قابلت ياسمينة أنطونيو روبيل رئيس أسبوع الموضة في الشرق الأوسط في دبي، الذي جمع منذ نسخته الأولى بين عدد من أهمّ الأسماء في المجال، واستقطب شخصيّات بارزة وفئة كبيرة من المهتمّين في القطاع.
مذ أطلق أنطونيو هذه الفعاليّة، طوّرها لتحظى بنجاح في مختلف الدول العربيّة، ومن بينها لبنان ومن ثمّ المملكة العربيّة السعوديّة، إذ استثمر فيها خبراته الطويلة في المجال، وحرص على أن تكون بالمعايير نفسها لأهم فعاليات الأزياء العالميّة. لقد أتيحت لنا الفرصة لمقابلته في دبي، وكان هذا الحديث الشيّق.
لمَ اخترت دبي لتستمرّ برحلتك في عالم الموضة؟
لقد كانت دبي آنذاك جديدة في هذا المجال، لذا رأيت أن استحضار الموضة إلى هذه المدينة هي فرصة ناجحة، وبعدما بعت شركتي في سويسرا، كانت دبي الوجهة المثاليّة لأستثمر في مشروع جديد، كونها معفاة من الضرائب، فبدأت رحلتي الجديدة فيها في العام 2010. ومن هناك طوّرت المشروع أكثر، وأقمت أخيرًا في الرياض أسبوع الموضة العربيّ، لكن ظاهرة كوفيد أدّت إلى عدم إطلاق نسخات أخرى منه، إلّا أنّنا في الوقت الراهن، في قيد دراسة الانطلاق به من جديد قريبًا.
برأيك، ما هي المعايير التي تتيح لمصمّم الأزياء تحقيق النجاح العالميّ؟
ليس من السهل أن يكون المرء مصمّم أزياء ناجح، فهو يدخل في مجال يكثر فيه المنافسين، ويحتاج رأس مال كبير ليستثمر مهاراته في استخدام مواد عالية الجودة وتنفيذ تصاميم مميّزة بهويّة تفرّده عن غيره. أن يكون المصمّم مبدعًا أيضًا هو ما يضعه على خارطة العالميّة، ورغم وجود أعداد كبيرة ممّن يتخصّصون في دراسة الأزياء في ميلانو وباريس وحتّى في دبي، قلائل منهم يحقّقون الشهرة، وهنا في دبي نذكر منهم Ezra Couture وMichael Cinco. تشكّل الاستدامة البيئيّة في الوقت الحاليّ العنصر الأهمّ في عالم الأزياء، لكنّها ليست وحدها ما يحدّد البراعة في التصميم وجمال توجّهات الموضة، إنّما الصيحات الأجمل هي ما تكون فريدة، ولا تشبه سواها، والنجاح يكون لمن يعرف كيف يترجم أفكاره لتصاميم تثبت أنّه يستحقّ أن يكون على قائمة العالميّة، وهذا أمر يمكن لمسه في كلّ من Dubai Fashion Week x Arab Fashion Week وبالطبع Middle East Fashion Week، فهما أهمّ فعاليّتين للأزياء في دبي.
بعيدًا عن الموضة، ما هي اهتماماتك في مسيرتك؟
إضافة إلى شغفي بعالم الموضة، أنا مستثمر في شركة للذكاء الاصطناعيّ تصنّع روبوتات، وهي ستحتلّ مرتبة عالية في مجال الأسهم في نيويورك. كذلك، أنا مستثمر في منصّة لشركة ماليّة لعملات الكريبتو.
هل تعتقد أن الرياض ستنجح في الوصول إلى المستوى نفسه الذي وصلت إليه دبي في عالم الموضة؟
الرياض هي جديدة في عالم الموضة العالميّة، وعندما أقمنا نسخة أسبوع لموضة في الرياض في فندق الريتز كارلتون بدعم من الأميرة نورة، لم يكن لأمر سهلًا علين كمنظّمين. فقد اضررنا لاستيراد كلّ شيء من خارج المملكة العربيّة السعوديّة، فأتت عارضات الأزياء من ميلانو ودبي، والأمر نفسه واجهناه في ما يتعلّق بفرق الترفيه، من رقصت باليه اللواتي أتين من روسيا. الصعوبة لم تكن في ذلك فحسب، بل أيضًا في التصاميم، بحيث اضطررنا لإعادة تصميم بعضها لتكون محتشمة أكثر تماشيًا مع تقاليد المجتمع، وكذلك في توزيع المهام، بحيث كان دخول الرجال إلى وراء الكواليس أمرًا ممنوعًا. اليوم كلّ ذلك تغيّر مع الطوّر التي تشهده هذه الوجهة، ولكن وصولها إلى المستوى الذي وصلته دبي، قد يتطلّب الوقت.