على رغم اقتراب تعريفات الحبّ في الفلسفة والشعر والأدب والعلم من تفسيره، الاّ أنّ أحد اًلا يستطيع أنّ يدعي قدرته على تحديد الحبّ بجوهره وتحويله الى معادلة علمية محددة النتائج والأسباب وواضحة للعين المجرّدة. ولأننا لن ندّعي قدرتنا تشريح الحبّ وفك شيفرة لغزه، سنعرض لك الأساب التي تجعله عصي على التحليل.
– ينقسم على شخصين: من أكثر الأسباب البديهية التي تجعلنا نعجز عن تفسير الحبّ هو عجزنا عن توصيف مشاعر الآخرين مهما اقتربنا منها بالتشابيه والحقول المعجمية. قد تقدرين على لمس أطراف شعورك وتحديده وتفسيره ولكنّك حتماً غير قادرة على وصف أحاسيس من يحبّك فهي متغيّرة أبداً ولا تعميمها على الجميع لأن لكلّ منا طريقته في القاء السلام وفي النوم فكيف الحال في ترجمة المشاعر وخصوصاً الحبّ؟!
اختبري نفسك: من أنت أمام حبيبك؟
– الحبّ يضرب في عرض المنطق: جميعنا يعرف أننّا غير قادرين على اختيار من سنحبّ، وكم من مرّة يبتعد من يحتلّ قلبنا عن لوائحنا الكبيرة والمتطلبة؟! لا شكّ بأنّ بعض الفتيات يستعنّ بعقولهنّ قبل اتّباع قلوبهنّ ويتأكّدن من استيفاء الحبيب العتيد ولو بعض الشروط البسيطة قبل إجهار حبّهن له، ولكن هذا لا يعني أبداً أن المنطق قانون سائد في الحبّ انّما العكس هو الصحيح.
– عجز عنه العلم: سيراً على القول الشعبي فإنّ العلم رفع يداه يوم قُدّر له تفسير الحب، وبالمعنى الحرفي لهذه النقطة أنّ على رغم الاختبارت على الهرمونات والعقل والدماغ وطرقات القلب وغيرها من العوامل الفيزيولوجية الاّ أنّ الحبّ لم ينجح في تحديد هوية تفسّره وتفصله عن سواه من المشاعر أو تنطبق على الجنس البشري كالخوف مثلاً أو الحماسة.
– ليس نتاج قرار: تعالي نقرّر أن نقع في حبّ شخص معيّن هل ننجح؟! وكم من مرّة سمعت عن فتاة اتخذ قرارها النهائي للانفصال ولسحب سفراء الحبّ بينها وبين حبيبها وفشلها في ذلك؟! فلو كان الحبّ نتيجة قرار لكنّا استطعنا الاقتراب من هالته ولكنّه يأخذنا نحوه من دون أن ندرك ذلك الى درجة أنّه قد يكون نائماً في قلوبنا ليستيقظ فجأة بكل قوّته!