نور سليمان لـ "ياسمينة": علامة OWA المستدامة جاءت من سيوة وجدتي مُلهمتي الأولى لتصميم المجوهرات

نور سيمان صاحب علامة OWA

نور سيمان صاحب علامة OWA

يواصل المصممون الشباب وأصحاب علامات الموضة، إعادة تشكيل مشهد الأزياء بلمساتهم الفريدة وأفكارهم المبتكرة التي تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية، ومن بين هؤلاء المبدعين يبرز نور سليمان، مصمم الأزياء المصري وصاحب علامة OWA، التي تمثل تجسيدًا لرؤيته الخاصة في عالم الأزياء المستدامة.

ias

تعتمد علامة نور على استخدام الكتان المصري الفاخر كمادة أساسية في تصميماته، مما يعكس ارتباطه العميق بالطبيعة والمواد الصديقة للبيئة، إلى جانب ابتكاره لمجوهرات وحلي مصنوعة من اللؤلؤ، وهو عنصر له دلالة خاصة في تصاميمه.

“ياسمينة” تحاور نور سليمان لتسليط الضوء على مشواره المميز في عالم الأزياء، الذي يمتزج فيه شغفه بالفن وحرفيته العالية، ولا يكتفي سليمان بالأزياء فحسب، بل يمتلك خلفية فنية قوية في مجالَي التمثيل والإخراج، حيث يجمع بين الإبداع في عالم الموضة وعالم الفن السينمائي والدرامي والمسرحي، وهذا التنوع في الاهتمامات ينعكس على تصاميمه التي تجمع بين الأصالة والحداثة، مقدماً لعشاق الموضة قطعاً تحمل في طياتها قصة وثقافة، ما يجعل علامته واحدة من العلامات الصاعدة التي تستحق المتابعة.

يكشف المصمم المصري الموهوب لـ ياسمينة عن تفاصيل علامته OWA ويخبرنا المزيد من التفاصيل الملهمة عن سر اختياره لاسم علامته، وإلهامه بالتصاميم بجانب أمور أخرى عن حياته الخاصة.

في البداية أخبرنا من أين بدأ شغفك وحبك لعالم الأزياء والتصميم؟

شغفي وحبي لعالم الأزياء لم يبدأ مباشرة من التصميم أو من الفن بشكل تقليدي، بل له علاقة غير مباشرة بالفن، فأنا طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية، أدرس التمثيل والإخراج، وأنا مهتم كثيراً بالتمثيل وشاركت في العديد من المسرحيات وبعض الأعمال السينمائية والدرامية، كان آخرها دوري في مسلسل “الحشاشين”، كما قمت بإخراج العديد من الأفلام القصيرة والوثائقية.

وبحكم أنني أعمل في التمثيل والإخراج، أتابع بشغف الكثير من العروض الخاصة والمهرجانات المحلية والعالمية، وهنا بدأت ألاحظ أهمية أن يهتم الممثل بمظهره ولباسه، ليس فقط من أجل التمثيل، إنما لتكوين شخصيته العامة.

بدأت أركز أكثر على إطلالاتي، واكتشفت شغفي بمشاهدة الأفلام الوثائقية الخاصة بمصممي الأزياء مثل الفيلم الذي يروي قصة المصمم أوليفييه بالمان، حيث ألهمتني كثيراً قصته، ومن هُنا بدأ شغفي يزداد في كيفية اختيار الملابس والألوان، وكيف يمكنني تنسيقها بشكل جذاب.

بجانب ذلك، أؤمن بأن اللباس يجب أن يكون مدروسًا وليس عشوائياً، وأنه يمكن أن يكون مصدر إلهام حتى من مشاهدة الكثير من الأفلام والألوان وتصاميم الأزياء، وجلسات التصوير، وهكذا تطورت فكرتي عن الأزياء والفن، فكان مدخلي الرئيسي لعالم الأزياء هو التمثيل والإخراج، وليس الفن التقليدي بشكل مباشر.

من أين بدأت فكرة اختيار علامتك للأزياء Owa وماذا يعني الاسم؟

بدأت فكرة علامة OWA عندما كنت في واحة سيوة المصرية لتصوير مشروع عمل مرتبط بالإعلانات حيث كنت أعمل كمخرج إبداعي، وهناك تأثرت بالثقافة المحلية، وبعيداً عن أجواء العمل انجذبت إلى البيئة والطبيعة الريفية والبوهيمية التي تشبه إلى حد ما الريف المصري، ومن هُنا استلهمت الفكرة من تفاعل الناس مع بعضهم في الأسواق باستخدام أصوات معينة يتبادلونها للتواصل والعثور على بعضهم، ومن هنا جاء اسم علامة OWA، الذي يرمز إلى التواصل والتجمع فهو الصوت الذي يصدره الشخص في الصحراء هُناك أو في أي مكان من أجل التواصل مع الآخرين، أو في حال شعر الشخص بأنه ضلّ طريقه.

وخلال إقامتي في سيوة، تأثرت بالمناظر الطبيعية، مثل النخيل والطحالب، وأحببت الشعور البسيط الذي يعكسه المكان، وقررت بعد عودتي أن أبدأ بالعمل على علامتي للأزياء، والتي تعتمد بشكل أساسي على الطبيعة، حيث تكون كل المنتجات مصنوعة من مواد طبيعية مثل الكتان الخالص، للحفاظ على البيئة، واتباع مبدأ الاستدامة، وبالفعل بدأت في اختيار الأقمشة وتطريز التصاميم المستوحاة من العناصر التي رأيتها في سيوة، مثل النخيل والطحالب وأملاح البحيرات والصخور.

وأطلقتُ أول مجموعة من OWA بناء على تلك الأفكار، وكنت متردداً في البداية لأنني لم أكن واثقًا من نجاحها، لكن عندما رأيت أن الناس يشترون المنتجات ومعجبون بالقصة، ويرسلون لي رسائل أنها مُلهمة ومميزة، تأكدت أنني أسير على الطريق الصحيح.

لماذا فكرت في اتباع أسلوب الاستدامة لتصاميمك، ولماذا اخترت الكتان تحديداً؟

الفكرة من الأساس كانت تعتمد على موديلات مستوحاة من الطبيعي، وبالتالي كان لا بد أن تتبع أسلوب الاستدامة للحفاظ على البيئة، وهي نفس البيئة التي استمتعت بها عندما سافرة إلى سيوة، وتباعاً كان هذا هو هدفي الأوّل، خصوصاً وأن الطبيعة وما هو مستوحى منها، غالباً ما يكون بسيطاً ورائعاً في الوقت نفسه، وهذه كانت الهوية الخاصة بعلامة OWA.

بالإضافة إلى ذلك، أنا مهتم كثيراً بفكرة الاستدامة خصوصاً بعالم الأزياء، فأنا لا أتمنى أن تكون منتجاتي مضرّة للبيئة أو للبشرة، بجانب ذلك يضفي الكتان شعوراً رائعاً للجسم عند ارتدائه، ويرفع من طاقة الإنسان ويزيد من إحساسه بالإيجابية بحسب العديد من الدراسات.

هل واجهت تحديات أو صعوبات عند اعتمادك على قماش موحد لكل التصاميم؟

في الحقيقة، لم أواجه الكثير من الصعوبات، لأنني درست المشروع قبل خوضه، وحتى مع استخدام قماش الكتان، كانت أمامي فرصة لاختيار العديد من التصاميم والموديلات المختلفة، والتي حازت على إعجاب العديد من الأشخاص داخل مصر، حتى أنها فتحت لي خط إنتاج خارج مصر، خصوصاً وأن الكتان المصري معروف بجودته العالية، ولهذا أصبح لي سوق بالخارج.

ما رأيك بمتابعة توقعات ياسمينة لصيحات أسبوع الموضة في الرياض 2024.

هل كان من الصعب أن تبدأ علامتك للأزياء وأنت صغير السن؟

أعتقد أن الأمر لا علاقة له بالسن، بل بالنشأة، فعلى سبيل المثال، أذكر عندما كانت والدتي وعمتي تهتمان بشكل كبير بمظهرهما، وكنت أجلس أتأملهما وهما يذهبان للتسوق أو بعد الخروج من صالون التجميل، بالفعل، بدأ شغفي بهذا المجال منذ الطفولة.

قد يهمك الاطلاع على أسبوع الموضة في باريس.. ملتقى النجمات العربيات للتألق بأجمل الإطلالات.

ما هو الموديل الأقرب لقلبك بعلامتك الخاصة؟

أقرب موديل إلى قلبي هو الفستان الطويل الذي يأتي مع فتحة حرف V وفتحة ساق جانبية، ورسمة نخلة بارزة على أحد الجانبين، وكذلك البلوزة الكات الرجالية والتي تعتبر من أكثر القطع مبيعاً عندي، حيث أشعر أنها موديلات لا تشبه أي تصاميم أخرى موجودة في السوق الحالي.

أخبرنا عن آراء عملائك وهل تفهموا فكرة إنك تتبع أسلوب الاستدامة بعلامتك للأزياء؟

جاءنا الكثير من التعليقات الإيجابية عن علامتنا، وعن فكرة اتباع الاستدامة، واستخدام تصاميم من الكتان المصري، بجانب ذلك كان هناك تعليقات على عملية الـ Packing إذ كنت أرغب أن يشعر كل من يفتح تصاميمي بالفرحة والبهجة، لذا كنت أستخدم خيوط مستدامة مرفقة بالزرع والورود عند إرسال التصاميم.

قد تفضلين متابعة علامة روجا تُطلق عطرها الجديد “ضائع في باريس” بحضور المؤثرات العربيات.. وهذا سعره!

علمنا أنك تنفّذ مجوهرات وحلي مصنوعة من اللؤلؤ، من أين جاءت الفكرة وكيف اخترت التصاميم؟

فكرة إدخال اللؤلؤ في تصاميم OWA جاءت من ذكريات الطفولة المتعلقة بجدتي، التي كانت ترتدي اللؤلؤ بشكل دائم، إذ كنت أجلس بجوارها وهي ترتدي اللؤلؤ بجانب خاتمها الذهبي، وكانت تثيرني فكرة اكتشاف اللؤلؤ وكأنه شيء قديم وغامض، ومع مرور الوقت، بدأت أدرك جمالية اللؤلؤ وارتباطه بذكرياتي مع جدتي، ومن هُنا شعرت بدافع لإعادة إحياء هذا العنصر في تصاميمي، خصوصاً وأنها تتناسب أيضاً مع فكرة الاستدامة والأزياء المستوحاة من الطبيعة.

وعليه، أصبحت مجموعة الكتان مستوحاة من الطبيعة وسيوة، بينما جاءت فكرة اللؤلؤ كمصدر إلهام من جدتي، التي كان لها تأثير عاطفي عميق عليّ.

أخبرنا عن مجموعتك القادمة وما تسعى أن تحصل عليه علامتك في السنوات القادمة؟

أتمنى أن يدخل المزيد والمزيد من الأشخاص إلى عائلة OWA، وأن يتعرفوا على قصّة سيوة المصرية، والتركيز أكثر على مبدأ الاستدامة والمواد المصنوعة من عناصر صديقة للبيئة، بالإضافة إلى أنني أرغب إلى أن تصل تصاميمي إلى العديد من الأشخاص داخل مصر وخارجها، كما نخطط بإنتاج موديلات أخرى كما فعلنا مع اللؤلؤ، حيث نعمل على إنتاج أحذية صديقة للبيئة، بجانب العمل على مجموعة شتاء وخريف 2024 التي سنصدرها قريباً.

في الختام، تابعي ماذا كشفت منسقة المظهر إسراء جلال لـ ياسمينة عن تعاملها مع النجمة غادة عبد الرازق.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية