نسلط الضوء اليوم على سؤال يتردد في أذهان أغلب النساء، خاصةً اللواتي يخضن أولى تجاربهن العاطفية، وهو من يدفع فاتورة الموعد الأول؟ الرجل أو المرأة؟
في العلاقات الغرامية، توجد قواعد محددة لا يجب خرقها، وقد تم ابتكارها وتطويرها لتنظيم الأمور وتحديدها من كلا الطرفين.
النظرة التقليدية للموضوع
تقع النساء في “ورطة” أخلاقية، عند مرورهن في بداية علاقتهن العاطفية، وخاصةً عندما يحين موعد اللقاء الأول، وقد يكون الأمر الأكثر صعوبة لديهنّ هو: من يجب أن يدفع في الموعد الأول؟
ويبدو أن هذا الموضوع يعتبر “شاغل الناس” في كافة أنحاء العالم، ما يفسّر قيام العديد من الإحصاءات التي تود الوصول إلى نتجية منطقية حول هذه المعضلة.
وفي إحصاءات تم إجراؤها في الولايات المتحدة الأميريكة، تبين أن غالبية الأميركيين لا يزال لديهم وجهات نظر تقليدية حول هذا الموضوع. حيث يعتقد أكثر من 70% من الأمريكيين أنه في العلاقات الغرامية، يجب على الرجل أن يدفع في الموعد الأول، وفقًا لاستطلاع حديث أجرته شركة NerdWallet. على الرغم من أن 68% من النساء يتوقعن أن يتحمل الشريك التكلفة في الموعد الأول، إلا أن عددًا أكبر من الرجال وبنسبة 78% يضعون هذا التوقع على أنفسهم، قائلين إنهم يجب أن يكونوا مسؤولين عن تكلفة الموعد الأول، بحسب نتائج الاستطلاع. وقد يهمكِ الإطلاع على مميزات وعيوب الزواج من رجل كبير في السّن.
الفكر النسوي غيّر المعادلة
أوضحت كلير سوت، عالمة نفس شاركت في إستطلاع أجراه موقع وتطبيق التعارف Badoo، أن “تزايد الثقة بالنفس عند النساء وإنتشار الفكر النسوي هو السبب وراء هذه النتائج”، وأضافت: “الثقة من أكثر الصفات جاذبية عند النساء والفتيات اللواتي يدفعن المال في الموعد الأول أو يبدأن المحادثة للتعارف يمتلكن ثقة كبيرة. وبالتالي الرجال الواثقين من أنفسهم لا يحب أن يجدوا مشكلة في حال دفعت النساء الفاتورة أو تقاسمتها معهم، فهذا لا يرتبط بتاتاً بالرجولة. أما الرجال الذين لا يمتلكون شخصية قوية أو ثقة بالنفس فيرفضون تماماً أن تدفع الفتاة”.
ورأت كلير أن العادات التقليدية تزيد من الضغط المالي والنفسي على الرجال وذلك يجب أن يتوقف. مضيفةً: “تطبيقات المواعدة جعلت الناس يتواعدون أكثر من قبل وبالتالي إن رفض الرجال تقاسم الفاتورة مع النساء سيواجهون ضغوطات عاطفية ومالية مرهقة. ففي السابق كان الرجل مسؤولاً عن كافة مصاريف زوجته وكان يعيل أسرتها. أما الآن فالمرأة باتت تعمل وتحصل على رواتب عالية ويجب على هذه المفاهيم أن تتغير”.
لكن، إن كنتِ تعتبرين نفسكِ ممن يتجنبن معايير المواعدة القديمة، سنخبركِ اليوم عن طرق أخرى لتحديد من يدفع في الموعد الأول، وفقًا لمحترفي التمويل الشخصي وخبراء الآداب. تابعي منتدى الحياة الزوجية: نصائح فعالة لعلاقة مستقرة.
الدعوات والفواتير والإكراميات تسير جنبًا إلى جنب
إحدى القواعد الأساسية هي أن الشخص الذي يدعو شخصًا ما في موعد أولي، يجب أن يدفع الفاتورة، ويتحمّل أعباء اللقاء. حيث تؤكد خبيرة الآداب والإتيكيت ديان جوتسمان بقولها: “القاعدة تنطلق عندما يتعلق الأمر بالمواعيد بشكل عام (وخاصة الموعد الأول) هي أن الشخص الذي يوجّه الدعوة يدفع الحساب بالكامل وأيضًا الإكراميات، فالفاتورة والإكرامية يسيران جنبًا إلى جنب”.
على سبيل المثال، إذا التقيت شخصًا للمرة الأولى، لم تكونا على معرفة سابقة، وكان اللقاء ضمن إطار التعارف، دون أن يكون هناك إعجاب متبادل، فيجب على المرأة أن تعرض على الطرف الآخر أن تدفع حسابها الشخصي فقط. وقد يهمكِ الإطلاع على الانجذاب الروحي بين شخصين: قدر أم صدفة مخطط لها مسبقًا؟
من يكسب أكثر؟
هناك طريقة أخرى لتحديد من يجب أن يتحمل عبء الفاتورة، بناءً على الطرف الذي يكسب المزيد من المال. لكن لا يتم الكشف عن الرواتب عادةً في المواعيد الأولى، رغم أن هذا البند قد لا يمكن تحقيقه في أغلب المواعيد، نظرًا إلى أن الإفصاح عن الرواتب الشخصية أمر خاص للغاية.
يقول سبعة وخمسون بالمائة من الأميركيين إن الشخص في العلاقة الذي يجني أموالاً أكثر يجب أن يدفع الفاتورة أولًا، أكثر من الشخص الذي يجني أموالاً أقل. ورغم عدم إمكانية تطبيق هذا البند في أغلب المواعيد الأولى، إلا أن خبراء الآداب شددوا على أهميته.
ما هو الوقت المناسب للحديث عن المال؟
هناك طرق خفية للتحدث عن الراتب الشخصي، وقيمة الأموال التي نجنيها في المحادثة، خاصةً في المواعيد المبكرة، وفقًا للخبراء. ومن الحكمة القيام بذلك، لتحديد التوقعات في وقت مبكر.
وفي هذا الإطار، تؤكد سارة راثنر، خبيرة التمويل الشخصي في NerdWallet بقولها: “يمكنك أخذ فكرة شاملة عن راتب الطرف الآخر الشخصي، في وقت مبكر من خلال التحدث عن وظيفتك، وكيف كانت تربيتك، وما تحبين القيام به من أجل المتعة، فضلًا عن أبرز هواياتك”.
على سبيل المثال، إذا كان لدى شخص ما هوايات مكلفة مثل التزلج أو الغوص، فقد يكون ذلك علامة على أن لديه دخلًا عاليًا لدفع الفاتورة. من ناحية أخرى، فإن الشخص الذي يقول إنه يشغل حاليًا وظيفتين وليس لديه الكثير من وقت الفراغ، يمكن أن يشير إلى أنه يركّز على الكسب بدلاً من الإنفاق.