في اليوم العالمي للغة العربية، تتجلى أمامنا عظمة لغة تتجاوز كونها مجرد وسيلة للتواصل، لتصبح مَنبعًا للإبداع، والحكمة، والهوية الثقافية. اليوم، وفي هذه المناسبة الاستثنائية، تحاور “ياسمينة” الإعلامي اللبناني نيشان دير هاروتيونيان، مقدم برنامج “أمير الشعراء”، الذي منح اللغة العربية مكانة خاصة في قلبه ومسيرته. في هذا الحوار، يتحدث نيشان عن علاقة فريدة تربط بينه وبين لغته الأم، ويكشف لنا كيف أثرت هذه اللغة العريقة في تشكيل رؤيته للثقافة، والفن، والحياة.
يستهل نيشان حديثه معنا بالآية الكريمة: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”. بهذه الكلمات التي يحملها في كل عام، يكرّس إيمانه العميق باللغة العربية ويؤكد على ارتباطها الوثيق بالإيمان والفكر. بالنسبة له، اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي “لغة تُثريني في الاتصال والتواصل والمنطق والمنطوق والإيمان”. كلمات تعكس حجم ارتباطه بهذه اللغة، التي يرى فيها وسيلة للتعبير عن أعمق مشاعره وأفكاره بأسلوب أدبي راقٍ. وقد كشفت المصممة السعودية نورا سليمان اليوم لـ”ياسمينة” أسرار مجموعتها “8 مساءً” التي تُجسد جمال الخط العربي.
أحد أبرز المدافعين عن اللغة العربية في العصر الحديث
تتواصل أهمية اللغة العربية في حياة نيشان من خلال البرنامج الشهير “أمير الشعراء”، الذي يقدّم حلقات موسمه الحادي عشر المباشرة. ويتميز البرنامج بمحتواه الثقافي الرفيع، ويهدف إلى إحياء الاهتمام بالشعر العربي لدى الأجيال الجديدة، وتعزيز ارتباطهم بالموروث الثقافي الغني. من خلال هذا البرنامج، يبرز نيشان كأحد أبرز المدافعين عن اللغة العربية في العصر الحديث، مقدماً نموذجاً إعلامياً يرفع من شأن اللغة العربية وثقافتها.
تعتبر اللغة العربية بالنسبة له رمزاً للجمال والبلاغة، كما يقول: “اللغة العربية إرثٌ إنسانيٌّ عظيم وهُوِيَّة ثقافيّة أشمَخُ بها”. ويستشهد في كل مناسبة بالشاعر حافظ إبراهيم، الذي قال في وصفها: “أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ، فَهَلْ سَاءلُوا الغَوَّاصَ عَـنْ صَدَفَاتـي“. ويعكس هذا الاستشهاد تقديره العميق للغة، ويؤكد على أنها ليست مجرد أداة تواصل بل هي مصدر للإلهام والفخر الثقافي.
من خلال برنامجه ونشاطاته الإعلامية، يسعى نيشان دير هاروتيونيان إلى الحفاظ على مكانة اللغة العربية وتعزيز حضورها في مختلف وسائل الإعلام. فهو يؤمن بدور اللغة العربية في بناء الهوية الثقافية العربية، وتوحيد المجتمعات الناطقة بها. إن حرصه على تقديم محتوى ثقافي رفيع يعكس إيمانه الراسخ بقدرة اللغة على تجسيد الجمال والفكر، ما يجعله واحداً من أبرز الوجوه الإعلامية التي تساهم في نشر اللغة العربية وتعزيز دورها في العالم المعاصر.
وفي الختام، قد يهمك التعرّف على خطاطات سعوديات عشقن الحروف العربية ورسمنها بإتقان وأصالة.