ياسمينة ستعرفك اليوم على مخاطر استخدام البوتوكس رغم أنه يُعدّ البوتوكس علاجًا شائعًا وآمنًا، إلى حد كبير، في عالم التجميل، لكن استخدام تلك الحقن على المدى البعيد يمكن أن يورث آثارًا جانبية.
لا شك أن بوتكس رفع الحواجب خيارك لاطلالة مفعمة بالجاذبية، لكن بحسب الدراسات تعتبر سُمّاً يعمل على تجميد تقاسيم الوجه عند لحظة ما وتعبيرٍ معيّن. وياسمينة ستطلعك تباعًا على مدى حقيقة تأثير البوتوكس وغيرها من الحقائق التي سنكشفها لك!
ما هي مادة البوتوكس؟
تعدّ حُقن البوتوكس طريقة آمنة ومجرَّبة لإخفاء تجاعيد الوجه، لكن، رغم هذا وذاك، يعدّ العلاج بحقن البوتوكس تجارة مربحة. والبوتوكس هو الاسم التجاري لما يعرف علميًا باسم “سُم البوتولينيوم العصبي”.
وتُستخلص مادة البوتوكس من سُمّ عصبي قوي تنتجه بكتيريا، وتعمل هذه المادة على قطع طريق الرسائل الواردة من الأعصاب التي تسيطر على عضلات الوجه، فترتخي الأخيرة وتختفي من جرّاء ذلك تجاعيد الوجه وخطوطه. وتؤدي النتيجة لوجه أكثر نضارة، لكن ذلك يدوم لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أشهر فقط وتنشأ بعد ذلك حاجة إلى تكرار الحقن. وعلى نطاق واسع يُنظر إلى حقن البوتوكس على أنها “علاج آمن وفعّال وبدرجة كبيرة خالٍ من الآثار الجانبية”.
رغم انتشار بوتوكس منزلي سحري بمكون واحد فقط والبحث حول الوصفات الطبيعية بديل البوتوكس من أهم الموضوعات الرائدة في العناية بالبشرة، لأنها آمنة جداً، على جميع أنواع البشرة، وعلى مختلف الأعمار، تبقى هذه المادة من أكثر المواد شيوعًا في علاجات التجميل حول العالم، حيث تُستخدَم في كل عام حوالي ثلاثة ملايين حُقنة بوتوكس.
لكن، هل لهذه السُمعة ما يبرّرها؟
معظم الآثار الجانبية التي تمّ رصدها لاستخدام حقن البوتوكس حتى الآن هي آثار خفيفة وعابرة، وتشمل الشعور بالألم والتورم والكدمات الخفيفة في مكان الحقن، وكذلك الشعور بصداع وبأعراض مشابهة لأعراض الأنفلونزا على مدى الـ 24 ساعة الأولى من الحقن. وفضلاً عما سبق ذِكره من أعراض، يمكن الشعور أيضا بضعف مؤقت وتراخٍ في عضلات الوجه.
لكن رغم ذلك، أحيانًا تظهر آثار أكثر خطورة بسبب استخدام حقن البوتوكس، وفقًا لما تمّ رصده.
في أبريل/نيسان 2024، أصدر المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها تحذيراً، مشيراً إلى أن 22 امرأة تتراوح أعمارهن بين 25 و59 سنة عانَين من آثار ضارة نتيجة حقن البوتوكس، إمّا لأنها مغشوشة أو أنه أسيء استخدامها. وجرى نقل 11 من هؤلاء النساء إلى المستشفيات، وتم علاجهن بترياق مضاد للسموم خوفاً مما يُعرف طبيًا بالتسمم السجقي، إذ قد ينتشر السُم في بعض الحالات من منطقة الحقن مهاجماً الجهاز العصبي المركزي، ما يتسبب في إصابة العضلات بالشلل، فضلاً عن صعوبة التنفس، وقد تتطور الحالة أحياناً إلى الوفاة.
ومن أعراض التسمم السجقي، تأتي ضبابية الرؤية وازدواجها، وارتخاء الجفنين، وصعوبة البلع، وثقل اللسان، وصعوبة التنفس، والإعياء. وتم توقيع الـ 22 حالة المشار إليها، بعد أن تلقت امرأة حُقن بوتوكس في أماكن غير مرخّصة وبأيدٍ غير مدرّبة.
ولكن ما مدى شيوع مثل هذه الآثار السلبية؟
يقول البروفيسور “مُصحبي”، أستاذ جراحة التجميل بكليّة لندن الجامعية، إن “سُمّ البوتولينيوم (واسمه العلمي بوتولينيوم توكسين) إذا كان البوتوكس نوعيته جيدة وجرى وضعه بشكل جيّد فإنه لا يتسبب في آثار جانبية كبيرة، حتى حال انتشاره بمقدار ضئيل حول مكان الحقن”.
ويضيف مُصحبي موضحاً أن “الجرعة المستخدمة من البوتولينيوم في الحقن قد تكون ضئيلة للغاية. ومثل هذه الكمية لا تكفي لتسميم الإنسان، لكن المشكلة تأتي عندما يُستخدم بوتولينيوم مغشوش أو مركّب بشكل سيئ، وتلك الحالات يصعب السيطرة عليها”.
ما مدى الأمان في حال حَقن الجسم بـ سُم البوتولينيوم بشكل منتظم؟
لا شك بأن البوتوكس المغشوش ضارًا جدًا، ولكن ما مدى الأمان في حال تم حقن الجسم بـ سُم البوتولينيوم بشكل منتظم؟ أظهرت دراسة أُجريت في عام 2020 أن عملية حَقن الجسم بالبوتوكس بغرض التجميل تعدّ عملية آمنة. وخلصت هذه الدراسة إلى نُدرة الحالات التي شهدت آثارًا خطيرة بسبب الحقن بالبوتوكس وعمليات التجميل، كتلك التي رصدها المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وفي عام 2023، أجريت دراسة بإشراف البروفيسور مُصحبي، وعانت نسبة 69 في المئة من عيّنة الدراسة، آثارًا سلبيّة، لازمتهم وقتاً طويلًا، كالشعور بالألم، والقلق، والصداع بسبب الحقن بالبوتوكس. كما كشفت الدراسة عن آثار نفسية وانفعالية سلبية، تلحق بالمرضى في حال إجراء عملية حقن البوتوكس بشكل غير صحيح.
آثار طويلة المدى
لا نعرف إلا القليل جدًا عن الآثار الصحية لعملية الحقن بالبوتوكس على المدى الطويل، ذلك أن معظم الإخصائيين يتابعون حالات المرضى لنحو ستة أشهر فقط. لكن عددًا من الدراسات وجدت أن طول استخدام سُم البوتولينيوم، بغرض التجميل يمكن أن يصيب المريض بتغييرات تدوم في تعبيرات الوجه، وقد يصل الأمر إلى العجز عن تحريك عضلات الوجه.
وكشفت دراسة أجريت في عام 2022، أن الأشخاص الذين يواظبون على استخدام حقن البوتوكس، يواجهون تغييرات في تكوين عضلات وجوههم ووظائف تلك العضلات، فضلاً عن تغييرات في شكل الوجه لفترة تمتد إلى أربع سنوات من آخر عملية حَقن يخضعون لها.
ويوضح البروفيسور مُصحبي ذلك قائلا: “إذا لم تستخدم عضلات بطنك لمدة 10 سنوات، فإنها ستضعُف، وبالمثل عضلات الوجه؛ إذا تم شلّها أو تعطيلها عبر سُم البوتولينيوم (حقن البوتوكس) فإنها بعد فترة لا تعود قوية كما كانت من قبل – وهذا بدوره يجعلك أقلّ قدرة على التعبير بتلك العضلات”.
وقد يقع أحيانًا أن يهرب سُمّ البوتوكس من موضع الحَقن القريب من العضلة ويجد طريقه، عبر آلية غير معلومة حتى الآن إلى الجهاز العصبي المركزي بجسم الإنسان، وهو ما يؤدي إلى تبعات غاية في الخطورة.
كيفية الحدّ من مخاطر حقن البوتوكس
أولاً وقبل كل شيء، بترتب عليك البحث بعناية عن مصادر مرخّصة لحقن البوتوكس، وعن أشخاص مدرّبين جيداً على استخدامها، وليس أفضل في هذا الصدد من مرافق الرعاية الصحية. وفي بيان لبي بي سي، قالت شركة “ألرغان للصناعات الدوائية”، إنه ينبغي على مستخدمي حقن البوتوكس التحري عن إخصائيين مرخّصين فقط ومدربين جيداً على استخدامها.
وهنا نشير إلى أن البروفيسور مُصحبي أجرى مؤخرا تقييمًا لصناعة العلاجات التجميلية باستخدام الحقن في المملكة المتحدة، وخلص إلى أن 68 في المئة من ممارسي تلك العلاجات اللواتي يشرفن على عمليات الحقن -ومن بينها الحقن بالبوتوكس- ليسوا من الأطباء.
لذلك عليك بالحذر لدى تطبيق البوتوكس واتخاذ قرار تعريض نفسك لحقن البوتوكس مع إخصائيين تجميل موثوق بهم!