تَعتبر اليوغا وسيلتها للحفاظ على توازنها وسعادتها، وقد نشأت على حبها وحوّلت شغفها بها إلى مهنة. هي المدربة لنا ناظر مؤسسة “كراما يوغا”، التي تُعدّ واحدة من رائدات هذه الرياضة في المملكة، واستحقت بجدارة نيل جائزة أفضل استديو يوغا في الشرق الأوسط.
في حوار مليء بالطاقة والالهام والشغف، التقت “ياسمينة” بمدربة اليوغا السعودية لنا ناظر، التي كشفت أسرار نجاحها ومبادراتها لتطوير مجال اليوغا في المملكة، بالإضافة إلى تحضيراتها للاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ 94.
ما الذي دفعك لبدء ممارسة اليوغا، وكيف كانت رحلتك في هذه الرياضة حتى اليوم؟
منذ صغري ورياضة اليوغا جزء من حياتي، والفضل يعود لوالدتي التي كانت تمارسها بانتظام، ورغم أنني نشأت على حب الرياضة وجرّبت الكثير من الأنشطة الرياضية، إلا أن اليوغا لفتت انتباهي بشكل خاص وخصوصًا بعد سفري مع عائلتي إلى كندا، فأصبحت ممارستها بالنسبة لي الهواية الأحب إلى قلبي، وتعمقت بها لدرجة أنها أصبحت وسيلتي للحفاظ على توازني وسعادتي.
رحلتي كانت مليئة بالتحديات والإنجازات، وأنا فخورة بما وصلت له حتى الآن، فكل تجربة مررت بها بصعوبتها وسهولتها، كان لها تأثير في تشكيل شخصيّتي كمعلمة وممارِسة، وأنا أشعر الامتنان لكل لحظة ساعدتني على النمو.
ما هي الأسباب التي دفعتك لتحويل الشغف إلى مهنة، وكيف كانت البدايات؟
قررت أن أحوّل شغفي لليوغا إلى مهنة، لكوني أريد مشاركة هذه التجربة الرائعة والممتعة مع الآخرين، لذا بدأت من استديو بسيط في منزلي، ولامست مدى رغبة الناس للتعرف على اليوغا وتجربتها، وتأثيرها الإيجابي على حياتهم، وهذا ما أشعرني بسعادة كبيرة، ومن هذا المنطلق قررت إنشاء “كراما يوغا” التي تعتبر منصة ومركز لدعم وتحفيز الآخرين على ممارسة اليوغا، ورغم أن البداية كانت مليئة بالتحديات، إلا أنني تمكنت في كل خطوة من تعلم شيء جديد، وأشعر بالفخر لكوني كنت جزء من رحلة تحويل الآخرين نحو حياة أكثر صحة وسعادة.
أخبرينا أكثر عن علاقتك بالأجيال المختلفة من النساء القويات في حياتك وخصوصًا في محيط عائلتك؟
علاقتي بوالدتي وجدتي علاقة مليئة بالمحبة والإلهام، فوالدتي الطبيبة، والبطلة الرياضية، علمتني قيمة العمل الجاد، بينما كانت جدتي نموذجًا للعطاء والحكمة، فببساطة كل جيل من النساء في عائلتي كان له الفضل في منحي قيم مهمة، صقلت شخصيتي.
وبسبب هذه العلاقة القوية بيني وبين والدتي وجدتي كان استديو “كراما يوغا” أول ستديو يُقدم حصصُا تحت مسمى “ست الحبايب”، والذي يُركز على اليوغا للنساء الكبيرات في السن، كما نقدم أيضًا دروسًا لليوغا للأمهات وأطفالهن من وقت الولادة، وصولًا لدروس الأطفال والمراهقين من جميع الأعمار، وذلك لكوننا نؤمن بأهمية دعم ورعاية النساء في كل مراحل حياتهن، ليشعرن بالحب والقوة، وينقلن القيم للأجيال القادمة، فالروابط بين الأجيال تعزز من تراثنا وتساعدنا على بناء مجتمع أقوى.
مع التغيرات التي تشهدها المملكة، ما رأيك في تطوّر قطاع اللياقة البدنية بشكل عام واليوغا خصوصًا؟
أرى تحولًا رائعًا في قطاع اللياقة البدنية في المملكة، فالجميع بدأوا يدركون أهمية العناية في الصحة الجسدية والنفسية، فاليوغا أصبحت وسيلة أساسية للتخلص من التوتر والضغوط اليومية، وأصبحت جزء من الروتين الأسبوعي لكثير من سكان مدينة جدة، وهذا يسعدني جدًا، فرؤية المزيد من الناس يتجهون نحو أسلوب حياة صحي تدفعني أكثر للعمل بجد، والسعي لتوفير بيئة تدعم هذا التحوّل، وأنا على يقين بأن زيادة الوعي باليوغا سيسهم في تحسين نوعية الحياة للجميع.
نبارك لك الحصول على جائزة أفضل استديو يوغا في الشرق الأوسط، أخبرينا المزيد عن الجائزة، وما الذي ميزكم في “كراما” لتنالوا هذه الجائزة؟
شكرًا لكم! فوز “كراما يوغا” بجائزة أفضل استديو يوغا في الشرق الأوسط هو فخر كبير لي ولفريق عملي، فالجائزة تعكس جهودنا وتأثيرنا الإيجابي على المجتمع، وحصدنا الجائزة بعد أن تم تقيمنا على أساس عدد من المعايير المتمثلة في جودة الخدمات، وتجربة العملاء.
فنحن في “كراما يوغا” نتميز عن الآخرين بخدماتنا وتجاربنا الشاملة، فنحن لا نقدم دروسًا لليوغا وحسب، بل نبني مجتمعًا داعمًا، من خلال الأنماط المتنوعة لليوغا، التي تمنح الجميع انتقاء ما يلائمهم، وإضافة إلى ذلك نُقدم أيضًا ورش عمل لتعزيز الوعي في مستقبل اليوغا، ولا زلت أنا وفريقي نتطلع لرؤية المزيد من الناس وهم يكتشفون ويلامسون جمال هذه الممارسة.
هل واجهتك أي صعوبات حول توافق اليوغا مع الثقافة والعادات السعودية؟ وهل تعتبر هذه الرياضة حكرًا على الرجال؟
بدون شك، واجهت بعض التحديات في البداية، ولكن المجتمع اليوم بدأ يُقبل على اليوغا كجزء من الحياة، وأنا أؤمن أن اليوغا ليست حكرًا على الرجل، بل هي للجميع، لذلك نحن نعمل على تعزيز هذا الوعي من خلال إنشاء مساحات آمنة ومشجعة للجميع، وأنا أشعر بالفخر لكوني جزء من هذا التحوّل، وأتطلع لرؤية المزيد من النساء والرجال المنضمين لهذه الرحلة الجميلة.
هناك أخطاء شائعة وكثيرة تتعرض لها هذه الرياضة، فكيف تواجهونها في “كراما يوغا”؟
نواجه الأخطاء الشائعة من خلال التعليم والتوعية. نقدم ورش عمل ودروسًا تعليمية لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول اليوغا، ونؤمن بأهمية تقديم معلومات دقيقة تدعم الممارسين.
كما أن اختيار المعلم المناسب مهم جدًا في “كراما يوغا”، لذا نحن حريصون جدًا عند اختيار المدربين. أقدم برنامج توجيه لكل معلم نقوم بتعيينه لضمان الالتزام بالمعايير العالية، وهذا البرنامج يساعد المدربين على تطوير مهاراتهم، مما يساهم في تقديم تجربة تعليمية رائعة للجميع.
ونقدم أيضًا دروس إعادة تأهيل للذين يحتاجون إلى دعم خاص بسبب إصابة سابقة. نحن نساعدهم على استعادة قوتهم وسعادتهم، مما يوقعهم في حب اليوغا مرة أخرى. أشعر بالفخر برؤية طلابي يتحولون ويستعيدون حبهم لليوغا، وأؤمن أن هذا هو الهدف الحقيقي من كل ما نقوم به.
مع اقتراب اليوم الوطني السعودي، هل لديك أي فعاليات خاصة باليوغا للاحتفال بهذه المناسبة؟ وما الرسالة التي تحبين أن توجهينها للسعوديات في هذه المناسبة؟
نخطط لتنظيم فعاليات خاصة باليوم الوطني مع دروس يوغا مميزة للجميع بأسعار مناسبة. أود أن أقول لكل السعوديات: احتفلوا بقوتكن وإمكاناتكن. أنا فخورة أنني سعودية، وأؤمن أن “كراما يوغا” يعكس ثقافتنا وطموحنا. الاحتفال باليوم الوطني مهم جدًا بالنسبة لنا، ونحن متحمسون للاحتفال معًا، وهذه الفعاليات ستكون فرصة رائعة لتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع.
ما هي أهدافك ومشاريعك المستقبلية؟
أطمح إلى توسيع “كراما يوغا” في جميع أنحاء المملكة، مع التركيز على تقديم برامج تدريب للمعلمين. أريد أيضًا تعزيز الثقافة الصحية من خلال تنظيم فعاليات وورش عمل. كل خطوة نأخذها نحو هذه الأهداف ستساعد في بناء مجتمع أكثر صحة وسعادة، وأشعر بالامتنان لكل الدعم الذي نتلقاه، ونسعى لتقديم المزيد من الفرص للناس لتجربة فوائد اليوغا في حياتهم اليومية.
ما الرسالة التي توجهينها لقراء ياسمينة؟
أريد أن أقول لقراء ياسمينة أن اليوغا هي رحلة جميلة نحو الذات، فدعونا نحتفل بالصحة والرفاهية معًا، ولنستمتع بكل ما تقدمه لنا الحياة. اليوغا ليست مجرد تمرين، بل أسلوب حياة يساعدنا على التواصل مع أنفسنا ومع الآخرين. لنتشارك جميعًا في هذه الرحلة، ونكون مصدر إلهام لبعضنا البعض لنعيش حياة مليئة بالحب والطاقة الإيجابية. كل واحدة منا لديها القدرة على إحداث تغيير إيجابي في حياتها، فلنبدأ معًا هذه المغامرة الرائعة!
في إطار حديثنا عن النساء السعوديات المُلهمات في مجال رياضة اليوغا تذكري معنا نوف المروعي أول سعودية تُصنف ضمن أكثر 5 سيدات تأثيرًا في مجال اليوغا.