في مقابلة أجرتها ياسمينة مع المصمم رامي قاضي، غصنا أكثر في قصّته وبداياته في المجال، كما وقد شاركنا آرائه في الكثير من الأمور، مثل الأخطاء التي تقترفها المرأة في الموضة، والكثير غير ذلك.
فشغفه الكبير في التصميم، ساعده لتعزيز خبرته. وفي عامه الـ 25، كانت البداية… بداية تحقيق طموح رافقه منذ صغره، ليغدو اليوم واحدًا من أهمّ الأسماء في عالم الأزياء. فهو حقّق شهرة عالميّة في وقت قصير، بعدما أصبحت إبداعاته خيار النجمات للتألّق على السجّادة الحمراء لأشهر الفعاليات. عن هذا، والكثير من المواضيع المختلفة، تحدّث رامي قاضي في حوارنا الشيّق.
لقد بدأت مسيرتكَ في سنّ شابة، وقد أصبحت في فترة سريعة من أهم المصممين في العالم. أخبرنا عن هذه الرحلة.
لطالما أدركت شغفي بالأزياء في صغري، وقد قررت ملاحقة حلمي بعدما بدأت دراستي في أكاديمية Esmod للأزياء، وبعد تخرّجي، حالفني الحظّ لأفتتح مشغلي الخاص في سنّ صغيرة، وأخطو خطواتي نحو مملكة الأزياء.
لم يكن من السهل بدء العمل في دار أزياء خاصة بي في سن الـ 25، وكلفني تطوير علامة تعكس إبداعي وطموحي، الكثير من الشجاعة والمثابرة. ولكن، بفضل جهودي، وأفراد فريق العمل الموهوبين والداعمين، تمكّنت من التطور واكتساب سمعة عالميّة مرموقة.
رحلتي المستمرة في الأزياء، مع كل جمالها وفوضيتها، هي ما طور حياتي بطريقة جعلتني أحقق أهدافي، وأعطتني الفرصة للتعاون مع نجمات وشخصيات مهمة عالمية.
هل طمحت دائمًا بدخول عالم الأزياء، أم أنّك حلمت بتحقيق هدف آخر قبل أن تصبح مصمّمًا؟
الأزياء كن شغفي الوحيد منذ صغري، ولطالما أدركت أن هذا المجال هو ما ولدت لأكون فيه، وذلك عندما كنت أراقب إطلالات والدتي وأحكم على ملابسها. كذلك، كنت أفضّل أن ألعب بالأقمشة حول المنزل، لأصنع منها قطعًا حِرَفيّة كنت أضيفها إلى دفتر رسوماتي.
عندما تخرّجت من المدرسة الثانويّة، لم يكن لديّ شكّ على الإطلاق حيال الاختصاص الذي سأدرسه، فكنت محظوظًا لألاحق أحلامي، وأحترف المهنة التي حلمت بالعمل بها منذ طفولتي.
يقال إنّ التصاميم تتغيّر وفقًا لمزاج المصمّم. فما هي الحالة الذهنيّة التي تكون بها عندما يأتيك الإلهام لتصاميمكَ؟
يمكنني كفنّان أن أقول أنّ الإلهام يأتي من كل الأمور المحيطة بنا، وذلك يشمل السلبيّة منها والإيجابيّة. فالحالة الذهنيّة التي أكون بها عندما أصمّم، ترتكز على المواقف التي أكون بها والأجواء المحيطة بي في ذلك الوقت.
فليس من السهل أن أحرّر نفسي من الحقيقة المحيطة بي، لأنّها تؤثّر على إبداعاتي لا محالة، ولكن هذا ما يجعل القصّة وراء كلّ قطعة فريدة. حقيقة أنّني أمزج جمال الإبداع، مع قساوة الواقع الموجود في لبنان على سبيل المثال، يساعدني على الإتيان بتصاميم لا يحدّ الزمن من روعتها ومّما تسرده من حكايات واقعية.
ما هي أخطاء الموضة التي تقع بها المرأة غالبًا؟
أعتقد أنّ أخطاء الموضة التي تقع بها النساء من دون قصد، هي عندما يتّبعن أحدث صيحات الموضة ويعتمدن الستايل الرائج، من دون الأخذ في الحسبان ما الذي سيناسبهنّ حقًا.
فبدلًا من اعتماد إطلالة jعكس شخصيّتهن، وارتداء الملابس المناسبة للجسم، يخترن الظهور بإطلالات تحاكي الموضة الرائجة، بهدف عكس أنهنّ يتبعن أحدث التطورات.
بمَ تنصح المرأة العربيّة لاختيار فستان السهرة المثاليّ؟
أفضل نصيحة أقدّمها لها في هذا الصدد، هي انتقاء فستان يجعلها تشعر بأنها أفضل ما هي عليه. فليكون الفستان مثاليًا عليها، يجب أن يُشعرها بأنها واثقة من نفسها، قويّة وجميلة في الوقت الحاضر، كما عندما تنظر في المستقبل لصورها وهي ترتديه.
ما هي صيحة الموضة التي لم تحبّها لهذا العام؟
هي أكسسوارات الأرجُل المزيّنة بالعناصر الملفتة، والتي رأيتها في الكثير من المجموعات الجديدة.
غير إطلاق تصاميم جديدة، ما الذي ينتظرنا من دار رامي قاضي في المستقبل؟ ربّما افتتاح أكاديميّة لتعليم تصميم الأزياء؟
منذ أن طوّرتُ اسمي كمصمم أزياء، أصبحتُ مدير لجنة الحكم في أكاديمية ESMOD للأزياء، حيث أُرشد الجيل الجديد من مصمّمي الأزياء نحو عالم الإبداع ليطوّروا إلهامهم في مهنة تصميم الأزياء.
أنا أعمل أيضًا مع الأمم المتّحدة ضمن برنامج الموضة المستدامة، لأساعد على نشر الوعي والخبرة في أوساط الجيل الجديد عن تأثير الموضة، وعن كيفيّة في إمكاننا المساهمة بمنع هذا المجال الملهم بأن يكون مؤذيًا للبيئة.
إضافة إلى ذلك، أنا أنظّم ورش عمل خاصة للمصمّمين الجدد، لأساعدهم على الاستمرار في الطريق الصحيح. وفي المستقبل، أنوي بالطبع العمل على تطوير المزيد من الأهداف والتطلّعات، فابقوا على متابعتنا…
ختامًا، لا بدّ أن نشير إلى أنّ إبداعات رامي قاضي لها حصّة بارزة في أبرز الفعاليات العالميّة، كما لاحظنا في إطلالات النجمات في مهرجان كان السينمائيّ.
