لطالما سمعت، يا عزيزتي، أن صحتك غالباً ما تتحسّن بعد الزواج وأن الوحدة خطرة جداً وقد تكون قاتلة. وعلى ما يبدو، أن بعضاً من هذه الاقاويل، يحمل بعضاً من الصحة في طيّاته، خصوصاً مع ظهور دراسة جديدة تشير الى خطر العزلة الاجتماعية على صحة الانسان، العقلية والجسدية، وانعكاسها السلبي على كريات الدم البيضاء وبالتالي تزايد الخطر على مناعة الجسم.
اختبري نفسك: كيف يجب أن تحاربي ضغطك النفسي؟
ومع تزايد ملحوظ بنسبة الوحدة التي يختبرها عدد كبير من الأشخاص، زادت مخاطر الإصابة بأمراض مختلفة وبالتالي الخطر على صحة هؤلاء، خصوصاً أن الإنسان يتميّز بطبعه، بحبّه للاختلاط الاجتماعي والتواصل مع الآخرين والمحيط العام.
وقد كشفت أبحاث ودراسات حديثة بأن العزلة الاجتماعية تضرّ بكريات الدم البيضاء فتضعف مناعة جسم الانسان ما يزيد من احتمال الاصابة بالتهابات خطرة وجديّة.
كما لفتت إلى أن هذه الوحدة قد تسبّب بوفاة كبار السن، من خلال زيادة مستويات الهرمونات المسؤولة عن التوتر في جسم هؤلاء ما ينعكس سلباً على صحة هؤلاء.
وبات العديد من أهل الطب والابحاث يعتبرون الوحدة أو العزلة الاجتماعية وباء أشد خطوة وشراسة من البدانة التي من المعروف أنها تضرب العالم أجمع. (اكتشفي مع ياسمينة أنت والوحدة، خوف أم تناغم؟)
ومهما كانت أسباب الوحدة أو العزلة، فيجب تجنّبها، ليس فقط بسبب خطورتها على صحة الانسان وجسمه بل أيضاً بسبب خطورتها النفسية التي قد تضرّ، مع مرور الوقت، بسلامة الانسان العقلية فيبتعد شيئاً فشيئاً عن محيطه ويصبح مركزاً لاستقبال المشاعر السلبية ما يزيد من خطر الاصابة بالاكتئاب التي غالباً ما تكون نتيجة غير حميدة.
ولعلّ عوارض الوحدة لا تظهر بوضوح إلاّ أن يجب استشعارها وعدم السماح لاي شخص باختبار هذه العزلة في شكل كامل، مع ضرورة تفهم المساحة الشخصية والوقت الخاص واحترامهما والتي غالبا ما تعودد بالمنفعة على الشخص وانتاجيته.
من هنا، سيدتي، إن بدأت تشعرين بأنك تميلين الى اختبار الوحدة في شكل جدي وبكثرة، عليك اللجوء الى المساعدة المحترفة أو القيام بنشاطات مختلفة، كالاختلاط بالعائلة والاصدقاء، الاجتهاد بالعمل ومحاولة الانخراط بمشاريع عديدة وكثيرة، ممارسة مختلف أنواع الرياضة وتثقيف الدماغ كاللجوء الى القراءة والموسيقى.
فمن شأن ذلك مساعدتك على العودة الى محيطك وتجنبيك مخاطر كثيرة قد تعرّض حياتك للخطر، في شكل جديّ.
اقرئي المزيد:غياب الحب سيقتلكِ مرتين أكثر من السمنة