يقدّم معرض "ذاكرة مُـنتهكة" الفني مجموعة من الأعمال المميزة لكل من الفنان محمد أبو النجا من مصر، والفنان فييه ديبا من السنغال، في إطار يعكس الإلتزام المستمر لصالة العرض "موجو غاليري" تجاه إكتشاف خبايا الفن المعاصر من أفريقيا، وتسليط الضوء على علاقته، تأثيره ومساهماته في إثراء اللغة العالمية للتعبير الفني.
معرض "كولاكيوريتنج: إدراكات نحتية" للفنانة أريج قاعود
بين هذين الفنانين البارعين قواسم مشتركة في عدد من المستويات الموضوعية والجمالية تتجلّى في الدور الذي تلعبه "الذاكرة" كركيزة تصوّرية ذات تأثير واضح في أعمالهما الفنية، وأيضاً في اختيارهما للوسائط الفنية الخاصة. كما أن استخدام المواد يستأثر بجزء جوهري وشامل في أعمالهما الفنية، ويساهم أيضاً في إرساء جسر للحوار والمشاركة الإنفعالية بين كلا العملين من شمال أفريقيا وغربها. فاستخدام فييه ديبا للمواد الخام والمعدّلة والمعاد تدويرها يثير عدة تساؤلات حول الأهمية الإجتماعية والبيئية، في حين أن استخدام أبو النجا للأوراق المصنوعة يدوياً ببراعة في سلسلة من الأعمال الفنية يأتي مُثــقلاً بالخطابات التاريخية والسياسية.
حفل جوائز Luxury Lifestyle Awards السنوي الثامن في دبي
يظهر في جوهر العمل الفني لأبو النجا رمزاً يعكس بأبعاده الأهمية الدينية والثقافية والسياسية للمنطقة، أي شجرة الزيتون. وبتسخيره لمهاراته كفنان وصانع بارع للورق، إبتكر أبو النجا قطعاً تسرد قصتها بإلهام وجرأة وبنظرة شمولية وعميقة. أما القطع الفنية التي ابتكرها فييه، فتحمل بين طيّاتها مظاهر الإستعجال في طرح التساؤلات مع مزيج مُتقن من المواد، الأجسام ثلاثية الأبعاد، والألوان والعلامات، ما يأخذ المشاهد في رحلات مجازية تصوّر القضايا الهامة على الصعيدين الإفريقي والعالمي.
معرض فنون الفنانة سمية السويدي Only A Few في دبي
أخيراً، إن التداخل بين هذه العملين الفنيين يتيح فرصة مذهلة للمشاركة في حوار فني بين فنان يتحدث العربية من شمال أفريقيا، وفنان آخر يتحدث الفرنسية من غرب أفريقيا. والهدف الأسمى يكمن في اكتشاف دور الفن المعاصر في سد الفجوة بين الثقافات والمُدركات المتنوعة في عالم بات مجزّأً على نحو متزايد. يُذكر أن صالة العرض "موجو غاليري" تقع في مجمع السركال أفينيو، مبنى رقم 33، شارع 8، منطقة القوز 1 في دبي، أما أبوابه فتفتح من السبت إلى الخميس، من الساعة 10:00 صباحاً وحتى الساعة 7:00 مساءً.