قدّم كيم جونز مجموعة ديور للرجال لخريف 2025 في عرض مميز داخل خيمة سوداء محاطة بسلم أبيض على طراز بوسبي بيركلي، حيث أتاح هذا الإعداد البسيط الضوء على الأقمشة والتصاميم الدقيقة، وهو ما يعكس روح الفخامة التي تميز الأزياء الراقية عن الملابس الإنتاجية الجماعية. وعلى الرغم من أن المجموعة ظهرت ظاهريًا بسيطة وأحادية اللون، فإن تفاصيلها الدقيقة أثبتت أن البساطة يمكن أن تكون أعمق وأكثر تعبيرًا.
افتتح العرض بإطلالة شبيهة بشخصية “نيو” من فيلم “ذا ماتريكس”، مع معطف أسود رهباني يُرتدى كتنورة طويلة، في إشارة إلى أسلوب ديور الكلاسيكي.
وعند التدقيق في الأزياء، كان من الواضح أن هناك الكثير من التفاصيل الراقية التي تجسد الحرفية والتقنيات المعقدة، مثل طية العنق على سويت شيرت من الجلد الأسود المستوحاة من تصميم خط H الخاص بكريستيان ديور، أو خرز الزجاج المتناثر على الأكتاف في بدلة بحرية، التي أضافت لمسة من الرفاهية الدقيقة.
كما أشار جونز إلى تأثير خط H الذي قدمه ديور في الخمسينيات، والذي كان يهدف إلى التخلص من الأبعاد الضيقة للأزياء النسائية آنذاك، مؤكدًا أن هذا الخط من التصاميم يمكن أن يندمج بسلاسة مع ملابس الرجال، وهو ما يعكس تأثير الأرشيف على عمل جونز في الوقت الذي يتوجه فيه العديد من المصممين نحو تقديم قطع استثمارية تلبي احتياجات المستهلكين الفاخرين.
على الرغم من أن هذه المجموعة كانت أكثر بساطة مقارنة بالمجموعات السابقة التي تميزت بالعديد من التفاصيل الحرفية، فإن هذه التصاميم جاءت مع لمسات مبتكرة، مثل السترات الجلدية المنحوتة والأكمام المنتفخة التي استُلهمت من الأزياء النسائية.
كما شهدنا سترات كيمونو مربوطة وقطع ساتان وردي مزخرف برسمة مستوحاة من فستان ديور “بوندشيري” لعام 1948، وهو ما يعكس إعادة تفسير تاريخ العلامة في سياق معاصر.
في نهاية العرض، تم تكريم كيم جونز بجائزة “ليجيون دو هونور”، وهو أرفع وسام مدني في فرنسا، في اعتراف بإسهاماته البارزة في عالم الأزياء.
وبالرغم من أن الموضة أصبحت أقل تمركزًا حول البذخ الظاهر، إلا أن جونز أثبت أن الحد الأدنى الفاخر يمكن أن يكون الخيار المثالي للجيل الجديد الذي يبحث عن توازن بين الأناقة والاستدامة.
قد يعجبكِ متابعة من يتصدر ترشيحات جوائز الأوسكار 2025؟ إليكِ كل ما تحتاجين معرفته.
