قابلت ياسمينة ريم الكثيري، أول عربية تبرع في مجال الطيران بـ”الميكرولايت”، والتي كشفت في اللقاء عن أمور كثيرة متعلّقة بهذا المجال، وعن الذي ساعدها بأن تكون من نساء عربيات اقتحمن مهنة قيادة الطائرات وكسرن كلّ الحواجز.
“في سنة 2008 في فرنسا، بعد أول تجربة لي لطيران الباراقلايد، وهو الطيران الشراعي من غير أي محرك، شعرت بإحساس مختلف عن أي تجربة اومغامرة رياضيّة اختبرتها“… ومن هنا كانت البداية…
متى اكتشفتِ شغفكِ بهذه الرياضة، وكيف طوّرتها؟
بعد تجربتي لطيران الباراقلايد، أصبحت مهتمّة بأنواع الرياضات الجويّة المختلفة، وشغوفة بتجربتها في كل بلد أسافر له.
في العام 2012، عرفت عن نادي قطر للطيران وأصبحت عضوًا في النادي وبدأت ممارسة الطيران على انواع مختلفة من الطائرات مثل الطيران الشراعي المايكرولايت والجايروكوبتر وطائرات الجناح الثابت وازداد تعلّقي أكثر بالمجال.. في العام 2014، قرّرت الحصول على الرخصة الدوليّة في الطيران الشراعي المايكرولايت، وسافرت إلى بريطانيا حيث حصلت عليها بعد تدريب مكثّف لمدة 4 اسابيع، علمًا أنّها تتطلب 3 أشهر على الأقلّ اذا كان التدريب غير مكثّف.
في سنة 2020، بدأت التدريب على الطيران الشراعي الباراموتور في قطر، وحصلت على الرخصة المتقدّمة في الباراموتور من البرتغال في 2022، وبدأت أيضًا التدريب على الطيران الشراعي الباراقلايد وحصلت على الرخصة المتقدمة في فرنسا.
كيف كان شعوركِ عندما قدتِ الـ Microlight للمرّة الأولى؟
أول إقلاع وهبوط فرديّ بالطائره له إحساس وشعور مميّز ورهبه كبيرة في الوقت نفسه، خصوصًا وأنّ المدرب لا يكون موجودًا معك.
لا يمكنني أن أنسى ذاك اليوم، فمهما تقدّم المرء في هذا المجال، ستظلّ التجربة هذه راسخة في ذهنه وسيتذكّر كلّ تفاصيلها.
بعد المرّة الأولى، ينكسر حاجز الخوف وتزداد الثقه وتبدأ مرحلة الخبرة الفعلية وتزداد الرغبه والحافز للإستمرار. وهذا ماشعرت به.
أخبرينا قليلًا عن التحليق بالـ Microlight، وما أجمل ما فيه، والعوائق التي يجب الحذر منها؟
من اسم المايكرولايت، يمكن التخمين أنّها طائرات خفيفة الوزن وتُسمّى أيضًا طائرات رياضيّة خفيفة الوزن، حيث لايتعدّى وزنها الـ 600 كيلو جرام مع الطيار والراكب.
وزنها دون ركاب هو حواليي 250 كيلو جرام، وهناك عدة أنواع، منها نوع طائرتي الخاصّة وهي طائرة شراعيّة تُسمّى”المايكرولايت ويت شفت”، ولها عدة تسميات أخرى. وهناك أيضّا الطائرات الخفيفة الأخرى، مثل “الجايروكوبتر” و”طائرات الجناح الثابت” وهي من التي بدأت التدريب عليها وسوف أحصل على رخصة قيادتها قريبًا بإذن الله.
أجمل مايميز هذا النوع من الطيران أنّه يُمارس كرياضة وهواية، ويتيح لك فرصة الطيران على ارتفاعات منخفضه من بعض المعالم والاماكن الطبيعيّة بمسافات قد تصل الى 50 قدمًا فقط من على ارتفاع الشاطىء مثلا، وهذا شعور رائع واحساس بحرية الطير ولايمكن تجربته الا على الطائرات الرياضيّة الخفيفة الوزن مع الالتزام بقوانين الطيران الخفيف التي تنظمها هيئة الطيران المدني.. ومايميّز هذا النوع من الطيران أيضًا بأنك تشعر بالجو الخارجي فلا يوجد أيّ حاجز أو نافذة.
كل انواع الطيران التي امارسها لها اتّصال وثيق بالطقس فتختلف حدود التحمّل لسرعة الهواء حسب نوع الطيران. لذلك قد يكون الطقس أحد العوائق ويجب معرفة حال الطقس جيدًا.
ومن الأمور التي يقلق منها الناس غالبًا، من قلة معرفة او الخبرة بالطيران، هي التوقف او العطل بالمحرك ولكن يجب معرفة أنّ هذا الشيء قد لا يحدث أبدا وان حدث فإن الطيار يستطيع النزول بهذا النوع من الطائرات بسهوله من غير محرك وانا شخصيا اقوم بذلك عمدا بين الحين والاخر للنزول من غير محرك كنوع من انواع التدريب على الهبوط الاضطراريّ.
هل تعلّمها أمر صعب؟
كل شيء جديد يكون صعبًا في البداية، ولكن يجب التمتّع بالإصرار للوصول الى أي هدف تسعى له. أنا لم اتخيل في يوم من الايام بأن أصل إلى المستوى المتقدّم في جميع انواع الطيران التي امارسها اليوم، ولكن شغفي الكبير بهذا المجال هو الدافع الأساسي للحصول على الرخص المتقدمة التي أحملها اليوم.
ما هي ردود الفعل التي واجهتها من محيطكِ، كونكِ أوّل امرأة تحترف هذه الرياضة، وكيف تعاملتِ معها؟
عندما بدأت بالتدريب فعليًا مع نادي قطر للطيران سنة 2012، كنت أوّل عضو امرأة من ضمن باقي الأعضاء، ولكنني وجدت دعمًا وتحفيزًا معنويًا رائعًا من الجميع.
طبعًا، الأهل كان لديهم قلقً كبيرًا من ممارستي للطيران، ولكن بعدما أخبرتهم بمعايير السلامة، أصبح لديهم ثقافة جيدة في الامور المختلفة لهذا المجال، وجميع من حولي كانوا فخورين بعد حصولي على رخصة الطيّار الخاص الوطنية NPPL في طيران المايكرولايت من بريطانيا سنة 2014.
وبهذا، اصبحت اول امرأة عربية وفي الشرق الاوسط تحصل على الرخصة في مثل هذا النوع من الطيران. وبعدما وصلت طائرتي الخاصة، أصبحت أول طائرة تسجل بإسم إمرأة في هيئة الطيران المدنيّ في قطر.
كيف برأيكِ في إمكان أي امرأة تغيير الصور النمطية في المجتمع التي تحرمها من تحقيق الكثير من إنجازاتها؟
برأيي دعم الأهل وخاصة من الوالدين، مهم جدًا. والحمدلله، وجدت هذا الدعم من والدّي منذ أن كنت لاعبة في أوّل منتخب كرة يد نسائيّ في قطر ، وبعدها عند دخولي في مجال الطيران الرياضيّ. وأشير أيضًا، إلى وجود دعم وتشجيع كبير للمرأة في بلدي قطر للوصول لأعلى المناصب وتحقيق الإنجازات على جميع الأصعدة.
هل تطمحين لتعلّم رياضة أو مهنة جديدة في مجال الطيران؟
بالنسبة لي، ما من حدود في هذا المجال، ولديّ خططًا للانخراط في مجالات جديدة. ومن ضمن خططي الطيران باسم المرأة القطرية والعربيّة فوق أشهر المعالم والأماكن المعروفه على مستوى العالم، بالاعتماد على مختلف انواع الطيران التي أمارسها. لقد بدأت بذلك فعليًا، مثل الطيران على الاهرامات وعلى قمم جبال الألب الشاهقة.
ما النصائح التي تتوجّهين بها للراغبات بامتهان هذه الرياضة، أو ما يشابهها؟
انصح تجربة هذا النوع من الطيران، سواء كان الهدف للتدريب او للتجربة فقط. ولكن قبل ذلك يجب أيضا التأكد من خبرة المدرّب او المدرسة التي تقوم بالتدريب وسمعتها.
ولبلوغ اي هدف، يجب عدم الاستسلام. هذا النوع من الرياضات يتطلب الكثير من الصبر والمثابرة،فلا تقفي في منتصف الطريق، واجعلي تركيزك دائمًا على الهدف وسوف تصلي إليه. فالإصرار والثقة بالنفس والشجاعة، ساعدن الكثيرات على أن يصبحن من نساء عربيات دخلن التاريخ بإنجازاتهنّ.