرين، كانت شركة جانتزن، المعروفة في الأصل باسم شركة بورتلاند للحياكة، هي الشركة الرائدة في إنتاج ملابس السباحة، بإنتاج ثوب ذو أكمام قصيرة أو قمصا على شكل سترة ذات أرجل طويلة وتسميتها لملابس سباحة، حيث كان الأمر حتى عام 1921 عبارة عن إنتاج ثوب مريح قد يناسب ارتدائها ف المحيط.

المايوه ازداد اهمية بفضل رياضة السباحة
المايوه ازداد اهمية بفضل رياضة السباحة

ظهور المايوه الأكثر أناقة يخص الطبقة الثرية فقط

وبعد الحرب العالمية الأولى، بدأت اتجاهات ملابس السباحة النسائية تختلف عبر القارات، في أمريكا وأوروبا، ارتدت النساء ملابس السباحة المحبوكة التي حلت محل بدلة السباحة التقليدية، ولكن كانت هناك تعديلات طفيفة حسب المكان الذي تعيش فيه.

ففي أمريكا، فضلت النساء المظهر العملي والرياضي بينما اختارت النساء الأوروبيات ملابس السباحة الأكثر أناقة والتي تقترب من شكل الجسم، كان الاختلاف الرئيسي الآخر بين اتجاهي الموضة هو أن أزياء ملابس السباحة النسائية كانت في متناول طبقة متوسطة كبيرة جدًا في أمريكا، بينما في أوروبا كانت هناك تقسيمات طبقية واضحة بشأن ما يمكن أو لا تستطيع النساء شراءه مقابل ارتدائه على الشاطئ، إذ يمكن للمرأة الثرية أن تميز نفسها عن طريق ارتداء بدلة سباحة حريرية بدلاً من بدلة محبوكة.

صورة عن مراحل تطور المايوه
صورة عن مراحل تطور المايوه

مشاكل أوليّة في ملابس السباحة الأنيقة

ورغم التطور التدريجي الذي شهده المايوه، إلا أنه كان لا يزال يعاني من جوانب غير عملية، إذ تميل ملابس السباحة المحبوكة إلى أن تصبح غير أنيقة عندما تكون مبللة، حيث يمتص القماش كمية كبيرة من الماء مما يؤدي إلى استطالة ثوب السباحة وترهله، وغالبًا ما كانت هذه القضايا تهدد تواضع ملابس السباحة النسائية التي كانت تتعلق بمجتمع ما بين الحربين.

السباحة تتحول إلى موضة عصرية على يد كوكو شانيل

وخلال هذه الفترة، بدأت ملابس السباحة تظهر في المجلات كملابس عصرية، حيث تحول مصممو الأزياء إلى صناعة ملابس السباحة، وابتكرت كوكو شانيل ملابس سباحة من قطعة واحدة، منسوجة من قماش بوكل، كان من الممكن أن تكون مناسبة للجنسين تقريبًا، أدى دخول شانيل إلى عالم ملابس السباحة إلى تحويلها إلى موضة عصرية. وبالحديث عن كوكو شانيل، ندعوك لقراءة موضوع عن معاناة المصممين الشخصية التي أنتجت أجمل اتجاهات الموضة.

ثلاثينات القرن العشرين وظهور براءة اختراع ملابس سباحة بدون ظهر

أفسحت الثلاثينيات الطريق لحركة الصحة واللياقة البدنية للمرأة، وللحفاظ على قوامهن، تم تشجيع النساء على المشاركة في التمارين الرياضية، وكانت السباحة إحدى هذه التمارين، والتي أتاحت أيضًا للنساء فرصة تجربة التسمير، وفي نهاية العشرينيات من القرن الماضي، لم تعد البشرة المسمرة علامة على الطبقة العاملة، ولكنها أصبحت بدلاً من ذلك عصرية وتخبرنا أن الشخص يقضي إجازته على الشاطئ، وبالتالي فهو ثريًا.

وفي عام 1932، حصلت إلسا سكياباريلى على براءة اختراع لملابس سباحة بدون ظهر مع حمالة صدر مدمجة لغرض وحيد هو تجنب ظهور خطوط السمرة من أحزمة ملابس السباحة أثناء حمامات الشمس.

وأصبحت تحتوي ملابس السباحة على أشرطة رفيعة تسمح للنساء بالتقاط أشعة الشمس على أكتافهن.

المايوه تنتجه أشهر الماركات العالمية وظهور ملابس السباحة “البكيني”

واستمر المصممون في تجربة ملابس السباحة طوال النصف الثاني من القرن العشرين، وبدأ كل من إيمانويل أنغارو، وأندريه كوريجيس، وجورجيو أرماني، وأوسكار دي لا رنتا، وكالفن كلاين في بيع ملابس السباحة الجاهزة في الستينيات.

في الأربعينيات قدّم المهندس الفرنسي لويس ريارد المايوه البكيني، حيث كان يتنافس مع أحد أصدقائه لصناعة أصغر لباس سباحة في العالم، وعرضته العارضة والراقصة الفرنسية ميشلين برنارديني في 1946، وسماه بكيني نسبة إلى جزيرة بيكيني التي جرى فيها تجربة نووية.

وقد أعجبت النساء الفرنسيات بالتصميم، لكن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وبعض وسائل الاعلام وفئات المجتمع عارضته واعتبرته فاضح وغير لائق، وأضيف كفقرة في مسابقة ملكة جمال العالم في عام 1951، ثم تم منعه من المسابقة لاحقاً.

قطعة البيكيني اليوم
قطعة البيكيني اليوم

وأثارت الممثلة بريجيت باردو اثارت الاهتمام بالبكيني مرة أخرى بعد أن عملت جلسة تصوير على الشاطئ وهي تلبسه أثناء مهرجان كان السينمائي في عام 1953، وممثلات أخريات مثل كريتا هيوارث وآفا غاردنر إذ أثارت كل منهما اهتمام الصحافة بالبكيني بعد جلسات تصوير وهن يلبسنه في بدايات الستينات. وظهور التصميم على غلاف المجلات.

المايوه اليوم!

أصبحت ملابس السباحة في القرن الـ 21 أكثر تطوراً مع وجود خامات متنوعة تتيح للنساء حرية أكثر في الاختيار، كما أصبحت العلامات التجارية أكثر شمولاً للمقاسات النسائية، مع التركيز على المظهر والجودة معاً، كما ظهرت فكرة البوركيني وهي ملابس سباحة أكثر احتشاماً تناسب أكثر المرأة المحجبة، كي تمنحها ممارسة السباحة مع الحفاظ على احتشامها وأناقتها أيضاً.

ولهذا يمكن القول أن القرن الحادي والعشرون هو العصر الذي تصبح فيه ملابس السباحة النسائية شاملة للجميع.

ونختم مع لقاء ياسمينة مع المصممة هادية غالب بعد عرض مجموعة ملابس السباحة في جدة

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية