أخبرتنا الطبيبة النسائية ليال أبي زيد عن نصائح ومعلومات صحية ضرورية لكل امراة، في مقابلة أجريناها معها، موضحة أمورًا مختلفة تتساءل عنها السيّدات أو لا يعرفنها حتّى، ومسلّطة الضوء على كيفية تفادي الإصابة بالأمراض النسائيّة الأكثر شيوعًا.
الدكتورة أبي زيد أجابت عن عدّة أسئلة متعلّقة بصحّة السيّدات، بغضّ النظر عن الفئة العمريّة التي ينتمين إليها، وعمّا إذا كنّ متزوّجات أم لا. فتابعي المقابلة في الأسطر التالية، لتكتشفي أبرز النصائح واالمعلومات المتعلّقة بصحّتكِ.
أهمية زيارة المرأة للطبيب
زيارة الطبيب النسائي ليس منحصرًا بالمرأة المتزوّجة فحسب، فالدكتورة أبي زيد تشدّد على أنّها “إجباريّة منذ سنّ البلوغ حتّى عمر متقدّم جدًا عند السيّدات سواء كانت متزوّجة أم عزباء”.
لمَ يجب أن تزور العزباء الطبيب النسائيّ؟
عند البلوغ، وخاصّة في السنتين الأولى من المراهقة، قد تعاني الفتاة من عدم انتظام في الدورة الشهريّة وقد ينتج عن ذلك عدّة عوارض، مثل حبّ الشباب ونموّ الشعر في أماكن غير مرغوب ظهورها به.
هذا الأمر يستدعي زيارة الطبيب النسائيّ، لفحص مستوى الهرمونات لديها، وللخضوع لصورة صوتيّة للتأكّد من سلامة الرحم والمبايض، خصوصًا وأنّ عدم انتظام الدورة الشهريّة يرتبط غالبًا بتكيّس على المبيض (Polycystic ovary syndrome)، وهي من الأمراض الأكثر شيوعًا بين السيّدات العربيّات.
يجب أن تزور الفتاة الطبيب النسائيّ باستمرار بعد البلوغ، خصوصًا في حال لم تكن الدورة الشهريّة لديها منتظمة.
ما أهميّة زيارة المرأة المتزوّجة للطبيب النسائيّ؟
هي مهمّة كي تكتشف إذا كانت مصابة بأي من الأمراض الخبيثة في سنّ مبكرة جدًا، وأيضًا لتفادي حدوث أمور غير مرغوب بها. فالطبيب النسائيّ يؤدّي دورًا تثقيفيًّا في مختلف المراحل الحياتية للمرأة، سواء قبل الزواج، أو بعد الحمل أو بعد الإنجاب. السيّدة المتزوّجة يجب أن تخضع للكشف الطبيّ بصورة مستمرّة، خصوصًا لإجراء الفحص الذي يُعرف بعدّة أسماء، منها الـ Frottis، ويتم من خلال أخذ الطبيب لمسحة من عنق الرحم وإرسالها للمختبر حيث يتمّ دراسة الخلايا فيها، وهذه الخطوة أساسيّة لاكتشاف سرطان عنق الرحم في وقت مبكر في حال كانت المرأة مصابة به، خصوصًا وأنّه يحتل المرتبة الرابعة عالميًّا في أنواع السرطان الأكثر شيوعًا بين النساء في العالم.
على المرأة المتزوّجة أن تخضع للكشف الطبي بين الفترة والأخرى، لتفادي حدوث أمور غير مرغوب بها.
كذلك، من الضروري إجراء الصورة الصوتية ليتأكّد الطبيب من سلامة الرحم وبطانته والمبايض، ولاكتشاف وجود أي ورم سواء كان خبيثًا أم حميدًا، أو أي خلل قد يؤثّر على المنطقة النسائيّة. كذلك عليها أن تجري فحص الثدي لاكتشاف وجود أي ورم. وبعد سن الأربعين، أو حتّى قبل في حال وجود مرض سرطان متوارث في عائلة المرأة، عليها أن تخضع لصورة شعاعيّة للثدي بهدف الكشف المبكر لسرطان الثدي، فتلك من أهمّ النصائح لتجنّب الإصابة بسرطان الثدي.
ما هي أكثر الأخطاء شيوعًا في تنظيف المنطقة الحساسة؟
من خلال الحالات التي عاينتها في العيادة، أرى أن أكبر خطأ يُقتَرَف في هذا الخصوص، هو كثرة تنظيف المنطقة الحسّاسة، ظنًّا أن هذه الخطوة هي ضروريّة. هذه الخطوة تؤثّر على درجة حموضة المهبل (Vaginal Ph)، في الجهاز التناسليّ، ولذا، يجب أن يتمّ ذلك مرّة في اليوم، أي أثناء الاستحمام، وبالطبع، قبل ممارسة العلاقة الزوجيّة وبعدها، لأنّ أي خلل بالـ Ph يعرّضها للإصابة بالأمراض.
خطأ آخر يجب تجنّبه، وهو استخدام الصابون العاديّ لتنظيف المنطقة الحسّاسة، إذ يجب أن يتمّ استبداله بمستحضر طبيّ من الصيدليّات. كذلك، أريد أن أشدّد على ضرورة تجفيف المنطقة الحساسّة جيّدًا بمنشفة خاصّة بها تُغسل يوميًا.
أمر آخر أودّ لفت الانتباه إليه، وهو ضرورة الامتناع عن تنظيف المهبل من الداخل حيث أنّه يُنظّف نفسه، إذ تعيش في هذه المنطقة بكتيريا جيّدة وبقتلها، تعرّض المرأة نفسها للإصابة بالفطريّات والالتهابات. من المهمّ استخدام الفوط الصحيّة بطريقة صحيحة، أي تبديلها كلّ 4 ساعات كحدّ أقصى، وتجنّب تمامًا استخدام المستحضرات المعطّرة على المنطقة الحسّاسة.
وأخيرًا، أشدّد على ضرورة تبديل الملابس الداخليّة يوميًا، وتجنّب ارتداء السروال الرفيع لأنّه قريب جدًا من المناطق الحسّاسة، الأمر الذي يتسبّب بزيادة نسبة الحرارة فيها ونموّ الفطريّات.
متى ينبغي على الفتاة أخذ اللقاحات النسائية، وما مدى فعاليتها؟
يمكن للفتاة أن تأخذ اللقاح المضاد لسرطان عنق الرحم، بدءًا من سنّ التاسعة إلى الـ 45 سنة، وكلّما تمّ ذلك في عمر أصغر، كان أفضل، لأن المناعة تكون أقوى، فالجهاز المناعي لدى المراهقات هو أكثر فعاليّة، ولذا إذا كان عمرها يتراوح بين الـ 9 والـ 14 عامًا، لن تحتج لأكثر من جرعتين من هذا اللقاح، علمًا بأنّه بعد عمر الـ 14 يُعطى بـ 3 جرعات. بالطبع، يُفضَّل أن تخضع السيّدة لهذا اللقاح قبل الإقدام على الزواج وممارسة العلاقة الحميمة، كي تستفيد من فعاليّته إلى أقصى قدر ممكن، قد يصل إلى 90%، ولكن هذا لا يعني أنّه غير فعّال بعد أن تكون المرأة قد مارست العلاقة، إنّما أثبتت الدراسات أنّه فعّال وضروريّ.
إن اللقاح المضاد لسرطان عنق الرحم ضروريّ، ومن المفضّل أن تأخذه الفتاة بين عمر الـ 9 والـ 14 سنة.
يحمي هذا اللقاح من 16 نوع من الـ HPV، اثنين منها تسبّب الثآليل، و14 نوعًا مسبّبًا لسرطان عنق الرحم، ولذلك، أصبح إجباريًّا في عدّة دول.
ما هي خطوات اللايف ستايل الصحيّة التي على المرأة أن تعتمدها لتجنّب الإصابة بالأمراض النسائيّة؟
ننصح كأطّباء نسائيّين بالإكثار من تناول الفاكهة والخضار، أي ما مجموعه 5 أنواع طازجة منهما يوميًّا، والاستفادة من خصائص زيت الزيتون والشاي الأخضر، والفيتامين “D”، وممارسة الرياضة بطريقة منتظمة، أي ما لا يقلّ عن ساعتين منها أسبوعيًّا. بعض الأمراض تخفّ بنسبة كبيرة في حال اتّباع خطوات اللايف ستايل الصحيّ، بحيث نؤكّد فعاليّتها بعلاج تكيّس المبيض والعوارض الناتجة عنه من ظهور حب الشباب والشعر الزائد. لذا، ننصح من يعانين من هذه الحالة المرضيّة، بفقدان الوزن من خلال ممارسة الرياضة واتّباع نظام غذائيّ صحيّ يخلو من تناول النشويّات والسكريّات، وعندما يتمّ خسارة كيلوغرامين أو اثنين من الوزن، سيلاحظن أن الدورة الشهريّة انتظمت، بسبب إعادة الإباضة.
إضافة لاتّباع خطوات اللايف ستايل الصحي، من الضروري زيارة الطبيب النسائيّ بصورة متكرّرة.
وفي ما يتعلّق بالتهابات البول المتكرّرة، ننصح بالإكثار من شرب المياه، وتناول فاكهة التوت البري (Cranberry) أو شرب عصيرها، وللمتزوّجات ننصح بتنظيف المنطقة الحساسة والتبوّل بعد ممارسة العلاقة الحميمة مباشرة. وفي حال المعاناة من ظهور الفطريّات، ننصح بتجنّب ارتداء الملابس الضيّقة، وعدم الجلوس بملابس السباحة المبلّلة تحت أشعّة الشمس، لأن تعريض المنطقة الرطبة للشمس يتسبب بظهور الفطريّات، وأشدّد على ضرورة الابتعاد عن الأطعمة الغنيّة بالسكّر والنشويات، واستبدالها بأخرى غنيّة بالبروبيوتيك.
وبالنسبة للوقاية من الإصابة بالأمراض المتناقلة جنسيًّا، نشدّد على ضرورة استخدام الواقي الذكريّ، الإخلاص لشريك واحد وعدم تعدّد الشركاء.
أمّا لتجنّب الإصابة بسرطان الثدي، من الضروريّ الابتعاد عن التدخين والكحول، والإكثار من ممارسة الرياضة والرضاعة والحفاظ على وزن ثابت، فهذه من أبرز النصائح لتقي الإصابة بسرطان الثدي.