قد يكون حب نفسك أحد أعظم الهدايا التي يمكن أن تقدميها لذاتك. وهذا يعني احترام القيود الخاصة بك، أو إدراك احتياجاتك، أو احترام أحلامك.
حب الذات هو الشعور بالرضى والقبول تجاه الذات، وإنَّه الاعتقاد بأنَّك شخص هام وذو قيمة، ولحب الذات أهمية كبيرة للصحة العقلية والعاطفية، فيساعدك حب الذات على الشعور بالسعادة والرضى، وبناء الثقة بالنفس، والتعامل مع التحديات بشكل أفضل، وتكوين علاقات صحية مع الآخرين. وإليكِ حب الذات عند المرأة ليس أنانية! وهذه هي الدلائل.
توقفي عن انتقاد ذاتكِ
لا تقسي على نفسك، تعاملي معها بكل حب واحترام، فكل عبارة قاسية تصف بها نفسك قد تعرّضك للعديد من الأمراض والآلام. تقبّلي نفسك بكل عيوبها، واسعي في المقابل لتطويرها بكل حب وأكتشفي نقاط قوتك ومميزاتك.
أحضري ورقة أو لوحة سجل عليها كل مميزاتك وكل إنجازاتك والعطاءات التي قدمتها، وضعي هذه اللوحة في مكان تتواجدي فيه باستمرار وحاولي في كل مرة أن تضيفي إلى قائمتك شيئًا جديدًا من انجازاتك، تساعدك على زيادة ثقتك بنفسك.
امتنعي عن إرهاب نفسكِ
غالباً ما نعظّم بعض الأحداث في حياتنا ونخيف أنفسنا بتكبير مشاكل شديدة التفاهة. لا تدعي السلبية وانتظار الأسوأ يسيطران عليك. توقفي عن تحويل كل موقف إلى كارثة ورسم سيناريوهات مخيفة في عقولنا، توقفي عن تحويل مرضك إلى جنازة في مخيلتك، تخلصي من كل السلبية في مخيلتك.
إذا وجدت نفسك تبدعي في رسم صورة سلبية في مخيلتك، قومي بالتفتيش على صورة أخرى لمنظر جميل مثل غروب الشمس أو البحر وتأمليها واستعمليها بدل الصورة المخيفة التي تظهر في عقلك.
كوني صبورة وطيبة مع نفسكِ
أفكارنا تصنع تجاربنا وهي تساهم بكل شيء نفعله في الحياة، لذلك اختاري الأفكار التي تغذيك و تدعمك.
أنّ عقلك بمثابة حديقة، والحديقة هي قطعة أرض مغطاة بالتراب، تمثل غضبك، حزنك، قلقك، وعندما تزرعي فيها بذورًا إيجابية كالفرح، والازدهار، تشرق الشمس على حديقتك، وتنمو بحب وعطاء.
قد لا تشعري بالفرحة في البداية فالاهتمام بالحديقة يحتاج إلى وقت وصبر، ولكن سرعان ما تظهر محاصيلك وتزهر أشجارك وتنمو، وكذلك الأفكار التي تزرعينها تنمو وتتطور في عقلك. قبل النوم فكري ماهي الأفكار الايجابية التي تريدين أن تضيفيها إلى حديقتك؟
لا أحد معصوم من الخطأ
من الطبيعي أن نقترف الأخطاء عندما نتعلم، فالكمال غير موجود على كوكبنا وملاحقته تشكل مضيعة للوقت، لأن الجري وراء المثالية في كل شيء يشعرك بأنك لست جيدة بما يكفي، مما يقلل من ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك. لذلك تعلمي واخطئي، فهذه الأخطاء عبارة عن دروس تتعلمين منها، وبدل أن تعاقبي نفسك، حفّزي ذاتك واستفيدي من هذه الأخطاء.
احضري ورقة أو دفتر، وسجلي كل خطأ ارتكبتيه، وأذكري بعض النقاط والدروس التي تعلمتيها من هذا الخطأ، فطريق المعرفة والتعلم طويل، ولكنها تستحق الجهد الذي نبذله.
كوني لطيفة مع عقلكِ
علينا أن نعامل عقولنا بطيبة، و نبتعد عن الشعور بالذنب وكره ولوم ومعاقبة أنفسنا والتفكير بطريقة سلبية، فهي من الأمور التي تحطمنا..
عند الشعور بمشاعر سلبية تجاه أنفسنا قومي بتمارين الاسترخاء حتى تتواصلي مع قوتك الداخلية لتتمكن من تحرير الطاقات السلبية التي بداخلك. هذه التمارين لن تأخذ وقتا طويلاً منك، يمكنك إغلاق عينيك ، والتنفس بعمق وإطلاق سراح كل ضغط، ومشاعر سلبية تعيشهما مع كل نفس.
أجعلي التأمل والتخيلات الإيجابية واليوغا والرياضة جزء من روتين حياتك اليومية أو كلّما شعرت بضغط كبير في حياتك.
ادعمي نفسكِ
أطلبي المساعدة من اصدقائك عندما تحتاجينها واسمحي لهم أن يساعدوك، فطلب المساعدة ليس دليل ضعف، أو عدم قدرة على تحمّل المسؤولية، فهو دليل على الذكاء. وتذكر أنّ الانسان لا يستطيع فعل كل شيء بمفرده بل يحتاج المساعدة والدعم من الآخرين.
إهتمي بنفسكِ
إهتمي بنفسك ولا تنتظري الاهتمام من الآخرين، فأنت قادرة على إسعاد نفسك، وتقديم كل الحب لها.
عندما تنجحي، لا تنتظري هدية او تحفيزًا من أحد، بل قومي بشراء هدية لنفسك واكتبي عليها أجمل كلمات التحفيز فأنت تستحقين ذلك. ولا تنسي أن تكافئي نفسك مرة أو مرتين في الاسبوع، أحضري ورقة وسجلي عليها كل اللأمور التي تريدين أن تكافئي نفسك بها في نهاية الأسبوع مثلًا: أشتري شيئًا تحبينه أو اذهبي إلى السينما، أو قومي بجلسة تدليك، أو حتّى السفر. وإليكِ علامات تدل على تعافيكِ من علاقتك العاطفية السامة.
كوني محبة لأخطاءكِ وسلبياتكِ
جميعنا قمنا بخيارات سلبية وسيئة، فعندما تعاقبي نفسك على هذه الخيارات لن تتقدمي، بل ستبقي قابعة في السلبيّة، ولن تتمكني من القيام بخيارات إيجابية أخرى.
عندما تجدي نفسك في مواجهة مواقف سلبية، تذكري أن تقومي بأفضل ما تستطيعي للوصول إلى حلول لمشاكلك. مثلا عندما تعملي في وظيفة تكرهينها، لا تلومي نفسك، ليس مطلوبًا منك أن تعشقي عملك دائمًا، بل أن تتقبّلينه حتى تجدي عملأ آخر يرضي طموحاتك. تذكّري دائما أنّ تمسككي بفكرة أنّك تكرهين وظيفتك سيجعلك تحملين معك هذه المشاعر في كلّ عمل آخر تحصلين عليه، فتقبلي وسلمي أمورك وسوف تجدين الأفضل.
أعتني بجسدكِ
جسدك هو بمثابة منزل يأوي روحك، فاهتمي به وحافظي عليه كما تحافظي على منزلك، وابتعدي عن كل ما يؤذيه.
اتبعي برنامجًا وجدولًا صحيًا، قومي بتمارين رياضية يومية ولو كانت خفيفة، أو ممارسة المشي في الهواء الطلق، تناولي طعامًا صحيًا.
كوني ممتنة لجسدك وصحتك، ولا تنسي أن تخططي كل يوم للقيام بشيء يجعلك سعيدة، مثل الخروج مع الأصدقاء، الرقص، أو مشاهدة برامج فكاهيّة، فللضحك فوائد كثيرة.
حددي فترة زمنية للأختلاء بنفسك، فالجلوس مع ذواتنا والتحدث معها بكل حب و كأنك جالسة مع صديقك المفضل، لها تأثير قوي على صحتنا. إنّ ادخال عادات صحية في روتين حياتنا اليومية مهم جداً لصحتنا النفسية والجسدية.
ارفعي استحقاقكِ
يرفض الكثيرون القيام بأي جهد لتغيير حياتهم، وهم يشعرون ذواتهم بأنهم لا يستحقون الأفضل.
إن كلّ شخص في الدنيا يستحق كل الخير والوفرة، أن خيرات الله كثيرة ولا تنتهي، فأنت تستحقين الحب، والسعادة والتقدير، والمال وكل ما تريدين. ارفعي من استحقاقك وتقديرك لذاتك.
احضري ورقة وسجل كل يوم 5 أو 10 أمور ترغبي أن ترفعي أستحقاقك بهاـ مثلاً أنا أستحق الحب، أنا أستحق السعادة، أنا استحق المال، فهذه التأكيدات سوف ترفع من استحقاقك. وكيف تحققين الاكتفاء الذاتي العاطفي؟
سامحي نفسكِ
سامحي نفسك عن كل مرة سببت الأذى فيها لذاتك، سامحي نفسك عن كل مرة سمحتي بلوم نفسك، سامحي نفسك عن كل مرة جرحتي ذاتك وجعلتيها تشعر بالألم، سامحي نفسك عن كل مرة قللتي من قيمتك الذاتيّة، سامحي نفسك عن كل مرة جعلتيها تبحث عن الحب من أشخاص سببوا لها الأذى، سامحي نفسك عن كل مرة سمحت لاشخاص بأن يسببوا لك جرحًا كبيرًا.
سامحي نفسك وأعطيها الحب، أكتبي على ورقة كل هذه المرات التي أذيت بها ذاتك، على طريقة: “أنا أسامح نفسي”، عند الانتهاء سوف تشعر براحة.
أحبي نفسك من غير شروط، عيشي حياتك كما تريدين، و عبري عن حبّك لنفسك ومدى امتنانك لها وتذكري أن حب الآخرين ينبع من حبك لنفسك.
