عوامل كثيرة تجتمع وتتضافر كي تُثمر صداقة متينة تصلح أن تُسمّى بصداقة العمر، أهمّها الصداقة والشفافية ومنها الوقت والمواقف الكثيرة التي تجمع بين الصديقتين من أفراح وأتراح وأسرار ومغامرات وفشل وانكسارات ودعم ونجاحات وانتظار وتردد وترقّب واستشارات لردّات فعل وأفعال وغيرها من المواقف الحياتية الكثيرة. وبعد هذا المشوار الغنّي كلّه، تولد لحظات لا تعرفينها ولا تعيشينها الاّ مع هذا الشخص. اليك أبرزها.
– تفهمان بعضكما من دون أن تنطقا بكلمة: تسقط أهمية الكلام في لغة التواصل بين الصديقتين الحقيقيتين، فبعد كلّ ما يجمعهما، يصبح تفكيرهما بالطريقة نفسها وعلى الموجة نفسها، فيصبح التواصل بينهما بواسطة لغة الجسد والعيون وهذا أمر يصبح طبيعيّاً لا تستغربه الصديقتان بل يلاحظه من حولهما!
– تتحدّثان عن كلّ… شيء: رغم الانتقادات التي يوجهها عادةً الرجال الى النساء حول صداقاتهنّ، ويعتبرون أنّ ما من صداقة حقيقية بين امرأتين الاّ وتشوبها غيرة ومنافسة على الحبّ والملابس والحقائب والجمال، الاّ أنّ الحقيقة أنّ بين فتاتين تلد صداقة عميقة جداً مغايرة للرفقة التي تربط بين الرجال، فتتحدّثان بكلّ المواضيع بكلّ شفافية ومن دون قوانين وحواجز وتتبادلان الأسرار الكثيرة.
– صداقة تربطكما بعائلتي بعضكما أيضاً: لدرجة ما يفرح الأهل لأن يجد أبناؤهم أصدقاء حقيقيين في زمن يسكنه الخبث، ولدرجة ما تتعمّق علاقتك بصديقتك وترتادين الى منزلها وتدعمينها في مواقف كثيرة تتعرّفين الى عائلتها وتصبحين صديقة للجميع هناك، ينتظرونك بفارغ الصبر يدعونك حين يحضّرون طبقك المفضّل ويدعونك الى مناسباتهم وهذا ما يحصل بين صديقتك وعائلتك على حدّ سواء.
– تتوقعان ردات فعل بعضكما وتصيبان: بحسب علم النفس، إنّ الفرد لا يستطيع أن يُدرك نفسه بشفافية كما يدركه الآخرون، ومن سيفهمك أكثر من صديقة تعرف تفاصيل حياتك وأفكارك ومن ستفهمين غيرها؟! فتضحكان قبل الكلام، وتتكلّمان بالطريقة نفسها وتتوقّعان ردات فعل بعضكما البعض وتكون صحيحة بنسبة 99%.