بمناسبة مشاركة كارتييه في معرض "10 آلاف عام من الرفاهية" الذي ينظمه متحف اللوفر أبوظبي والذي افتتح في 30 أكتوبر الماضي، التقت ياسمينة مبتكرة عطور الدار ماتيلد لوران، التي سبق والتقيناها أيضاً للتحدث عن La Panthère الأسبوع الفائت. والتي ستخبرنا اليوم عن أول عمل تركيبي فنّي لكارتييه في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يتمحور حول العطور، والذي يحمل اسم USO- The Perfumed Cloud اختصاراً الذي يحمل توقيعها بالتعاون مع شركة ’ترانسولار كليما‘ الهندسية. فتابعي تفاصيل هذا اللقاء المميّز.
بداية سألناها عن هذه التجربة الفريدة مع العطور التي تقدمها في المعرض والتي قالت عنها ماتيلد:"نقدم ما يشبه رحلة حسية سحرية عبر سحابة من العطور، فالزوار مدعوون لدخول مكعب زجاجي شفاف يستريح على الماء لتسلق درج حلزوني يؤدي فوق سحابة عائمة، وقد تمّ تقديم USO – The Perfumed Cloud من قبل في مقدمة قصر Palais de Tokyo في باريس في عام 2017 ، وهو تركيب فريد من نوعه يجمع بين الهندسة المعمارية غير المادية والبراعة في تكنولوجيا المناخ".
تفسير علمي لهذه التجربة الحسية الاستثنائية
وتكمل بالقول:" يعتمد التركيب المستوحى من L’Envol de Cartier على توازن دقيق: تراكب ثلاث طبقات من الهواء بدرجات حرارة مختلفة داخل مكعب زجاجي. تدخل السحابة بشكل واضح في الفراغ بين الطبقة السفلى من الهواء البارد الطبقة العليا من الهواء الساخن. وبالتالي يمكن اكتشاف العطر المنطلق فوق السحابة ، في أعلى الدرج" وتشير إلى أنّ The Perfumed Cloud تذكّرنا بأن العطر كان ولا يزال سلعة ثمينة وفاخرة.
أما عن الهدف من هذا المشروع هو دعوة الجمهور إلى مواجهة مفاجئة وغير مسبوقة بين تكنولوجيا المناخ، مما يسمح بتكاثر الظواهر الطبيعية مثل ظهور سحابة، والعطور الذي يعيد تفسير الطبيعة أيضًا من خلال منظور الشم، وتلفت إلى أنّه نظرًا للتركيب المعقد لهذا التثبيت الضخم والهش بالإضافة إلى الخبرة الكبيرة التي يتطلبها – أي الوجود المستمر من جانب الخبراء في علم المناخ، سيظل موجوداً، لافتة إلى Nuage Parfumé الذي تم تسليط الضوء عليه في هذا المكعب الزجاجي.
ورداً على سؤال عن أنّه يجب عدم ارتداء العطر فقط، بل يجب أن يكون نابع من تجربة حقيقية، فكيف تصف تجربة الانغماس التي سيحصل عليها الزوار، تقول ماتيلد لوران لياسمينة أدعوهم إلى عيش التجربة، بدون هاتف، مع عيون مغمضة، ونفس عميق والاصغاء إلى الحواس.
وعن مشروع OSNI الذي يجد أنّ حاسة الشم كوسيلة للخلق، تقول ماتيلد أنّ الدار تريد جعل وسيلة للإبداع، فـ OSNI هو ناتج عن تعاون وتجارب عمل، وتصميمه ليس سوى بناء جسور بين عالمين منفصلين على ما يبدو: حاسة على جانب واحد، ولغة فنية أو علمية من جهة أخرى. يتجسد هذا اللقاء في تثبيت حاسة الشم. وتختم اللقاء بالإشارة إلى سلسلة OSNI التي تصفها بالدعوة لاستكشاف الطابع متعدد الأشكال للفن المعاصر. هذا المسار الصاعد هو استعارة للتجربة الفنية: الانتقال من حالة إلى أخرى، ورفع العقل الناجم عن المشاعر الفنية.
تجدر الإشارة إلى أنّه في الفترة من 30 أكتوبر 2019 إلى 1 فبراير 2020، وبالتوازي مع المعرض الذي يعكس 10،000 عامًا من الفخامة، سيقدم اللوفر أبو ظبي عرضًا فنيًا شميًا بعنوان USO – The Perfumed Cloud : وجوه معطرة مجهولة الهوية، والذي تم إنشاؤه بواسطة مبتكرة العطور ماتيلد لوران، وذلك برعاية أوليفييه غابيت ، مدير متحف الفنون الزخرفة، في انعكاس حقيقي لتاريخ من الرفاهية من خلال 350 قطعة من جميع أنحاء العالم، ودعوة الجمهور لاكتشاف كيف شكلت الثقافات والحضارات هذا المفهوم.