في خطوة لتطلع قرّاءها على آخر أخبار الموضة والمشاهير والجمال التي يقف وراءها رجالا مبدعين، تطلق ياسمينة للمرّة الأولى مجموعة من الحوارات مع مشاهير رجال تحت عنوان "سوالف آدم"، ويسرّها أن تفتتحها بمقابلة مع منسّق موضة المشاهير سيدريك حدّاد، الذي نرى إبداعاته في أجمل إطلالات سيرين عبد النور، وغيرها من النجمات.
سيدريك حدّاد له بصمات سحريّة على إضفاء تحوّلات مذهلة على إطلالات السيّدات، فهو يبرع في جعلها مميّزة إلى أقصى حدّ. إنّه يعرف تمامًا ما يناسب كلّ امرأة، ويشتهر بذوقه الرفيع، ولذا يرتبط اسمه بأهم نجمات العالم العربيّ اللواتي يستعنّ بخدماته لضمان التألّق بإطلالات مثاليّة. هو متواجد حاليًا في دبي، وفي حوارنا معه، تحدّث عن مسيرته في المجال وتجربته مع النجمات، والكثير من المواضيع.
لماذا اخترتَ الدخول في مجال تنسيق الأزياء وكيف حقّقتَ هذا النجاح؟
لم أفكّر قط أنّ تنسيق الأزياء ستكون المهنة التي سترافقني طوال حياتي، بل كنت أراها كشغفي وهوايتي، إذ أحببت هذا المجال منذ أن كان عمري 5 سنوات. عندما كنت أذهب برفقة أهلي، كانوا يفقدونني في أغلب الأوقات ويجدونني لاحقًا أمام واجهات متاجر الأزياء أو في الداخل، أنظر إلى تماثيل عرض الملابس وطرق تنسيق الأزياء. لقد كنت أرافق الكثير من أفراد عائلتي ليشتروا الملابس والأكسسوارات سواء لهم أو كهدايا لآخرين. مع الوقت، اكتشفت أنّني سأكون سعيدًا جدًّا إذا حولت هذه الهواية التي عشقتها إلى مهنتي.
> بالنسبة لي، النجاح يكمن في تطوير هوايتنا وشغفنا، فأنت لا تكون تعمل بمهنة إذا كانت هي ما تحبّ.
ما هي الصعوبات التي تواجهها في هذا المجال؟
بالطبع أنا أمرّ بالكثير من الصعوبات، إذ أعمل مع أكثر من شخص، يختلفون من حيث الستايل والشخصيّة. وأنا أعمل مع من هم جدد في المجال، ومن مضى على انخراطهم فيه أكثر من 20 عامًا، وهنا من الصعب إيجاد التوازن في العمل بين أولئك الافراد الذين ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة، والنجاح في تخصيص هويّة محدّدة لكلّ منهم، لا تشبه الأخرى، ليكون بالتالي كلّ فرد مميّز عن الآخر.
من هو مصمّم الأزياء المفضّل لديك؟
بالنسبة لي، كلّ مصمّم له إبداعات تميّزه عن غيره في المجال، وهي ما جعلته ناجحًا في مسيرته. إذًا، ليس هناك من مصمّم مفضّل لديّ، ولكن أفضّل أمرًا ما في إبداعات كلّ منهم.
> التحدي يكمن في العمل مع شخصيات مختلفة
ما هو أكثر ستايل تحبّ أن تعتمده لإطلالاتكَ؟
أكثر ستايل أحبّه هو الـ Timeless، أي الذي لا يفقد رونقه وجماله وأناقته مهما تبدّلت صيحات الموضة. فعندما أنسّق لوكًا معيّنًا، أحرص على أن يكون مذهلًا، حتى ولو نظرت إلى صورة هذا اللوك بعد 10 سنوات مثلًا، أريد أن أراه جميلًا ويمكن اعتماده في هذا الوقت. فأنا لا أريد أن تكون الإطلالة التي أنفّذها مرتبطة بما هو رائج فقط في الفترة الزمنيّة التي نكون فيها، بل على العكس، أريدها أن تكون قابلة للاعتماد حتّى بعد 10 سنوات أو 20 سنة.
أخبرنا عن صيحات الموضة التي تكرهها:
هناك صيحات موضة لا يمكن القول أنّني أكرهها، إنّما نُفّذت بطريقة لن تعجب الجميع، والبعض قد يحبّونها لأنّها مجرّد صيحة وليس لأنّها تليق بهم. ولذا، عندما يعتمدها الكلّ لاعتقادهم أنّهم يواكبون الموضة، أنزعج جدًّا، إذ لا تكون لائقة بالجميع. أكثر صيحة أكرهها هي أحذية الـ Crocks، فبالنسبة لي تصميمها غير جميل أبدًا، وبالطبع لن أنتعل أي شيء كهذا في حياتي.
ما الذي يختلف بين تنسيق إطلالات النجمات والسيّدات العاديّات أو البعيدات عن الأضواء؟
العمل سواء كان مع النجمات أو السيّدات البعيدات عن الأضواء، يتطلّب مسؤوليّة كبيرة، وأنا أتعامل مع الكل على أساس أنّهنّ نجمات. فهنّ أيضًا استعنّ بخدماتي ومن واجبي أن أكون مسؤولًا عن صورة كلّ منهنّ من دون أية أخطاء. إذًا من المهم التعامل بطريقة عادلة مع الطرفين، والفرق فقط هو بأنّ النجمات أو النجوم، تكون كلّ الأضواء موجّهة إليهم، إذًا أكون معرّضًا للضغط أكثر، وتكون المسؤوليّة أكبر لأنّ أقلّ غلطة تكون فاضحة جدًا، فالكثيرون سيرون إطلالاتهم.
من هي النجمة العالميّة التي تتمنّى العمل معها ولم تسنَح الفرصة لكَ لذلك بعد؟
أنا أحبّ ستايل الكثير من المشاهير، وسأختار اثنتين، هما جنيفر لوبيز لأنّها بالنسبة لي أيقونة موضة، والمغنيّة زيندايا التي أراها جنيفر لوبيز الجديدة، لأنّها استطاعت وفي سنّ صغيرة إثبات أنّها أيقونة موضة، وها هي تشكّل مصدر وحي للكثيرات. إذًا، أختار زندايا من النجمات الجديدات، وجنيفر لوبيز من اللواتي مضت سنوات على وجودهنّ في المجال.
هل من نجمة ندمت لأنّك تعاملتَ معها؟
كلمة ندم كبيرة جدًا، أنا لا أندم، ولكنّني أتعلّم الكثير من كلّ فرد أتعامل معه. عندما يختارني أي كان، يكون لعملي معه استمرارية طويلة، وليس لمرّة أو مرّتين فحسب، فتولد بيننا علاقة مبنيّة على الثقة والوفاء. لا أندم، ولكن أتعلّم مثلًا من أنّ على الرغم من أنني مستمع جيّد وصبور جدًا، إلّا أنّني قد أصادف من هن متشبّثين بآرائهم، وبالنسبة لي هم لا يجب أن يلجأوا إلى خدمات منسّق موضة، لأنّ من هو متشبّث برأيه لن يتقبّل الآراء الجديدة في الموضة، وأنا أفضّل عدم التعاون مع هذه الفئة من الناس.
من هي أكثر نجمة تراها أنيقة؟
الأناقة بالنسبة لي، هي عندما ننظر لإطلالة شخص ما أكثر من مرّة ونلاحظ أنّها رائعة في أي وقت وزمان، وكأنّها لوحة كاملة خالية من أي خطأ. فإذًا، لنَصِف أحدًا بالأنيق، عليه أن يكون حريصًا على العمل على إطلالته بالكامل، من الرأس إلى القدمين، لإثبات أنّ الإطلالة أنيقة وكاملة ومثاليّة وTimeless. بين النجمات العربيّات الأكثر أناقة، أختار الملكة رانيا العبدالله صاحبة الإطلالات الأنثوية الأنيقة، ومن غير العربيّات أختار كايت ميدلتون.
ما هي الأسرار التي نجهلها عن النجمات وبإمكانك إخبارنا بها؟
بالطبع لا يمكنني التحدّث عن أي سرّ. أنا أعمل مع الكثير من النجمات عن كثب، ولذا من المهمّ الحفاظ على السريّة، وبالتالي لا أسمح لنفسي بإفشاء أيّ سرّ، خصوصًا أنّني أعتبرهنّ بمثابة أفراد من عائلتي. ما يمكنني قوله، أنّ من المهم أن أكون صبورًا مع كلّ نجمة، لأن شخصيّة كلّ منهنّ مختلفة، وبالتالي عليّ أن أعرف تمامًا كيف أتعامل معهنّ، وأنا أوّل من يجب أن يتفهّم أنّهنّ يتعرّضن للكثير من الضغوطات، وعليّ أن أريحهنّ لا العكس، وأشعر في بعض الأحيان وكأنّني طبيب نفسي!
أخبرنا بأسماء النجمات اللواتي غيّرت ستايلهنّ كليًّا:
أفضّل أن لا أقول الأسماء، ولكن يسرّني أن أكشف أنّ هنالك أشخاصًا أحببت أنّهنّ قبلن تغيير ستايلاتهنّ، لأنهنّ لاحظن النجاح في إطلالات أنا نسّقتها، وهذا ما شجّعهنّ مع الوقت على معرفة أنّني أعطيتهنّ أفكارًا جديدة في الموضة وسلّطت الضوء على مواصفات بإطلالاتهنّ وشخصياتهنّ كانت مخبّأة. يعجبني ذلك، وأحبّ أنّ أولئك الأشخاص يثقون بي ويقرّرون التعامل معي على أمد طويل.
من هي أكثر نجمة تعاملت معها تعشق التسوّق وتخصّص ميزانيّة كبيرة لها؟
التسوّق هو أمر أساسيّ في حياة الكثيرات، وأولئك يعرفن أنّ هذه الخطوة ضروريّة وصورتهنّ مهمّة جدًا، ومن بينهنّ السيّدة نجوى كرم التي أسافر معها إلى خارج لبنان لنلاحق أجمل صيحات الموضة، ونختار القطع التي تليق بها جدًا. إنها من السيدات اللواتي يعشقن التسوّق واكتشاف صيحات الموضة، وأحبّ فيها أنّها تخصّص وقتًا لذلك.
ما هي المعايير التي تختار على أساسها الستايل المناسب للمرأة؟
أعتمد على معايير كثيرة، أهمّها شخصيّة المرأة، في الموضة وليس في الحياة، ذلك يعني عمّا إذا كانت تميل إلى الستايل الكلاسيكيّ مثلًا، أو الجريء، أو الرومانسي، وغيرها. إذًا، أفضّل دائمًا وخصوصًا عندما أتعامل مع شخص جديد، أن أتعرّف عليه عن كثب لأعرف ما هي القطع التي تشبه شخصيّته. وبالطبع، من أهمّ المعايير أيضًا، شكل الجسم، تدرّج البشرة، لون العينين، الشعر، فهي ضروريّة لتكون الاختيارات صائبة.
ما هي القطع الأساسيّة في خزانة كلّ سيّدة؟
- الفستان القصير الأسود (Little Black Dress).
- السروال الأسود بالقصّة المستقيمة.
- سروال الجينز الأزرق الذي لا تتخلّله أيّة تفاصيل، بقصّة الخصر المتوسّط.
- القميص الأبيض القطنيّ.
- حذاء الـ Pump الأسود بالكعب العالي.
- حذاء الـ Pump النيود بالكعب العالي.
ما هي أخطاء الموضة التي تنصح المرأة العربيّة بالابتعاد عنها؟
في بعض الوقت، تصلني صورة من إحدى السيّدات، تريد ارتداء التصميم نفسه الذي ارتدته أخرى. هنا بالطبع أكون سعيدًا لمساعدتها، ولكن عليها أن تعرف أن شخصيّتها في الموضة قد تختلف، وكذلك جسمها وستايلها. إذًا، أنا لا أحبّ أن تنسخ المرأة إطلالة عن أحد، فقد لا تليق بها. لا أجد مشكلة في أن أستوحي الأفكار من إطلالات أنا نسّقتها، ولكنني لا أحبّ أن يتمّ اختيار لوك اعتمدته نجمة ما.
> أدعو المرأة إلى اختيار ما يتناسب مع شخصيّتها وأسلوبها، ولأنّها أحبّته على نفسها، وليس لأنّها رأته جميلًا على غيرها.
ماذا تقول للمرأة التي لا تهتمّ بإطلالتها؟
أقول لها أنّنا نأتي مرّة واحدة إلى هذه الحياة، ومن المهمّ أن تعلمي أنكِ جميلة جدًا ولديك مميّزات رائعة، أنفك مثلًا أو جسمكِ أو شعركِ أو فمكِ… لقد أنعم الله على كلّ امرأة بمقوّمات جماليّة معيّنة، لذا من الواجب على كلّ واحدة الاهتمام بأنوثتها وبجمالها لأنّ من الرائع أن تظهر جمالها.
كلّ صباح، أخبري نفسكِ أنّكِ جميلة، وابدأي نهارك بطاقة إيجابيّة تظهر كلّ ما هو جميل فيكِ.
هل الخوف من اللوكات الجريئة هو دليل ضعف لدى المرأة؟
كلّا ليس بالضرورة، فهذا الأمر يرتبط بشخصيّة كلّ فرد في الموضة، فبعض السيّدات لا يتقبّلن الملابس بالألوان الصارخة ويفضّلن تلك الأساسيّة، مثل الأسود والبيج والأبيض، وهذا أمر طبيعي فهنّ يفضّلن الأسلوب الكلاسيكي، والعكس صحيح لدى من يفضّل الإطلالات الجريئة.
إذً، أنا أحترم ذوق كلّ امرأة، طالما أنها تعرف ما هي هويّتها في الموضة، وتختار الملابس التي تناسبها وترتاح بها وتسعدها. لذا، كلّا لا يدلّ ذلك على ضعف في الشخصيّة، بل على العكس، عليكِ أن تعلمي أن هذه هي هويتكِ، وهكذا ترتاحين، وهذا ما يعبّر عن شخصيّتكِ الباطنيّة.
وبالحديث عن تنسيق الأزياء، تعرّفي معنا على الازياء التي تناسب شكل جسمك.