هجوم على اصحاب ولا اعز ومنى زكي في مرمى الدعاوى القضائية بسبب مشاهد لم تتقبّلها فئة كبيرة من المشاهدين، حيث اعبروا أنّها تعارض التقاليد في المجتمعات العربيّة، مثل مشهد منى زكي الجريء الذي عرّضها لانتقادات.
يتقبّل المشاهد العربيّ المشاهد التي لا تتناسب وتقاليد مجتمعه إذا كان أبطالها من مجتمعات غربيّة، ولكن الغريب أنّ فئة كبيرة من المتابعين والنقّاد وحتّى المشاهير، يرفضون رؤية هذا النوع من المشاهد، ولو كانت أقلّ حدّة، إذا كان العمل عربيًّا، كما حدث بعد عرض فيلم "أصحاب ولا أعزّ".
مقتبس عن فيلم إيطاليّ
اقتُبس "أصحاب ولا أعزّ" من فيلم "perfetti sconosciuti" الإيطاليّ الذي صدر عام 2016، وحصد عدّة جوائز بعدما حقّق نجاحًا كبيرًا، وصدرت عنه عدّة اقتباسات بأكثر من لغة، قبل إطلاق الإصدار العربيّ منه، الذي يجمع بين نخبة من النجوم العرب، من بينهم منى زكي، نادين لبكي وجورج خبّاز.
لماذا هذا الهجوم
بعد عرض فيلم "أصحاب ولا أعز" بساعات، تعرّض صنّاعه وأبطاله لهجوم كبير ممّن اعتقدوا أنّه لا يعكس مشاكل المجتمع العربي بل يخالف قيمه، والسبب مشاهد جريئة وطرحه لعدّة مواضيع مرفوضة تمامًا في الدول العربيّة، مثل المثليّة الجنسيّة وغيرها.
الهجوم الأكبر على منى زكي
منى زكي كانت في مرمى مدفع الهجوم، والسبب أنّها الأكثر شعبيّة بين من شاركوها البطولة، خصوصًا وأنّها أدّت مشهدًا، تظهر به وهي تخلع جزءًا من ملابسها الداخليّة من تحت الفستان، رغم أنّ الكاميرا في هذه الأثناء كانت موجّهة إلى وجهها ولم تُظهر جسمها في المشهد الذي دفع مشاهدون إلى مهاجمتها، وحتّى لوم زوجها النجم أحمد زكي.
دعاوى قضائيّة ضدّ صناع الفيلم
رغم أنّ الفيلم هو خارج سلطة القضاء المصريّ، تقدّم أحد المحامين بدعوى قضائيّة ضدّه، وتوجّه بإنذار إلى وزارة الثقافة تمهيدًا لرفع دعوى ضدّ منع عرضه في مصر، خصوصًا وأنّ منى زكي وإياد نصر هما من النجوم المشاركين فيه، معتبرًا أنّهما يساعدان بالترويج لقيم لا أخلاقيّة في المجتمع العربيّ.
آخرون دافعوا عن الفيلم
فئة كبيرة من النجوم دافعوا عن منى زكي تحديدًا، وعن الفيلم بشكل عام، وأبدى الكثير من المتابعين إعجابهم بالفيلم، من بينهم الناقد جمال فيّاض الذي أكّد أنّ من يريد رفع دعوى ضد الفيلم هو لا يسعى سوى للشهرة، مشيرًا إلى أنّ فئة كبيرة من المعارضين، تتناقل ما يتم التداول به من دون أن تشاهده، وهذا ما يُسمّى بـ "ظاهرة السير ضمن الجموع". وبدورها، اصدرت نقابة المهن التمثيليّة المصريّة بيانًا دافعت به عن منى زكي.
إذًا، الأفلام التي تروّج للأعمال غير القانونيّة عاديّة بالنسبة للمشاهد العربيّ، وكذلك التي تصوّر المرأة المعرّضة للاعتداء الجسديّ، حتّى ولو ظهر أنّ المجرمين انتصروا في النهاية، ولكنّه يأبى أن يتقبّل أي مشهد يتطرّق لمواضيع أخرى، علمًا أنّها منتشرة، وبشكل كبير، في المجتمعات العربيّة.
من الضروريّ أن لا ننسى أنّ كلّ القضايا الموجودة في الدول الغربيّة، هي أيضًا منتشرة في تلك العربيّة، ولكنّ الفرق، أنّهم يتقبّلون الكشف عنها، في حين أن المعارضين في مجتمعاتنا العربيّة، يريدونها أن تبقى "مخفيّة".
وعلى هذا الصعد، سبق وأن أخبرناك عن نجمات عربيّات صوّرن مشهد القبلة بكلّ جرأة.
