الظروف الحياتية التي نعيشها في الآونة الأخيرة، تفرض علينا الكثير من الضغوط التي علينا مواجهتها والتنفيس عنها بشكل صحي.
التنفيس الإنفعالي أو ما يعرف بالتطهير الإنفعالي، بيتم فيه تفريغ الشحنة الإنفعالية السلبية داخل المرأة، وإدارة الضغوط بطريقة إيجابية وكيفية التعامل معها، كما أن مواجهة الصراعات شيء مهم للصحة النفسية. وقد يهمكِ الإطلاع على الانفعالات في علم النفس وكيفية تفسيرها.
ماهو التنفيس الانفعالي؟
التنفيس الإنفعالي هو التعبير عن الأحداث المؤلمة والمشحونة انفعاليًا بشكل سلمي، وقد يكون التنفيس ذاتي بمعنى تفريغ المرأة لكبتها بيدها عبر ممارسة لعبة أو رسم أو غيرها من الطرق التي سنذكرها لكم، أو قد يكون التفريغ عبر جهة تمارس التفريغ للأشخاص، مثل عيادات الطب النفس وغيرها، التي تعتبر بمثابة استنزاف للشحنات الإنفعالية وتفريغ للحمولة النفسية المجهدة.
ما هي طرق التنفيس الانفعالي؟
1- التّحدّث عن المشاعر:
وهو أشهر طرق التّنفيس حيث يؤدّي التّحدّث إلى تخفيف معاناة المرأة، والحدّ من الآلام الّتي تعتريها، ويجعلها تكتسب مناعة قويّة ضدّ الصّدمات والخبرات السّلبيّة، والّتي من الممكن أن تتعرّض لها فيما بعد، فعندما تتمرّن النساء على التّحدّث عن مشاعرهن بطلاقة وحريّة تامّة دون أيّ قيود، فسيخفّفن ما بهن من ضغوطات، بعكس النساء الّلواتي لا يمتلكن المهارة الكافية للإفصاح عن مشاعرهن سواء كانت إيجابيّة أو سلبيّة، وهو ما يجعلهن يكبتونها ويكبحونها بداخلهم فتؤذيهم، يمكنّك التّحدّث إلى شخص قريب منك، أو إلى أحد أفراد عائلتك، أو أصدقائك بما حدث معك أو تشعرين به، حتّى تخرجي ما بداخلك، وتفرّغي الشّحنات السّلبيّة الكامنة فيك فتتحسّني.
2- ممارسة الرّياضة:
تؤدّي ممارسة الرّياضة إلى تفريغ الضّغط النّفسيّ وتفجير الطّاقات المكبوتة، والتّخلّص من الشّحنات السّلبيّة، وهو الهدف الرّئيسيّ من عمليّة التنفيس الانفعالي، لذا فإن كنت تريدين التّخلّص من الطّاقات الكامنة بداخلك، فعليك الاعتياد على تحريك جسمك طوال الوقت، وذلك من خلال ممارسة أنواع مختلفة من الرّياضة، وحتّى وإن كانت بسيطة، ربّما لست مضطرّا للذّهاب إلى الصّالات الرّياضيّة، فيمكنك أيضًا أن تمارسي رياضة المشي من يوم إلى آخر. وإليكِ 5 طرق تساعدك في السيطرة على الغضب في علم النفس عليك معرفتها.
3- الاسترخاء وسماع الموسيقى أو القرآن الكريم:
إنّ النّفس الإنسانيّة والجسد بينهما علاقة وثيقة جدّا، بحيث يؤثّر كلّ منهما في الآخر بصورة لا يمكن تفسيرها، ويبين هذا الارتباط مدى تأثير واسترخاء الجسد على استرخاء النّفس، فاسترخاء الجسد يعمل على تهدئة العقل والجسد، لذلك فإن كنت تحبّين الاسترخاء، فكلّ ما عليك فعله هو التّنفّس بعمق مع إغماض العينين، والاستماع لموسيقى هادئة أو لتلاوة عطرة من القرآن الكريم، وستصبح نفسيّتك أفضل بعد مدّة.
4- تدوين قصّتك:
إنّ كتابة قصّتك والتّحدّث على الورق من الأمور الّتي تعتبر من أسهل طرق التنفيس الانفعالي إذ تتمّ بدون اللّجوء إلى مرشد نفسيّ، حيث يمكنك الاعتماد على نفسك، مع عدم الاستعانة بأحد، من خلال تدوين ما تشعرين به وكتابته، أو القيام بإجراء تسجيل صوتيّ بينك وبين نفسك، دون أن تشاركه مع أحد، تساهم هذه الوسيلة في تطهير النّفس من العديد من المشاعر السّلبيّة المدفونة، والتّخلّص من الطّاقات السّلبيّة المؤذية.
5- القيام بالرّسم والتّلوين:
إنّ الرّسم والتّلوين من الأشياء الّتي تساعد على التنفيس الانفعالي، فالنساء الّلواتي يقمن بالرّسم والتّلوين يعرفن جيّدًا ما هو التنفيس، إذ إنّه يساعد على تفريغ الشّحنات السّلبيّة داخل المرأة، حيث يعمل على تزويدها بالطّاقة الإيجابيّة، والتّحسين من مزاجها وصحّتها النّفسيّة، لا يتطلّب منها الأمر أن تجيد فنّ الرّسم ولا حتّى التّلوين نفسه، فهناك نماذج كثيرة جاهزة ومرسومة ونماذج مخصّصة للكبار كذلك، وبعضها يمكنها أن تحصل عليه من خلال بعض التّطبيقات على الإنترنت.
6- كسر القيود والخروج من قفص التّوقعّات:
لست مضطرّة لأن ترهقي روحك، وتجهديها بإشباع توقّعات ورغبات فرضها الآخرون عليك، لأنّ هذا سيتسبّب في ضغط نفسيّ إضافيّ عليك، ممّا يحتّم عليك ضرورة قول لا في الكثير من الأوقات حينما لا تمتلكين الطّاقة الكافية لتلبية توقّعاتهم واحتياجاتهم، وقد تجدين نفسك أيضًا ضمن لعبة الآخرين وشروطهم، فتخضعي للقيود الّتي يفرضونها عليك، فيزداد شعورك بالضّغط الكبير الّذي لا يمكنك تحمّله، هنا لا بأس بكسر بعض هذه القيود إن لم تترتّب عليها أضرار كبيرة؛ مع الخروج من قفص توقّعاتهم لسلوكيّاتك الّتي ينتظرونها منك، سيساعدك هذا على التنفيس الانفعالي عمّا بداخلك والشّعور بالرّاحة والاسترخاء.
7- التّنفيس بالبكاء:
إذا داهمتك مشاعر الحزن لدرجة شعرت معها في الرّغبة بالبكاء فاسترسل، لا تقاومي نفسك أجهشي بالبكاء وحسبُ، فالله تعالى لم يخلق البكاء عبثًا بل لكي يساعدنا على تفريغ ما بدواخلنا، وتحسين حالتنا المزاجيّة والتّخفيف من الضّغوط الّتي نشعر بها، وهذا يعدّ أسلوبا من أساليب التّنفيس، إذ إنّ البكاء يساعد على إخراج المشاعر الّتي كُبِتَت في نفس المرأة، ويجعلها تشعر بالرّاحة من بعد أن تقوم به، خصوصًا إن كانت صاحبة هذا البكاء بحالة من الانفعال والغضب والمشاعر السّلبيّة.
8- الخلود إلى النّوم:
كثيرا ما نلجأ للخلود إلى النّوم عند الشّعور بالاكتئاب أو العصبيّة أو القلق والتّوتر، حتّى تتحسّن نفسيّتنا ويعتدل مزاجنا، ونتخلّص قليلًا من المشاعر السّلبيّة الّتي نشعر بها في قلبنا، وتعتبر هذه الطّريقة من طرق التنفيس الانفعالي أيضًا حيث يساعد النّوم على تخلّص الشّخص من الشّحنات السّلبيّة الّتي تمتلئ بها نفسه، بعد أن تعرّض لموقف سيّء أو صدمة ما، وهو ليس هروبا من الواقع في كلّ الحالات كما يعتقد البعض، وإنّما وسيلة لتخفيف الغضب والانفعال.
وفي الختام، إليكِ 3 حيل بسيطة لعلاج العصبية الزائدة.