انتهى أسبوع الموضة الباريسيّ ومعه ودّعنا أسابيع الموضة العالمية لشتاء 2019 التي بدأنا بتغطيتها من نيويورك منذ حوالي الشهر وكالعادة كان الختام مسكاً مع عرض أزياء لويس فويتون من متحف اللوفر الباريسيّ، هذا المكان الذي يختاره نيكولا غيسكيير مؤخراً لتقديم جديده للعلامة.
إلى القرن التاسع عشر، أعادنا غيسكيير بنجاحٍ وحلمٍ جعلنا نعيشه لدى دخولنا مكان العرض والسبب الديكور الرائع الذي عكس منحوتات ضخمة وشرفة من الحجارة شكّلت المدخل الرئيسيّ لعارضات الأزياء اللواتي سرعان ما نزلن إلى منصّة عرض عصريّة عكست أرضيّتها أسلوب السفينة الفضائيّة وكان، بذلك، التناقض سيّد الموقف إنما مهلاً، هذا ما أراده قصداً غيسكيير الذي يحاكي، منذ المجموعة السابقة، الفرق بين الماضي والمستقبل.
باختصار، أكمل غيسكيير فكرته السابقة التي قدّمها في المجموعة الماضية، في مجموعة لويس فويتون لشتاء 2019 ورأينا حواره أو رأيه في التواصل بين الشرق والغرب والماضي والمستقبل.
أما بالنسبة إلى الأزياء، فمن المرّات القليلة، لم نلحظ كثرة في التنسيق بما معناه طبقات مختلفة من الملابس إذ إنّ موضة الـ Layering والازدحام الذي كان قائماً في لوكات لويس فويتون اختفى عن هذه المجموعة لتأتي الإطلالات أنيقة أكثر ومقتصرة على تصميم واحد أو تايور غالباً ما أتى بأسلوب الـ SkirtSuits تحديداً أي منسّقاً مع التنانير وليس السروال الرسمي، أمر أحببناه كثيراً إذ إنّ معظم التنانير أتت رائعة جداً.
بالحديث عن التنانير، لا بدّ من تسليط الضوء على بعض القصّات التي لفتت أنظارنا إذ رأيناه بعضها بقصّة مستقيمة مع أزرارٍ كثيفة من الجانبين بالأسلوب العسكري فيما أتت أيضاً التنانير السكيني مزيّنة بالترتر على الخصر وقد برز الشكّ أيضاً في تنانير أخرى بأسلوبٍ مطرّز وغير مستقيم وحضر في تنانير أخرى، القماش المقطّع.
أما طريقة تنسيق هذه التنانير جميعها فقد كان إما مع سترات قصيرة أو مع قمصان كلاسيكيّة إنما بقصّة جديدة إذ رأينا هذه القمصان بأسلوب التوبات الكلاسيكيّة وبقماش التول وتحديداً بطبقات من الكشاكش على الياقة وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الياقة أتت في معظم الأحيان مع القمصان وحتى السترات والمعاطف بأسلوب الكاب.
أيضاً، لا يمكن أن نتكلّم عن مجموعة موقّعة من لويس فويتون من دون أن يكون هناك مكاناً للحديث عن الشعار فالعديد من عاشقات الموضة يبحثن في تصاميم لويس فويتون عن تلك المطبّعة بشعار العلامة ولشتاء 2019، قدمّ لنا غيسكيير شعاراً مختلفاً للعلامة، أكثر عصريّة وتجسيداً لأسلوب الفضاء ولذاك الشعار الذي يمكن أن نراه مطبّعاً على ملابس ركّاب الفضاء.
إلى جانب ذلك وفي ظلّ أسلوب الفضاء الذي ألهم غيسكيير، برزت القفازات الجلديّة كأكسسوار اعتمدته عارضات الأزياء إنما فقط بيدٍ واحدة، اليد التي أمسكت بها العارضات حقائب لويس فويتون التي أتت أحياناً بأسلوب الـ Envelope المسطّح، هذه الحقائب التي أتت كلاسيكيّة والتي تعتبر إضافة جديدة إلى حقائب العلامة والتي شبّهناها بحقيبة سيلين الـ Claps وقد برزت، أحياناً أخرى، حقائب بأسلوبٍ كبير أو Tote مطبّعة وقد رأينا إلى جانبها حضوراً لحقيبة الـ Twist.
أخيراً، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ القسم الأخير من المجموعة ضمّ السراويل التي تمّ تنسيقها مع توبات بقصّات ملفتة ومطبّعة وقد حضرت الفساتين المنسدلة والواسعة أيضاً وشكّلت حضوراً قويّاً في هذه المجموعة.