تطلق ياسمينة اليوم سلسلة لقاءات تحت عنوان #في_حب_الدار احتفاءاً باليوم الوطني السعودي، والتي تسلّط فيها الضوء على نساء سعوديّات كان لهنّ دورًا في التغيير، وعكسن الصورة الناصعة لإمرأة كافحت وسعت وعملت وحقّقت ونجحت!
أوّل لقاءات ياسمينة مع رائدة الأعمال السعودية مريم مصلي التي خصّتنا بحديث فيه الكثير من حب الوطن والعمل والتمكين والقوّة وتفاصيل ندعوك لمتابعتها.
لطالما كان دعم النساء السعوديات من أهم أهدافك، فمن دعم مريم مصلي في بدايات مشوارها؟
هناك قول عن النساء القويّات يبنين فتيات أكثر قوّة. أعتقد أن هذا وضعي تمًامًا حيث كان لدي هؤلاء النساء الرائعات ، من جدتي إلى والدتي إلى أختي الكبرى، وطبعا إلى جانب والدي الذي كان الرجل الداعم لي في خطواتي، وأظنّ أنّ التشجيع الكبير في سن مبكرة جعلني أشعر بقيمته لاحقًا. ولا شكّ أنّ دائرة الدعم الدائمة هي التي جعلتني أتطوّر، فعندما بدأت في Niche ، كان ذلك لأن مصممًا قال لي “يا مريم ، ماذا تفعلين إلى جانب كونك صحفية؟ يجب أن تبدئي بالعمل الاستشاري!” وبعدما دخلت إلى المجال بدأت أسمع “لماذا تقومين فقط بالاستشارة؟ يجب أن تدخلي مجال العلاقات العامة” وهكذا كرّت السبحة في التطوّر.
منذ اطلاقك لـ Niche Arabia ما الإنجازات التي استطعت تحقيقها؟
يمكن وصف شعوري تجاه Niche Arabia أنّها بمثابة طفل لي، وفي نوفمبر سيتم عامه الثاني عشر. أعتقد أن هناك بالتأكيد بعض النقاط البارزة الرئيسية واللحظات الخالدة في الذاكرة على الصعيد الشخصي والمهني، أذكر منها وجودي ضمن 50 امرأة مؤثرة في المملكة العربية السعودية، فهذا التكريم أكثر من رائع، ووجودي في الفائمة الـ 500 في Business of Fashion، والوصول إلى القائمة الافتتاحية الـ 100 من المواهب المبدعة التابعة لمجلس الأزياء البريطاني ، وقد شكل التحدّث عن المملكة العربية السعودية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أمام جمهور صغير خطوة أيضا مؤثّرة بالنسبة لي فحينها تمّ اختياري لأنّني أعمل على التغيير في بلدي في لحظة جعلني أشعر بفخر كبير. إضافة إلى ذلك التمكن من مقابلة ميشيل أوباما عندما كانت السيدة الأولى للبيت الأبيض بصفتي العربية الوحيدة في مجال عملي الذي كان في ذلك الوقت صحافة الموضة.وهنا أذكر أيضًا أول يوم رياضي نسائي سعودي في 8 مارس 2017.
الاستمرارية هي من أهم عناصر النجاح، كيف تخطين باتجاه تحقيق المزيد؟
أطلب دومًا من فريق العمل لدي النظر إلى الشركات أو الأفراد الذين عملوا مع شخص ما ثم تعاملوا معه مرة أخرى. لا شكّ أنّ التعامل مع بعض الزبائن صعب، ولكن الاستمرارية هي مؤشّر واضح للكفاءة والنجاح، فمثلا أنا فخورة بتعاملي مع Burberry الماركة التي كانت إحدى أبرز عملائي لسنوات طويلة ماضية؛ في عام 2019 قمنا بالتفعيل الضخم الخاص بها في الرياض لذلك أعتقد أن وجود هذا النوع من التفكير حيث يأتي عملاؤك لك كلما فكروا في تلك الصناعة أو في المملكة العربية السعودية هو نجاح بحد ذاته. ولهذا ما أحاول غرسه في فريقي هو القناعة أنّ هناك دوما مجالا للتطور وهو ما يولّد الاستمراريّة، وأعتقد أنّ نيش آرابيا هي خير مثال على ذلك، فقد بدأنا مع البوتيكات، ثمّ عملنا مع العلامات التجارية العالمية الفاخرة لتشمل المزيد من العلامات التجارية المحلية. الآن بعد أن أصبح لدي هذا الجمهور ، كيف سأستخدم ذلك لإفادة شعب بلدي؟ الآن ، نحن نعمل بصفتنا العلاقات العامة للحكومة مع العديد من المؤسسات الحكومية المختلفة وهذا شيء أشعر بالفخر به. لم نعد شركة ناشئة بل شركة راسخة لديها عملاء من الدرجة الأولى.
تمحورت النسختان الأولى والثانية لـ Under the Abaya حول صورة المرأة السعودية وانجازاتها ومواهبها، فهل سيكون هناك نسخة ثالثة، وعما ستتمحور فكرتها؟
أعتقد أن Under The Abaya هي واحدة من تلك المنصات التي تطورت مع السعودية. لذلك بينما نشهد تحولًا في المملكة العربية السعودية حيث نرى المزيد من النساء يدخلن سوق العمل ويتولين المزيد من المناصب القيادية. أعتقد أنه بالنسبة لي أريد حقًا أن يكون الإصدار التالي حول النساء اللاتي يمثلن حافزًا للتغيير في المملكة العربية السعودية – الابتكار والقيادة والاستدامة. ولا شكّ أنّني على قناعة أنّ النساء السعوديات هن من سيحددن الموضوع ولا أحد يختاره لهن.
من وحي شعار الاحتفال باليوم الوطني السعودي، كيف كانت أرض المملكة العربية السعودية دارًا للنساء اجمع، ودارًا لك كمريم مصلي؟
حول اليوم الوطني أنا بحكم التعريف من أب سعودي وأم أميركية، ولدت في الخارج وكنت أتنقل كل ثلاث سنوات. يسألني الناس دائمًا عن ذلك في سيرتي الذاتية لكن في نهاية اليوم وجدت منزلاً في السعودية، وفي داخلي شعورا وطنيا كبيرا، فالمملكة هي المكان الوحيد الذي أشعر فيه أنني في منزلي وأملك القدرة على التعبير عن نفسي.
اليوم وفي كافة المجالات نجد دعم الهيئات والوزارات المختلفة لنهوض بمستقبل المرأة، ما القرار أو المبادرة التي سعدت جدا بها خلال السنوات الأخيرة، والتي وجدت فيها فرصة حقيقية لإبراز حضور المرأة السعودية؟
في الأساس ، أود أن أقول إنه في مارس 2022 ، تشرفنا باستضافة أكبر حدث لتمكين المرأة في المنطقة على متن MSC Belissima حيث كان لدينا نساء من Under The Abaya. أجرينا جلسات نقاش،عرض أزياء، جلسات يوجا وجلسات تأمل وغيرها من النشاطات التي تجعلني فخورة ليس فقط بما حقّقناه خلال السنوات الماضية، بل أيضا بحلقة الدعم الكبيرة التي جمعتنا، أحب بقوّة أن أرى هؤلاء النساء نستمتع وتدعم بعضها لأّنني أؤمن بخطوات هذه الرحلة في مختلف النشاطات والأعمال التي نقوم بها.
ما الذي تستعد مريم مصلي لتقديمه للوطن في الأيام المقبلة؟
آمل أنه بالإضافة إلى ما أقدمه في عملي أن أكون قادرة كشخص على تقديمه للعالم أجمع الصورة الحقيقية عن المرأة السعودية، فأنا مثلا لست مجرد رائدة أعمال، لست مجرد أم، لست مجرد امرأة داعمة ، بل أنا في الواقع كل هذه الأشياء مجتمعة وأعتقد أن هذا المزيج هو الذي يجعل الشخص فريدا، وبالنسبة لي أريد دوما أن أقدّم ذاتي لوطني وللعالم بهذه الطريقة.