بدون شك أن ممارسة الرياضة والتمارين اليومية أمر في غاية الأهمية، لما لها من فوائد على صعيد الصحة الجسدية والنفسية أيضًا، لكن هل فعلًا تمنع الإصابة بسرطان الثدي؟
يؤكد الخبراء بأن ممارسة الرياضة من قِبَل المصابات بسرطان الثدي قد يخفف الأعراض، فالمجهود الرياضي يمكن أن يساعد في تقليل الآثار الجانبية للسرطان بشكل قابل للقياس. وكنا قد أخبرناكِ عن روتين العناية بالبشرة أثناء العلاج للمصابات بسرطان الثدي.
هل هناك علاقة لا نعلم بها؟
هناك العديد من الفوائد لممارسة الرياضة، بما في ذلك تقليل خطر إصابة النساء بسرطان الثدي. يمكن أن يكون النشاط البدني مفيدًا أيضًا للعديد من النساء المصابات أثناء علاج السرطان وبعده. تستكشف لورا ماريا هورغا بعض الروابط بين التمارين الرياضية والسرطان من خلال التحدث إلى المرضى وأطباء الأورام والباحثين في معهد أبحاث السرطان في لندن.
يدرك معظمنا فوائد التمارين الرياضية، فهي ترتبط بشكٍل مباشر بالتحسينات على مستوى الصحة العامة. من المنطقي أن الأنشطة التي ترفع معدل ضربات القلب يمكن أن يكون لها فوائد لصحة قلب الإنسان، ولكن من غير الواضح لغاية اللحظة أن التمارين الرياضية يمكن أن تقلل من خطر إصابة النساء بسرطان الثدي. يمكنكِ الإطلاع على لماذا وكيف اختير الشريط الزهري وشهر أكتوبر ليرمزا بالتوعية بسرطان الثدي؟
في حين أن الآليات البيولوجية الدقيقة الكامنة وراء فوائد التمارين الرياضية ضد السرطان لا تزال غير معروفة إلى حد كبير، إلا أن الأدلة العلمية تدعم هذه العلاقة، لكننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من البحث الدقيق لربط هذه العلاقة وآثارها الإيجابية.
هناك أدلة تفيد بأن ممارسة التمارين الرياضية في مرحلة مبكرة من العمر يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر إصابة النساء بالسرطان في وقت لاحق من الحياة. حيث تشير إحدى الدراسات الرئيسية التي أجريت على فئة من النساء إلى أن الجري المنتظم والمشي السريع والتمارين الرياضية الأخرى يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بتسعة أنواع من السرطان خاصةً عند التقدم في السن.
ممارسة الرياضة ومخاطر الإصابة بالسرطان
أوضحت البروفيسور إيمي بيرنجتون، رئيسة مجموعة علم أوبئة السرطان السريرية في ICR، كيف ترتبط التمارين الرياضية بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان: “هناك أدلة قوية على أن ممارسة النشاط البدني الكافي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان لدى الرجال والنساء على حد سواء. “يُعتقد أن التمارين الرياضية تقلل من خطر الإصابة بالسرطان بعدة طرق، أولاً، من خلال المساعدة على خفض مؤشر كتلة الجسم، ولكن أيضًا من خلال تعديل الهرمونات، والالتهابات، والجهاز المناعي، والهضم، والتمثيل الغذائي. “على سبيل المثال، يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في التحكم في مستويات الأنسولين، وقد تم ربط مستويات الأنسولين المرتفعة بتطور السرطان وتفاقمه”. وفقًا لدراسة حديثة أجراها ICR، فإن النشاط البدني المنتظم يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء قبل انقطاع الطمث. قام البحث، الذي مولته مؤسسة سرطان الثدي الآن، بتحليل بيانات من 19 دراسة دولية، بما في ذلك دراسة الأجيال الحالية لسرطان الثدي. ونظرت في مستويات النشاط البدني وتشخيص السرطان بين 547000 امرأة لم يمررن بمرحلة انقطاع الطمث.
ووجد تحليلهم أنه حتى عندما تم أخذ عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي وسلوكيات نمط الحياة الأخرى في الاعتبار، مثل ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، والتاريخ العائلي لسرطان الثدي، والتدخين، فإن التأثير الإيجابي للتمارين لا تزال موجودة. قال الدكتور مايكل جونز، كبير العلماء في ICR والذي عمل في الدراسة: “يزودنا هذا البحث الجديد بأدلة قوية على أن زيادة النشاط البدني في أوقات الفراغ يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الأصغر سنًا. من المهم أن تتذكري أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يتأثر بعدة عوامل – بما في ذلك الوراثة ونمط الحياة والبيئة، والعديد منها خارج عن سيطرتنا. يضيف بحثنا إلى الأدلة التي تشير إلى أن المشاركة في مستويات أعلى من النشاط البدني في أوقات الفراغ قد تؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي قبل انقطاع الطمث”.
التمارين الرياضية تفيد مرضى السرطان أثناء التشخيص والعلاج
ويبقى السؤال الأهم والأكثر تداولًا: ماذا عن تشخيص النساء بالسرطان وخاصة سرطان الثدي؟ هل يمكن أن تظل التمارين الرياضية والأنشطة البدنية مفيدة حتى بعد الإصابة؟ يؤكد توني كولير هذه النظرية ويدعمها بشدة. تم تشخيص إصابة توني بسرطان البروستاتا المتقدم في مايو 2017، عن عمر يناهز 60 عامًا، بينما كان يتدرب على أحد أصعب سباقات الماراثون في العالم. وهو يتناول حاليًا دواء أبيراتيرون (وهو دواء تم اكتشافه في المركز الدولي للأبحاث)، ويقول إن الدواء أعاد له حياته، وساعده على تجنب الآثار الجانبية الأكثر إضعافاً للعلاج الكيميائي ومواصلة الجري. في وقت سابق من هذا العام، ركض مسافة 5 كيلومترات في ليثام كجزء من حملة “إنهاء السرطان” لجمع الأموال والتوعية بالأبحاث الحيوية، والجدير بالذكر أن توني قدم وجهة نظره الشخصية، والتي تفيد بأن شغفه بالجري ساعده بشكل كبير أثناء تشخيصه وعلاجه بالسرطان.
في الختام، ما رأيكِ في معرفة كيف تدعم النجمات المصابات بسرطان الثدي؟