"ياسمينة" تُحاور المصممة المصرية بسنت بدران: الفساتين استثمار حقيقي وسعيدة بإطلاق مجموعتي في أسبوع الموضة بباريس

مصممة الأزياء بسنت بدران

مصممة الأزياء بسنت بدران

تعتبر بسنت بدران واحدة من أبرز مصممي الأزياء في مصر، حيث تميزت بتصاميمها الأنيقة والمبتكرة التي تجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسات العصرية الجريئة، ومن خلال قصّات غير تقليدية واستخدامها للألوان الزاهية، استطاعت بسنت أن تخلق لنفسها مكانة راسخة في عالم الموضة، وأصبحت تصاميمها المفضلة لدى العديد من النجمات.

ias

وعلى مدار السنوات الماضية، شاهدنا العديد من إطلالات المشاهير على السجادة الحمراء بتوقيعها، مثل ياسمين رئيس ويسرا ونور اللبنانية ومريم الخشت وداليا شوقي، ما يثبت تميزها في عالم الأزياء.

في هذا الحوار الحصري مع “ياسمينة”، تفتح بسنت بدران قلبها وتكشف لنا عن جوانب من حياتها المهنية والشخصية، كما تحدثنا عن التحديات التي واجهتها في مسيرتها، وكيف استطاعت التغلب عليها لتصل إلى النجاح الذي حققته، علاوة على ذلك، تقدم لنا بعض النصائح القيمة للفتيات لاختيار فساتين السواريه المثالية، لتظهر كل منهن بأفضل إطلالة في المناسبات الخاصة.

متى اكتشتفت شغفكِ بعالم التصميم والأزياء؟

منذ أن كنت في المدرسة، كنت على يقين أن تصميم الأزياء هو ما أرغب في التخصص به. كانت والدتي لها تأثير كبير عليّ، فقد ورثتُ منها موهبة التصميم رغم أنها لم تعمل بها بشكل احترافي، على عكسي.

وأول فستان صممته كان لحفل تخرج دفعة أكبر مني، وكان هذا الفستان بمثابة نقطة تحول بالنسبة لي، فلقد منحني الثقة الكافية لأتأكد أن هذا هو المجال الذي أريد أن أكمل فيه مسيرتي، خصوصاً بعد أن نالت تصاميمي إعجاب الكثيرين.

ماذا عن دراسة تصميم الأزياء؟

درست تصميم الأزياء، بالإضافة إلى دراستي في الجامعة الألمانية حيث تخصصت في مجال ريادة الأعمال، وكان لدي مسار مشترك مع تخصص لتصميم الأزياء في مدرسة مخصصة لذلك.

في ذلك الوقت، كانت هناك شراكة مع مدرسة في ميلانو بالمؤسسة التي أدرس فيها، وبعد أن أنهيت دراستي في الجامعة، أكملت دراستي في ميلانو، ثم ذهبت إلى لندن للتعلم، ثم عدت مرة أخرى إلى ميلانو للحصول على المزيد من الخبرات والمهارات التي كنت أرغب في تعلمها عن مجال التصميم.

أخبرينا عن أحلامكِ القادمة وماذا تطمحين لتتفيذه في عالم الموضة ومشاركتكِ في أسبوع الموضة بباريس؟

لقد قضيت سنتين في حضور أسبوع الموضة في باريس بهدف دراسة المجال وتوسيع نطاق أعمالي على مستوى عالمي، وخلال هذه الفترة، كنت أركز على دراسة الموضوع بشكل دقيق جدًا لضمان أن يكون الوقت مناسبًا لإطلاق مجموعتي في أحد أهم أسابيع الموضة العالمية.
وبالفعل قمت بإطلاق مجموعتي ROSALÌA collection في أسبوع الموضة في باريس ركزت فيها على تصميمات الورود والألوان الجريئة.

هل من الممكن أن تخبري النساء عن سر من أسرارك من أجل النجاح والمثابرة، وكيف توفقين بين حياتكِ المهنية وحياتكِ الأسرية؟

ليس هناك سر معين سوى حبي لما أفعله، فمهما كان الضغط أو الأيام الصعبة، الشيء الذي يدفعني للاستمرار هو أنني لا أستطيع التوقف عن القيام بما أحب، فهذا هو الدافع الحقيقي، حيث لدي أحلام كبيرة أريد تحقيقها، ولم أحقق حتى ربعها بعد.

لذلك، أقول دائمًا لنفسي أنه يمكنني تحقيق ذلك، حتى وإن استغرق الأمر وقتًا أطول، فهذا ليس مشكلة بالنسبة لي، فأنا مدركة تمامًا للأمر، وبالنسبة لي، الأهم هو دراسة الموضوع جيدًا، والتمهل في اتخاذ خطوات ثابتة حتى أحقق هدفي.

أما عن التوفيق بين العمل والأسرة، فكل شيء له ثمن، فأنا أحاول دائمًا إيجاد توازن، لأنني لا أريد التفريط في شيء من الأشياء المهمة في حياتي، مثل عائلتي، وإذا حدث أي خلل في جانب من حياتي، ستتأثر باقي الجوانب أيضًا، لذلك، أحرص على تحديد الوقت الذي يجب أن أكون فيه سريعة وأضغط على نفسي، وأيضًا الوقت الذي يجب أن أخصصه لعائلتي دون أن أضحي بهم.

حتى لو اضطررتُ إلى التضحية بشيء ما من أجل شيء آخر، فكل شيء له وقته، وهذه ليست مسألة نتعلمها بين ليلة وضحاها، فأنا أعمل في هذه المهنة منذ 10 سنوات، وابني الآن في التاسعة من عمره، لذا لم أصل إلى هذا التوازن بسهولة على الإطلاق.

في النهاية، التوفيق بين العمل والحياة الشخصية كان تحديًا كبيرًا، ويتطلب مني دائمًا أن أكون مرنة وأعيد تقييم أولوياتي باستمرار.

ماذا يجب على المرأة أن تفعله عند التفكير في اختيار تصميم فستان؟ وما هي الأمور التي تنصحيها بها؟

من المهم جدًا أن تفهم المرأة أن الفستان الذي يظهر جميلًا على عارضة أزياء أو فنانة قد لا يكون مناسبًا بالضرورة لجسمها، لأن كل جسم له خصائصه الخاصة.

الكثير من الفتيات يعتقدن أن الموديل أو التصميم هو الأهم، إنما الشيء الأكثر أهمية هو اختيار ما يتناسب مع شكل الجسم، والمشكلة تكمن في أن الكثيرات منهن لا يستطعن تصوّر كيف سيكون الفستان على أجسامهن في الواقع، مما يؤدي إلى خيبة أملهن عند ارتداء نفس الفستان.

ما أفعله هو أنني أدرس شكل جسم العميلة وأحدد ما يناسبه بشكل جيد، وأركز على إخفاء العيوب وإظهار المميزات بطريقة تعزز من جمال الفستان، والأهم أن تختار الفتاة مصمم أزياء تشعر بالثقة في اختياره وتكون واثقة في ذوقه، وبالنسبة لي فأنا أحاول المساعدة في اختيار الأنسب لهن ليظهرن بأفضل صورة ممكنة.

كيف تتعاملين مع الفتيات اللواتي يصمّمن على اعتماد موديلات من تصميمكِ لكنها لا تناسب شكل أجسامهن ما الذي تفعله بسنت بدران في هذه الحالة؟

غالبًا ما تأتي الفتيات إليّ وهن غير متأكدات تمامًا ممّا يناسبهن، لذلك غالبًا ما يسألنني عن رأيي، والثقة التي يضعونها في رأيي تأتي من حقيقة أنني لست فقط مصممة أزياء، بل أيضًا مستشارة أزياء Fashion Consultant يمكنها فهم تفاصيل الأجسام المختلفة، ولهذا أقوم دائماً بتقديم نصيحتي حتى في موديلات الأزياء الجاهزة وأحيانًا أقوم بتعديل الفساتين التي سبق وصممتها لجعلها أكثر ملاءمة لهن.

فإذا كانت الفتاة تحب فستانًا معينًا ولكنه لا يناسب جسمها، فأنا أستطيع أن أقدم حلولًا لتعديل الفستان بما يتناسب مع قوامها، والأمر الأساسي بالنسبة لي هو أن يكون الفستان مناسبًا تمامًا لجسم الفتاة.

نجد في بعض الأحيان تقليد من مصممين أزياء محليين لبعض تصاميم المصممين العالميين، وترتديها النجمات ويُكتب اسم المصمم المحلي عليها، في رأيك هل هذا مجرد تخاطر أفكار أم تقليد متعمّد؟

هناك فرق كبير بين أن نستلهم أفكارًا أو ذوقًا من تصميم ما، وبين أن نقوم بتقليده.

الاستلهام أو أخذ الأفكار من تصاميم أخرى يعزز قدرتك على توسيع رؤيتك وإبداعك، مما يتيح لك تجربة أشياء جديدة، ولكن تقليد التصميم بالكامل هو شيء غير مقبول بالنسبة لي، فعندما تقوم بنقل تصميم آخر كما هو وتضع عليه اسمك، أرى أن هذا أمر مخجل ولا يمكن أن يُعتبر عملًا من قبل مصمم حقيقي.

بالإضافة إلى أن الناس أصبحت أكثر وعيًا الآن، ولا يمكنهم أن يُخدعوا بسهولة، لذلك، مثل هذه الممارسات تُعتبر مؤذية جدًا للمصممين، وهي خطوة غير ذكية على الإطلاق، فمصمم الأزياء يجب أن يكون أصيلًا ويُظهر إبداعه الخاص بدلاً من تقليد الآخرين.

أخبرينا عن موضة الفساتين السواريه لمجموعة خريف وشتاء 2024-2025؟

أنا دائمًا لا أحب أن أركز على ما هي الموضة، خاصة في عالم الهوت كوتور والفساتين السواريه، ما يهمني أكثر هو أن يكون الفستان مناسبًا للشخص الذي سيرتديه، فالفستان يجب أن يضيف شيئًا مميزًا لصاحبته ويظهر جمالها بشكل طبيعي، بدلاً من مجرد اتباع صيحات الموضة.

لذلك، لا أحب أن أتمسك بالموضة فقط لأنني لا أرغب في تقديم شيء قد لا يكون مناسبًا أو مرغوبًا بعد فترة.

لكن بالطبع، يمكنني أن أستلهم من بعض الأشياء مثل الأزهار أو الألوان التي يمكن أن تكون جزءًا من تصميماتي الحالية، مثل مجموعتي الأخيرة التي يوجد بها بعض تطريزات الورود.

ولكن ما يميز تصاميمي هو أنني لا أركز فقط على ما هو رائج الآن، بل على ما سيظل صالحًا وجميلًا على مر الزمن، فحتى إذا مرت الموضة، فإن الفساتين التي أبتكرها تظل خالدة وتصلح في أي وقت بمعنى أدق موديلات Timeless.

بالنسبة لي، الفستان هو استثمار في الأناقة والجمال، ولذلك أحرص أن يكون مناسبًا لكل زمان ومكان، حتى لو ارتدته المرأة بعد عشر سنوات، فسيظل أنيقًا ومناسبًا في كل وقت.

ما هي الأفكار أو الموديلات التي تحضرين لها في هذه الفترة؟

أعمل حاليًا على مجموعتي الجديدة للسنة القادمة، وفي هذه المرحلة، أنا في عملية بناء الـ Mood Board حيث أبدأ بتحديد الألوان والأشكال والأفكار التي أرغب في تجربتها.

أعمل أيضًا على تحديد الـ theme أو الفكرة الرئيسية التي سأبني عليها المجموعة، بالإضافة إلى مصدر الإلهام الأساسي.

بعد ذلك، أبدأ بتجربة بعض الأقمشة والنماذج، ثم أقوم بتعديلها وإلغاء بعضها إلى أن أحقق النتيجة التي أطمح إليها، بحيث تكون مختلفة وجديدة تمامًا عمّا قدمته في السابق، لذا فنحن في بداية العملية الآن، وإن شاء الله سنتمكن من إطلاق المجموعة في العام الجديد.

في الختام، قد يعجبكِ متابعة لحظات وداع خولة: رشا بلال تروي لـ”ياسمينة” التحديات النفسية لتجسيد مشهد الموت في “العميل”.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية