إنّها امرأة اليوم الأكثر تأثيراً في عالم الموضة، إنها ماريا غرازيا كيوري التي استطاعت أن تجعل اسمها واسم ديور حديث الساعة وأن يثير الاسمين معاً جدلاً واسعاً، إيجابياً طبعاً ودائماً والسبب إدراكها المعمّق لمزايا وخصائص الدار الفرنسيّة الفخمة أو ما يعرف بـ DNA الدار واستنادها المستمرّ إلى أرشيف كريستيان ديور والانطلاق منه لتقديم مجموعة عصريّة تناسب امرأة اليوم إنما تعكس، من دون شكّ، أناقة الماضي ورقيّ الزمن القديم.
ها هي مجموعة الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2017-2018 التي تابعناها اليوم خلال أسبوع الأزياء الراقية الباريسيّ تؤكّد هذا التوجّه وتؤكّد أنّ الانسجام ناجح ما بين ماريا غرازيا كيوري وديور.
من Les Invalides، هذا المكان الساحر في العاصمة الفرنسيّة والذي يعتبر نقطة أساسيّة على جدول السائح في باريس، اختارت كيوري إدخال الحضور إلى غابة أو حديقة مميّزة رسمتها بخيالها بأسلوبٍ تعكس عصريّة يومنا هذا إنما تشكّل نموذجاً يعيدنا إلى أسفار كريستيان ديور حول العالم في خطوةٍ منها لتقديم تصاميم تليق بالسيدة المتسوّقة الراقية التي تبحث عن إطلالة راقية تتسوّقها لرحلتها.
ولتجسيد هذا الديكور الساحر، الذي وككلّ عرض أزياء لديور يذهلنا، اختارت كيوري لهذا العرض تحديداً، التعاون مع الفنان الإيطاليّ Pietro Ruffo الذي هندس هذه الغابة المميّزة والذي اختار أن يصنح حيوانات خشبيّة فرأينا الظرافات، القرود، النمر، الأسد وغيرها من الحيوانات الأفريقيّة والآسيويّة.
هذا بالنسبة إلى الديكور ولكن ماذا بالنسبة إلى العرض أو المجموعة بحدّ ذاتها؟ بداية وقبل أن نتكلّم عن الأزياء والتصاميم، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ عارضة الأزياء البريطانيّة، Ruth Bell كانت عارضة الأزياء النجمة مرّة أخرى ما يؤكّد أنّها الاسم المختار حالياً من قبل العلامة كمؤثّرة أو مصدر وحي لها أي Muse.
أما بالنسبة إلى الصيحات والقصّات، فأسلوب كيوري بدا واضحاً إذ استمرّينا في رؤية المزيد من فساتين التول والفساتين بالطول المتوسّط بأسلوب معطف الروب ولكن الملفت أنّه وعلى الرغم من ذلك لم نشعر بالروتين والسبب تميّز هذه القطع وإن كانت بقصّة معروفة.
ففساتين التول الشفافة التي تظهر السروال الداخليّ بأسلوب الشورت بدت مستمرّة مع ديور كما أنّ فساتين الروب هي بدورها مستمرّة وقد رأيناها مع جيوبٍ كبيرة وذلك في منافسة بينها وبين التنانير المنسدلة المثنيّة وبالطول المتوسّط المنسّقة مع السترات المزيّنة بحزامٍ رفيع.
في المقابل، لفتتنا بعض الفساتين التي قدّمتها كيوري بأسلوبٍ جديد حيث رأينا الفساتين المزيّن بالشكّ وتحديداً تطريز الأزهار والتي أتت بقصّة الكتف الواحد مع الحزام على الخصر كما التنانير المصنوعة من الريش والمنسّقة مع السترات الطويلة بألوانٍ مختلفة تعكس موضة الـ Patchwork.
بالحديث عن الألوان، يبدو أنّ الرمادي كان سيّد الألوان في ذهن كيوري وذلك بعدما أن لعب الكحلي هذا الدور في المجموعة السابقة إذ رأينا تدرّجات الرمادي بمختلفها مسيطرة إلى جانب الكحلي والأسود والقليل من الألوان القويّة النارية الأخرى كالأحمر أو الأزرق أحياناً.
بالعودة إلى القصّات التي لفتتنا، نشير أيضاً إلى أنّ قصّة الكورسيه التي ميّزت فساتين ديور القديمة أي أيام كريستيان ديور عادت حيث رأينا الفساتين بـ قصّة الكورسيه على الصدر ومن القصّات الملفتة الأخرى، تلك الفساتين التي أتت مزيّنة بالكشاكش والمنسّقة تحت سترات الكارديغان الطويلة المزيّة بدورها بالشراريب على أطراف أكمامها.
إقرأي المزيد: ماريا غرازيا كيوري تضع ديور في صدارة عروض أزياء كروز 2018