أثمرت الأبحاث ابتكارات طبية انقذت البشرية في العام 2022، محدثة ثورة كبيرة في هذا المجال، لأمراض وحالات مستعصية عجز الطب عن علاجها سابقًا.
فعلى مدار هذا العام، أثبتّ الطبّ المتطوّر أن ما اعتقدنا تنفيذه مستحيلًا هو ليس كذلك، بفضل ابتكارات جديدة على صعيد شتّى المجالات الطبيّة، لا تنبئنا سوى بمستقبل أفضل!
زراعة قلب حيوان في جسم إنسان
إنجاذ طبيّ مذهل يعطي فرصة الحياة لمن فقدوا الأمل باستمرارها بسبب عجز إيجاد متبّرعين بقلب، أو بسبب حالات صحية تعيق زراعة قلب بشريّ في الجسم.
ففي بداية العام 2022، أجرى أطباء في جامعة ماريلاند الأميركية، أول عملية جراحية، لزراعة قلب خنزير في جسم إنسان يعاني من مرض عضال في القلب.
وقد تمّ تعديل قلب الخنزير هذا وراثيًّا، لضمان عدم رفض جسم المريض للجينات التي يحملها.
الشخص الذي أُجريت له هذه العملية يُدعى ديفيد بينيت، وقد توفيّ بعد شهرين من ذلك، رغم عمل القلب بشكل ممتاز لأسابيع بعد العملية.
ابتكار أول علاج لداء الثعلبة
فشل الطب في السنوات السابقة على إيجاد دواء يهاجم سبب داء الثعلبة، بحيث كان من يعانون منه يخضعون لعلاجات قد لا يستفيدون منها.
اسم هذا الدواء هو Baricitinib، وهو يعمل على إيقاف المواجهة في الجسم بين الجهاز المناعي وبصيلات الشعر، فيحميها من التساقط.
ابتكار عقار مزدوج للسمنة والسكّري
يحمل هذا العقار اسم Tirzepatide، وقد أجريت تجارب على أشخاص تناولوه، أظهرت نجاحه بمساعدتهم على فقدان حوالي 22% من الوزن، أي أعلى من الذي يفقده من يتّبع نصائح غذائيّة معيّنة.
ابتُكر هذا العقار بما يحاكي الهرمونات التي تتحكّم بنسبة السكر في الدم وتكبح الشهيّة في الوقت نفسه، وليقي المصابين بالسكّري من النوع الثاني من مضاعفاته.
تطوير أجنّة دون بويضات أو حيوانات منويّة
الهدف من هذا الاكتشاف، استنبات أعضاء بديلة للبشر، تنقذ الكثيرين، وليس خلف فئران أو أطفال. فقد طوّر العلماء جنين فأر اصطناعي بقب ينبض وبدماغ، دون الاستعانة ببويضات وحيوانات منويّة.
لقد استُخدمت خلايا جذعيّة أُخذت من الجلد، ونما هذا الجنين في رحم اصطناعي.
حلّ يحافظ على الأعضاء لوقت أطول
اختراق طبيّ تمكّن الباحثون من خلاله من استعادة الوظائف الخلويّة لدى خنازير بعد ساعة من موتها، كانوا قد أجروا عليها التجارب.
هذا الاكتشاف المذهل سينقذ حياة الكثير من الأشخاص، إذ يتيح الحفاظ على الأعضاء البشريّة للأشخاص الذين توفّوا لوقت أطول، الأمر الذي يعطي فرصة باستخراجها بعد موت الشخص، وزرعها في أجسام مرضى بحاجة إليها.
تمّت هذه التجربة من خلال تطوير نظام أُطلق عليه اسم OrganEx، بحيث تمّ من خلاله توزيع الأوكسيجين في جسم خنزير ميت، الأمر الذي ساعد على الحفاظ على بعض الخلايا والأعضاء بعد تعريضه لسكتة قلبيّة.
تطوير قرنية عين من جلد خنزير
اكتشاف طبيّ آخر أنجزه علماء في جامعة لينشوبينغ السويدية، بعدما صنعوا قرنية للعين من كولاجين مأخوذ من جلد الخنزير.
تمّ اختبار هذه القرنية على 20 متطوّعًا، من بينهم 14 مكفوفًا تمكّنوا من الرؤية بعد زرعها!
هذا الابتكار سيعطي الفرصة للكثيرين من الذين ينتظرون من يتبرّع لهم بقرنية منذ سنوات، للرؤية من جديد، مع الإشارة إلى أنّ تخزينها قبل زرعها قابل لأن يكون عامين، خلافًا للقرنية البشرية التي لا يمكن تخزينها لأكثر من أسبوعين قبل زرعها.
