أن تصبحي مستقرة نفسياً هي عملية تتطلَّب جهداً والتزاماً، ولكنَّها هدف قابل للتحقيق؛ إذ يمكن أن يؤدي إلى مزيدٍ من الرفاهية العاطفية والمرونة. وتعرفي على أشهر أنواع الأمراض النفسية.
ويتميَّز الاستقرار النفسي بالإحساس بالهدوء، والوعي الذاتي، والقدرة على التعامل بفاعلية في ظلِّ الضغوطات والتحديات الحياتية الكثيرة والمختلفة.
ماذا يعني الاستقرار النفسي؟
مع تزايد الضغوط الحياتية والسرعة الهائلة في إيقاع العصر، قد تصاب بعض النساء بالتوتّر والقلق، فيصبح هدفهن الحصول على الاستقرار النفسي، وهو شعور المرأة بالاطمئنان وتقبّل ذاتها والتوافق معها وتقبّل الآخرين والتسامح معهم، فضلًا عن البساطة والتلقائية في التعامل مع الذات ومع الآخرين.
والاستقرار النفسي أمر نسبي يتفاوت من امرأة إلى أخرى ومن مجتمع إلى مجتمع، بل إنّه قد يتفاوت عند المرأة ذاتها بحسب الظروف التي تمرّ بها في أثناء مراحل الحياة من الطفولة إلى الشيخوخة، مثلما أنّه يتفاوت بين الذكور والإناث وبين المتعلّم وغير المتعلّم.
إنّ من أبرز علامات الاستقرار النفسي الشعور بالأمن والسلام الداخلي والتصالح مع الذات، والشعور بالسكينة والطمأنينة والانسجام مع المشاعر والأحاسيس بطريقة متناغمة، والتعبير عن المشاعر الإيجابية وإبداء الحبّ تجاه الآخرين والتعبير بشكل إيجابي، وهو مخزون من الحبّ يحتاجه الفرد إذا ما تعرّض لأزمة نفسية فيستعمله حينها، ممّا يعود على الفرد بالراحة النفسية التي تؤدّي إلى الاستقرار النفسي.
ومن عوامل الاستقرار النفسي عدم مقارنة النفس بالآخرين، إذ إنّ المقارنة تدفع المرأة إلى التقليل من قدراتها وإنجازاتها الذاتية التي تمتلكها، ممّا قد تقود إلى الشعور بالإحباط والفشل؛ لذا فمن الأفضل أن تقارن المرأة نفسها بنفسها بين إنجازاتها السابقة وإنجازاتها الحالية، ويعزّز ثقتها بنفسها وتكوّن صورة ذاتية عن نفسها عن طريق التحديد الدقيق والواقعي للإمكانات والقدرات الموجودة لديه، وهناك عوامل خارجية تؤثّر في الاستقرار النفسي للمرأة، منها انعدام الأمن، وفقدان الحرّية، وانعدام العدالة، وسوء معاملة أفراد المجتمع، فعدم توافر ما تحتاجه المرأة من الضروريات، وشعورها بالغبن قد يؤثّر سلبًا في حالتها النفسية واستقرارها، وقد تُحدث ضغوطًا نفسية تجعل المرأة تعاني من حالة فكرية سيئة.وإليكِ عوارض الاضطرابات النفسية: قد تكونين تعانين منها!
نصائح لتحسين الحياة والوصول إلى الاستقرار النفسي
- التوقّف عن التفكير فيما حدث في الماضي، وعدم السماح للذكريات المؤلمة أن تشغل تفكيركِ، والعيش في الحاضر، واستثمار الفرص لبناء مستقبل زاهر.
- القيام بالأعمال التي تحبّينها وتفضّلينها وترغبين بها.
- تجنّب التعامل مع الأشخاص السلبيين الذين يزيدون من الحزن والآلام.
- التسامح والعفو عن الناس، فالحقد والحسد والضغينة والكره، كلّها مشاعر سلبية ترهق القلب والروح، ولن تشعري بطعم الراحة والهناء.
- التوقّف عن التذمّر والشكوى.
- التصرّف بعفوية بدون تصنّع أو تكلّف في محاولة لإخفاء العيوب وتجميل الوضع أمام الناس.
- عدم كبت المشاعر، بل التعبير عمّا بداخلكِ من آراء وأفكار ومعتقدات من دون خوف أو تردّد.
- عدم السماح للآخرين بأن يقرّروا بدلًا عنكِ.
- ضرورة مخاطبة النفس بعبارات إيجابية، مثل: أنا ناجحة ومتفوّقة.
كيفية النجاة من الضياع وعدم الاستقرار
من الجيد أن تحاولي مساءلة الأفكار التي تختبئي خلف شعورك بالضياع وعدم الاستقرار. يبدو هذا الأمر سهلا في بعض الحالات، حيث يكون هناك ظرف أو مسألة معينة تسبب هذه المشاعر، كفقدان شخص عزيز أو وظيفة ما، إلا أن هذا ليس سهلًا في حالات أخرى تتشابك فيها الظروف أو تبدو جيدة في ظاهرها، لكنها لا تكون السبب المباشر في شعور الإنسان بالضياع وعدم الاستقرار.
هل شعوركِ ناتج عن مرحلة عمرية معينة قد يشاركك فيه آخرون بمثل سنّك؟ هل هو نتاج تخبّط سلوكي، أم بسبب تجربة قاسية كانفصال أو مرض؟ هل هو شعور عامّ بالخواء رغم الظروف الجيدة؟ حاولي التفريق بين المشاعر الناتجة عن ظروف موضوعية خارجية، وتلك التي تنبع من مشاعر داخلية لا دخل لها بالظروف المحيطة بشكل مباشر. هذا سيساعدكِ بعد ذلك على التعامل معها بشكل أفضل. من الممكن أيضًا أن تستخدمي بعض تقنيات العلاج المعرفي السلوكي، مثل سجلّ الأفكار مثلًا.
عدم جعل مشاعرك تستحوذ عليك
لا يمكن للكثير من النساء أن يتحمّلن الشعور بالضياع وعدم الاستقرار دون اللجوء إلى مهرب يخفف منها عبر الانغماس بشيء آخر، قد يكون هذا الآخر هو الطريق الأسهل، لكنه بالتأكيد ليس الطريق الأفضل أو الأكثر نضجًا. وتشمل الطرق المعتادة ممارسة سلوكات غير صحية ومدمّرة أحيانًا، مثل التدخين أو تناول الطعام بشراهة أو الغرق في السوشيال ميديا، لتخدير مشاعر الضياع والألم، ولملء الخواء الداخلي. هذا كله لا يحدث دون ضريبة باهظة الثمن قد تدفعها عاجلا أو آجلا، رغم فائدتها اللحظية أو المؤقتة.
إن القدرة على التعايش مع المشاعر السلبية وعدم اليقين وتأجيل العائد الإيجابي هي إحدى أهم علامات النضج النفسي لدى المرأة، كما أن استخدام إستراتيجيات الضبط الانفعالي، مثل حل المشكلات بشكل إيجابي وإعادة النظر للأمور بشكل إيجابي وتقبّل الواقع، هي أكثر إيجابية على المدى البعيد أي أقل ارتباطًا بحدوث اضطرابات نفسية بكثير من الاجترار أو الكبت أو العصبية والتفريغ الانفعالي.
وأخيرًا، قد يهمكِ الإطلاع على نصائح التخلص من الاكتئاب بسرعة.