هل تعلمين أنّ أحد أسباب الإحباط واليأس ينتج عن فقدان الإنسان للهدف الذي يعيش من أجله؟ نعم، عندما نجعل حياتنا تتمحور حول عملٍ أو شخصٍ أو علاقة، فإنّنا نقودها نحو المجهول. وبالتالي من المهم ألّا نحدّ اللحظات التي نعيشها بهدفٍ أو سببٍ واحد لأنّ ذلك سيجعلها أشبه بسفينةٍ من دون قبطان. والسعادة ستبقى رهينة الساعة تماماً كتلك التي تجدينها في الأماكن الخاطئة.
بحسب علماء النفس، معظم حالات الإنتحار تنتج عن فقدان المرء للهدف الذي يعيش من أجله؛ فكثيرةٌ هي الحالات التي تروي انتحار فتيات أو شبّان بعد رحيل أحبائهم؛ والسبب لا يعود فقط إلى عدم قدرتهم على تجاوز المحنة إنّما لأنّهم فقدوا ذلك الحلم الذي بنوه سويّاً. والأمر نفسه ينطبق على من طُرد من عمله دون وجه حق ليجد نفسه مستسلماً تماماً أمام مصاعب الحياة وهمومها.
من هنا، يتحدّث المعالجون النفسيون عن أهميّة "حب الذات" التي تُعد الرادع الأقوى في هذه الحالات. وحب الذات يختلف عن الأنانية؛ فهو ضروري وأساسي لحبّ الآخر بالطريقة الصحيحة. كما أنّه المحفّز الذي يدفعنا إلى التطلّع للمزيد من الأهداف التي تجعلنا نستيقظ في كلّ صباحٍ ونحن نشكر ربّنا؛ فكل يوم هو بداية جديدة تحمل الأمل وتخبئ المفاجآت.
من الطبيعي أن يحزن الإنسان على شخص عزيزٍ فقده أو على عملٍ خسره رغم الجهد الذي بذله إلّا أنّه من غير الطبيعي أن يتحوّل ذلك الحزن إلى يأسٍ يقوده إلى وجهةٍ مجهولة. لذلك، إذا كنت تمرّين في ظروفٍ صعبة، حاولي دائماً أن تجدي السّبب الذي يجعلك تبتسمين في اليوم التالي. فكّري بالأشخاص الذي يحبّونك ويدعمونك ويتمنون رؤيتك سعيدة قبل كلّ شيء. والأهم هو التمسّك بالإيمان الذي يصنع المعجزات!
